خالد محيي الدين والضباط الأحرار.. الحيرة جمعتهم وانضم للخلية الأولى

خالد محيي الدين والضباط الأحرار.. الحيرة جمعتهم وانضم للخلية الأولى
- خالد محيي الدين
- الضباط الأحرار
- جمال عبدالناصر
- السادات
- ثورة يوليو
- الكلية الحربية
- الطبقة الوسطى
- الفئات العليا المصرية
- خالد محيي الدين
- الضباط الأحرار
- جمال عبدالناصر
- السادات
- ثورة يوليو
- الكلية الحربية
- الطبقة الوسطى
- الفئات العليا المصرية
في النصف الثاني من العام 1949، كان الاجتماع الأول للخلية الأولى لتنظيم الضباط الأحرار، وقتما انتهى خالد محيي الدين من امتحاناته، ليتصل بجمال عبدالناصر سريعًا الذي استضاف ذلك الاجتماع في بيته بكوبري القبة، بحضور عبدالمنعم عبد الرؤوف، وكمال الدين حسين، وحسن إبراهيم.
وتحدث ناصر طويلًا وكيف أنه أصبح من المحتم عليهم فعل شيء وتنظيم أنفسهم "كل واحد منا يشتغل ويحاول يكوّن مجموعة في سلاحه، وهكذا يمكن أن نصبح قوة منظمة وقادرة على فعل شيء".
سنوات عدة ومشاعر وطنية متأججة وغاضبة من وضع الاحتلال أثمرت عن هذا التجمع، فأبناء الطبقة الوسطة والدونية استطاعوا أن يكونوا إلى جوار الطبقة العليا في الكلية الحربية في الفترة من 1936 ـ 1938، تدفق إلى ذلك الصرح كثيرون من أبناء الطبقة الوسطى، وربما الفئات الدنيا وقبل ذلك كانت لا تقبل الكلية إلا عددًا محدودًا من الضباط كلهم من أبناء الفئات العليا المصرية.
كانت الدراسة بها شكلية تُخرِّج ضباطًا ليس مطلوبًا منهم أي واجبات قتالية أو عسكرية حقيقية، إلا أن الحرب العالمية الثانية دفعت الإنجليز لزيادة عدد الجيش لاحتمال الاحتياج إلى قوات مصرية في صدامهم المرتقب مع هتلر، فقرروا زيادة الجيش وزيادة تسليحه وتحويله إلى جيش حقيقي، فكان لها الفضل في تعرف هذا العدد من الضباط المصريين الذين تأججت مشاعر الوطنية داخلهم مع كل موقف تتعاظم فيه النفوذ الإنجليزية من أخذ الدبابات وحتى حصارهم للملك في 4 فبرارير 1942، ذلك التاريخ الذي أقر خالد محيي الدين، أنه كان نقطة تحول في حياته.
داخل مذكرات خالد محيي الدين، مؤسس حزب التجمع الذي وافته المنية اليوم، والتي أطلق عليها "والآن اتكلم" ونشرها عام 1992، تحدث عن قصة انضمامه إلى تشكيل الضباط الأحرار، والذي عرفهم فُرادى، وهي الطريقة نفسها التي انضم بها الضباط في التشكيلات المختلفة داخل القوات المسلحة إلى الضباط الأحرار، حيث فتح التنظيم أبوابه للشيوعيين من أعضاء منظمة حدتو "الحركة الديقراطية للتحرر الوطني"، برئاسة أحمد فؤاد، واندمج هؤلاء الضباط في مجموعات التنظيم.
في نهاية عام 1944، كانت الحيرة تغلف الجميع بحث عن طريق لهم ولمصر، وذات يوم مرّ الضابط عبدالمنعم عبدالرؤوف على خالد محيي الدين، كما يذكر في مذكراته، وعرض عليه اللقاء بضابط آخر يحمل ذات الهموم، ويبحث عن إجابات لذات الأسئلة وأخذه لمقابلة جمال عبدالناصر، وكان لقاؤه الأول معه، ومن هنا كانت بداية العلاقة والفكرة لوجود تنظيم "الضباط الأحرار".
"عندما كنا نتحدث عن الديمقراطية لم نكن نقصد شكلًا محددًا، وعندما تحدثنا عن حزب للأغلبية لن نكن نقصد حزبًا بذاته، وكنا نتحدث عن النهوض بمصر وعن جيش قوي وعن تحقيق مطالب للشعب دون أن تتسلل إلى نقاشاتنا أي تفاصيل، ودون أن نشغل أنفسنا في البحث عن أي منها"، ذلك ما كان يفعله الضباط الأحرار في اجتماعاتهم الأولى كما روى محيي الدين، فكانوا 5 موزعين على أسلحة مختلفة: "جمال.. مشاة، عبدالمنعم عبدالرؤوف.. مشاة، كمال الدين حسين.. مدفعية، حسن إبراهيم.. طيران، وخالد محيي الدين.. فرسان"، وأكد عبدالناصر أن عبدالحكيم عامر معه ولكنه لم يستطع الحضور.
كانت اجتماعات الخلية الأولى التي أصبحت تسمى "لجنة القيادة"، تتم أسبوعيًا أو كل أسبوعين، وكان كل منهم يتحدث عن الاتصالات التي قام بها ومن ثم تجنيده من الضباط، وبعدة عدة اجتماعات صار لديهم تنظيم، وكان أول منشور صادر عن التنظيم في خريف عام 1950، كتبه موظف بالسكة الحديد اسمه شوقي عزيز، أبدى استعداده لكتابة المنشوارت على الاستنسل، وقرروا شراء آلة رونيو، وكان ثمنها 80 جنيها.
ويتذكر "محيي الدين" أنه دفع فيها 5 جنيهات، وجمعوا من ضباط الفرسان نحو 35 جنيها، وتبرع جمال عبدالناصر والآخرون واشتراها الموظف باسمه حتى لا يشك أحد بهم.
وفي أوائل عام 1951، اتسع التنظيم بصورة لم يكن يتوقعوها ما دفع عبدالناصر إلى المطالبة بتوسيع "لجنة القيادة" لزيادة الأعباء والنشاك وأصبحت تضم: "جمال عبدالناصر ـ عبدالحكيم عامر ـ حسن إبراهيم ـ عبدالمنعم عبدالرؤوف ـ صلاح سالم ـ عبداللطيف البغدادي ـ كمال الدين حسين ـ خالد محيي الدين"، والتي ظلت تتسع حتى موعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 على النظام الملكي بمصر وإعلان البلاد جمهورية.
لم يطلب منصبًا وعاد إلى سلاح "الفرسان"، ذلك كان مطلبه بأن يبقى مع رجاله وزملائه، وتقرر أن يعمل كضابط مخابرات سلاح الفرسان، وكان مفهومًا منذ البداية أنه لن يعمل كضابط مخابرات تقليدي وإنما سيمارس نشاطًا سياسيًا في السلاح من خلال تفرغه لهذا الموقع.