بريد الوطن| عُمال فى الشمس

بريد الوطن| عُمال فى الشمس
أى عمل شريف سواء كان كبيراً أو صغيراً فإنه لا يعيب، بل العيب كل العيب أن يجلس الإنسان عاطلاً يندب الحظ، فى انتظار المارد يخرج له من الفانوس السحرى ملبياً الرغبات والأمنيات الطيبة؛ العمل عبادة، بل هو أصدق وأخلص العبادات، فبدوره تعمر الأرض ويستقيم وجه الحياة. ومن المهن التى تبدو بسيطة فى ظاهرها، لكنها شاقة ومضنية ويقضى العاملون عليها ساعات طويلة تحت لهيب الشمس، مثل الفلاحين وعُمال النظافة وعُمال البناء، هؤلاء يستحقون منا نحن الاحترام والتقدير، والرعاية والعناية من قبل الدولة، وإزالة العقبات أمامهم؛ الفلاح اليوم يعانى من ندرة المياه التى لم تعُد تصل إليه لرى الأرض الزراعية، لملء الترع والمصارف بالقمامة والحشائش وتحتاج لتطهيرها باستمرار من المعوقات للمياه، أيضاً هناك فئة من العُمال البُسطاء الكادحين، وقع عليهم ظلم بَيّن فى الآونة الأخيرة، عندما أقر نواب البرلمان رسوماً 20 ألف جنيه سنوياً على عربات الفول، وكأنه كباب مشوى للأثرياء، وليس «فول» طعام الطبقة رقيقة الحال، وارتفاع قيمة الرسوم ما سوف يعود بالسلب على سعر طبق الفول ويصبح فى متناول القادرين فقط، فى حين كثير من الأسر المصرية رقيقة الحال الفول طعامها الأوحد صباحاً ومساءً؛ بينما نواب الشعب منشغلون، مهتمون، يطالبون بزيادة معاشات الوزراء السابقين، أيهما أولى بالاهتمام، فئة تعمل فى الغرف المكيفة أم عُمال فى الشمس؟
حنان عمار - أسيوط
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com