القطاع السياحى ينتعش.. و«الطيران» أبرز التحديات

القطاع السياحى ينتعش.. و«الطيران» أبرز التحديات

القطاع السياحى ينتعش.. و«الطيران» أبرز التحديات

مع اقتراب نهاية الموسم السياحى فى الأقصر حقّق القطاع السياحى نجاحاً ملموساً وانتعاشة كبيرة، مقارنة بالأعوام الماضية التى ضرب الركود السياحى خلالها القطاع، وأجبر أصحاب الفنادق والمنشآت السياحية على تسريح آلاف من العمالة المدربة وإغلاق الكثير من المنشآت بسبب عجز أصحابها عن سداد أجور العاملين وفواتير الكهرباء والمياه.

الأقصر التى تضم نحو 20 فندقاً ثابتاً وأكثر من 160 فندقاً عائماً ومئات المنشآت والمحلات والبازارات والشركات السياحية ويعمل بها نحو 60% من أبناء المحافظة، عانت فى الفترة من 2011 وحتى 2015 من حالة ركود غير مسبوقة أثرت على القطاع بأكمله، وتسبّبت فى انهياره قبل أن يبدأ استعادة عافيته خلال العامين الماضيين مع تسيير رحلات طيران بين عدد من الدول الأوروبية والآسيوية للأقصر، وفتح أسواق سياحية جديدة أنعشت القطاع.

ويرى العاملون بالسياحة والخبراء أن الموسم السياحى الحالى من أنجح المواسم، وربما يكون الأفضل منذ ثورة 2011 التى تراجعت بعدها الحركة السياحية إلى أدنى معدلاتها. ويقول الخبير السياحى، محمد عثمان، عضو لجنة تسويق الأقصر، إن هناك رحلات طيران عادت بعد توقف سنوات ورحلات أخرى مهمة ستعود قريباً مثل رحلات روما وباريس ولندن، وهناك رحلة أسبوعية ستنطلق من لبنان، كما تم استعادة التدفّق من أسواق سياحية فقدتها مصر منذ سنوات مثل السوق الاسكندنافية، والفرنسية والإيطالية والهندية.

{long_qoute_1}

ويضيف «عثمان»: «هذه الأسواق ستنعش القطاع السياحى فى الأقصر، وهى بديل مهم للسوق الإنجليزية التى نطمع أن تعود كما كانت من قبل»، مطالباً وزارة السياحة بأن تعمل وترتب البيت السياحى من الداخل بقدر العمل الجاد للتسويق للسوق المصرية فى الخارج. وقال حمادة خليفة، مدير فندق: إن «العاملين فى القطاع السياحى لديهم حالة من الرضا عن الموسم السياحى، لكن الجميع يطمح لأن تعود الأقصر كما كانت من قبل 2010 عندما كانت تكتظ الفنادق والمواقع الأثرية بالآلاف من السائحين والزوار».

ويكمل: «الدولة تبذل مجهوداً كبيراً لعودة القطاع إلى سابق عهده، لكن هناك بعض العقبات أهمها عدم وجود خطوط طيران كافية، وكذلك غياب الترويج للأقصر فى أسواق أوروبية مهمة، كما أن ترتيب البيت من الداخل لا يقل أهمية عن الترويج والتسويق للمدينة، بمعنى أن على وزارة السياحة والمحافظة تدريب العمالة التى تتعامل مع السائحين وضبط الشارع، خصوصاً عمل عربات الحنطور، التى تخرق كل القوانين واللوائح، وكذلك إعداد الطرق والمنشآت بشكل جيد يليق بحجم ومكانة الأقصر التى تعتبر المدينة الأثرية الأكبر والأهم فى العالم».

ويؤكد الخبير السياحى، محمود إدريس: «الأقصر تستحق عملاً ومجهوداً أكبر من أجهزة الدولة لاستعادة مكانتها الطبيعة كأهم مدينة أثرية وسياحية»، مشيراً إلى أنها تمتلك كل المقومات التى تجعلها فى مصاف أهم المدن السياحية فى العالم. ويضيف: لا نُنكر أن العامين الماضيين كانا أفضل مما سبق، لكن لدينا طموحاً أكبر أن تعود الأقصر إلى مكانتها الطبيعية، مشيراً إلى أن الاعتماد على السياحة الثقافية ليس مجدياً ولا بد من إضافة أنماط سياحية أخرى والتركيز عليها والتعمّق بها، مثل سياحة المؤتمرات والسياحة الرياضية والسياحة العلاجية.

يقول «إدريس»: «قبل بضعة أعوام ألغت الكثير من الفنادق احتفالات الكريسماس وأعياد الميلاد، نظراً لعدم وجود سائحين، لكن العامين الماضيين بدأ القطاع فى الانتعاش من خلال عودة المجموعات السياحية للمدينة»، مشيراً إلى أن نسب الإشغال مرضية نسبياً، لكن ليست المطلوبة. ويضيف: «لا بد من وضع أجندة لدعوة مشاهير العالم إلى زيارة المدينة كما كان يحدث فى السابق»، مشيراً إلى أن زيارة الأميرة ديانا إلى الأقصر فى منتصف التسعينات ما زالت عالقة فى الأذهان، وكذلك زيارة رئيسى فرنسا السابقين ساركوزى وجاك شيراك، والفنانة العالمية إليزابيث هيرلى ودانى جلوفر والممثل البرازيلى سيرجيو مارونى. ويتابع: «تأهيل الطرق وتهيئة المنشآت وإنشاء مراكز خدمات واستراحات للسائحين كلها عوامل تساعد على عودة السياحة وترسيخ انطباعات جيدة للسائحين عن الأقصر، حيث يعودون إلى بلادهم ويتحدثون مع أصدقائهم عما شاهدوه».


مواضيع متعلقة