سامي عبد الراضي يكتب: في "مذبحة الرحاب".. من قتل من !

كتب: سامي عبد الراضي

سامي عبد الراضي يكتب: في "مذبحة الرحاب".. من قتل من !

سامي عبد الراضي يكتب: في "مذبحة الرحاب".. من قتل من !

قضايا الرأي العام، لا تحسم في يوم أو اثنين.. وعليه، علينا الانتظار حتى تظهر النتيجة النهائية لتحقيقات النيابة، وتقارير نهائية للطب الشرعي، والمعمل الجنائي، وما سيتوصل له ضباط مباحث القاهرة، ومصلحة الأمن العام.

التحقيقات (الشرطة والنيابة)، وحدها ستقول أن "قتل" الأسرة تم بواسطة "محترف" أو محترفين وهو الأمر الأقرب.. إما الأمر "البعيد" أن تكون الجريمة قتل (الأب لزوجته، وأبنائه ثم انتحاره)، وفي هذه الحالة الأخيرة يكون الأمر نادر الحدوث أو قدرات خاصة جعلت الأب يقتل نفسه بـ 3 رصاصات كاملة.

الطب الشرعي حين شرح أطبائه جثمان الأب في البداية قالوا إنه أصيب بطلقة واحدة في الجبهة أنهت حياته وهو الأمر الذي "يعزز" أو "عزز" رواية الانتحار، ولكن إعادة وضع جثمان الأب على الأجهزة وإعادة تشريح الجثمان من جديد، تأكد للأطباء أن الأب مات عقب إصابته بـ 3 رصاصات، واحدة في الجبهة واثنين أسفل الذقن، وليس هناك شخص ينتحر بأن يطلق على نفسه 3 طلقات متتالية وتحديداً في منطقة كلوجه والرأس !

المعطيات حتى الآن بعد تقرير الطب الشرعي، ومع تحريات أثبتت حالة الاشتباك مع عدة أطراف بين الأب القتيل وبين آخرين، تؤكد أنها جريمة قتل وبـ"احتراف" تمت في فيلا الرحاب، في مكان لا توجد كاميرات بداخله حتى تسجل تفاصيل ما حدث، وحتى في الشارع لا توجد كاميرات تحتفظ ذاكرتها بمن دخل ومن خرج، ومن تسلل، وفي هذه الفيلات، "تقتل القتيل" عادي، وربما لا يسمعك جار أو شخص عابر في الطريق، وقد لا يصل صوت الرصاص إلي سمع أحد، يصل فقط إلى "القاتل ومن قتلهم".

ما يعزز الآن فرضية القتل، "مسالة قتل الزوجة والأبناء"، قتل كل منهم برصاصتين وفي منطقة الوجه والرأس، أي أن القاتل هنا "محترف"، ففي جريمة مشابهة تماماً لهذه الجريمة، كان القتل كالتالي في منطقة النزهة بالقاهرة عام 2009، الاب كان رجل أعمال أسمه أسامة الفريد، قتل زوجته برصاصة واحدة في الرأس، ثم قتل أبنه 22 عاما، بـ4 رصاصات، وقتل إبنته 18 سنة بـ3 رصاصات منها في الرأس والذراع، ثم انتحر برصاصة واحدة في الفم.

اشتباك الأب مع أطراف عديدة منها "صاحب الفيلا" الذي لم يدفع له ايجار منذ فترة تقترب من عام كامل، اشتباكه ايضاً مع رجال أعمال ومصالح، وصراع على 986 فدان من أرض الأوقاف في القاهرة والغربية، وهذه المساحة من وقف محمد راتب باشا، وكان وزير حربية في عهد أسرة محمد علي باشا وتحديداً عام ١٨٧٨ وكان ذلك في عهد الخديوي أسماعيل، وقال الأب القتيل هو وحوالي 8 متهمين معه أنهم من أحفاد راتب باشا، في حين أن الرجل كان "عقيماً"، ومثبت هذا في إعلام وراثة خاص به، وأن وريثته فقط هي زوجته وشقيقه.

وفي هذا الشأن القضية وصلت إلي محكمة النقض، بعد أن أدانت محكمة أول درجة الأب القتيل منذ سنوات وقررت حبسه ثم أخلي سبيله، والقضية لا تزال تنظر حتى الآن، وقال شقيق القتيل أن أوراق القضية اختفت أو سرقت منذ فترة قريبة !

إذ كان الأمر "قتلا" من هذا القاتل المحترف، وكيف نفذ الجريمة وكيف سيطر القاتل أو "القتلة" على الضحايا بهذا الشكل، وكيف كانت الضحية جالسة على سجادة صلاة في غرفته، وعثرت النيابة عليها ملطخة بدماء بجوار سرير الأب القتيل، فيما كانت جثة الأب نفسه على السرير!!

إذ كان الأمر "جريمة للاب ثم إنتحاره"، فكيف سيطر هكذا وقتل أبناؤه بهذه الإحترافية، وكيف قتل نفسه ب 3 رصاصات، وهو أمر "مستحييييييييييييييييل" في علم الجريمة وعلم الطب الشرعي!

علينا أن ننتظر جهود الأمن العام، ومباحث القاهرة، وكلمة النهاية في هذه القضية، و ننتظر تحقيقات النيابة، والتقارير الفنية للـ(طب شرعي ومعمل جنائي).


مواضيع متعلقة