رئيس «الاتحاد الديمقراطى»: «أردوغان» لم يجلب سوى «الويلات» على بلده والمنطقة وسيواجه نهاية «هتلر».. والجيش التركى اقتحم «عفرين» لإنقاذ «داعش»

كتب: بهاء الدين عياد

رئيس «الاتحاد الديمقراطى»: «أردوغان» لم يجلب سوى «الويلات» على بلده والمنطقة وسيواجه نهاية «هتلر».. والجيش التركى اقتحم «عفرين» لإنقاذ «داعش»

رئيس «الاتحاد الديمقراطى»: «أردوغان» لم يجلب سوى «الويلات» على بلده والمنطقة وسيواجه نهاية «هتلر».. والجيش التركى اقتحم «عفرين» لإنقاذ «داعش»

قال شاهوز حسن، الرئيس المشترك الجديد لحزب الاتحاد الديمقراطى (PYD) فى سوريا، إنه لا انسحاب سريع للولايات المتحدة والتحالف الدولى من الشمال السورى، داعياً إلى تحول دعم التحالف الدولى لهم إلى دعم سياسى يؤدى لحل ديمقراطى فى سوريا، واعتبر «حسن» فى حواره لـ«الوطن»، أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان سيواجه النهاية التى واجهها كل القادة الفاشيين مثل هتلر، وأن الجيش التركى اقتحم «عفرين» لإنقاذ تنظيم «داعش» وفك الحصار عن عناصره، وأكد استمرار عمليات مقاومة الاحتلال التركى لمناطقهم فى «الشمال السورى».

{long_qoute_1}

  هل هناك مؤشرات على صدق نوايا الولايات المتحدة فى الانسحاب عسكرياً من سوريا؟ وما خططكم فى حال غياب دعمها لكم؟

- التحالف الدولى لمحاربة «داعش» يرى أن التنظيم المتطرف ما زال باقياً، وأن مكافحته يجب أن تستمر، وأعتقد أن التصريحات التى تقول إنه سيكون هناك انسحاب أمريكى سريع هى تصريحات غير مقنعة ولكن لها أسبابها، التى تتمثل بالطبع فى أن قوات التحالف لم تقل إنها ستبقى للأبد فى سوريا أو إنها ستبقى لمدة طويلة جداً، لأن الخطر موجود ويمكن أن تنتهى العمليات فى مدة معينة، وعندما بدأنا بمقاومة كوبانى لم يبدأ التحالف بدعمنا ولكن عندما تطورت المعارك دعمنا، ونطالب بأن يتحول الدعم إلى دعم سياسى أيضاً للوصول إلى حل ديمقراطى فى سوريا، بالطبع القوى الدولية وقوى الدول الموجودة فى التحالف الدولى سيكون لها تأثير، ومن جانبنا سنظل كقوة تعمل بمقومات ذاتية ندافع عن مناطقنا ونطور مشروعنا الديمقراطى.

بعد اتهام النظام السورى باستخدام السلاح الكيماوى فى «دوما»، قامت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بتنفيذ ضربة عسكرية ضد النظام، كيف تقيّمون هذه الضربة؟

- بعد تحرير الرقة والتدخلات فى سوريا، وعدم تحقيق تطور فى مجال الحل السياسى، كان واضحاً أنه سوف تتعمق هذه الأزمة مع استمرار التطورات على الأرض وتدخلات قوات من تركيا وإيران، وكنا نعرف أن تركيا وإيران لن تسمحا بتطور الحل الديمقراطى السريع، لأن ذلك يتناقض مع مصالحهما، ونرى أن الأزمة اشتدت وأصبحت أكثر عمقاً وتحولت إلى أزمة حقيقية بين الدول الإقليمية وعلى المستوى العالمى، وفى ظل عدم تطور حل سياسى ينهى هذه الأزمة كان من المتوقع أن تزداد التوترات والتحركات من قبل الطرفين، وهنا نقصد روسيا من جانب والتحالف الدولى من جانب آخر، وروسيا اتفقت مع إيران وتركيا لفرض رؤيتها للحل ولم تصل لنتيجة، وجاءت الضربة رداً على السيطرة الروسية، وأنه لا يمكن فرض رأى بدون التوافق مع القوى الدولية الأخرى، وهذا يعنى أن الأزمة تعقدت أكثر، وبدون حل سياسى ديمقراطى ستتوسع هذه الصراعات سواء على المستوى الإقليمى أو العالمى.

ما أهداف الزيارات التى قمتم بها لبعض العواصم الأوروبية مؤخراً؟ وما أبرز نتائج جولاتكم الأوروبية؟

- زياراتنا لأوروبا جاءت بدعوة من منظمات أوروبية بهدف التعريف بمشروع الفيدرالية الديمقراطية شمال سوريا، وكان وفدنا مكوناً من مكونات الكرد والعرب والأيزيديين، وكنا نأمل وجود تمثيل تركمانى، ولكن بسبب مشاكل حالية تتعلق بمسائل تقنية لم يتمكنوا من الحضور، وعقدنا مؤتمراً من أجل المستقبل الديمقراطى فى سوريا فى البرلمان الأوروبى وكان إيجابياً، وطرحنا مشروعنا وتم الوصول لبيان مشترك وسيتم توجيهه إلى البرلمان الأوروبى والاتحاد الأوروبى، ومن جملة الأمور التى تمت مناقشتها أن تتم مشاركتنا خلال الحل السياسى الديمقراطى، وإظهار التجربة الديمقراطية فى شمال سوريا، وأن تتم مساعدة سوريا خاصة بعد وضع عفرين التى يجب أن يتم حلها وإخراج الاحتلال التركى وعودة الأهالى، وتم عقد لقاءات مع العديد من الأحزاب والشخصيات المؤثرة فى أوروبا وما زالت لقاءاتنا مستمرة، وهناك تفهم للوضع فى شمال سوريا، وإعجاب بالتجربة فى شمال سوريا، ولكن لا يزال هناك عقبات تواجهها.

هل فشلت الدولة المركزية فى سوريا؟ وهل الحل هو فى استكمال انهيارها أم هناك صيغة متفقاً عليها لديكم كبديل عنها؟

- الدولة المركزية القومية فى سوريا فشلت، وكذلك حزب البعث فشل فى حكمه الذى يقارب نصف قرن، وكانت تجربة قمعية وتعتمد على ضرب المكونات ببعضها وعلى سياسات القمع، وحتى العرب لم يكونوا مستفيدين جميعاً من السلطة الموجودة، وكان نظاماً أمنياً بحتاً، وبطبيعة الحال لا نريد الخوض فى مواضيع تاريخية، لكن مشروعنا هو مشروع الحل الديمقراطى الذى يعتمد على حرية المرأة وحرية الشعوب والعيش المشترك، وهو كنموذج عملى تحقق وتطور فى شمال سوريا، وخضنا مرحلتين انتخابيتين رغم ظروف الحرب، فالشعب يتقبل ظروف الحل، وحصلت مشاركة واسعة رغم كافة الصعوبات ومن كافة المكونات من الكرد والعرب والسريان والتركمان، وهذا يوضح أن التجربة الديمقراطية هى الأكثر قبولاً بين الشعب، ونأمل أن تتهيأ الظروف فى شمال سوريا وفى كل سوريا ليتحقق مشروع فيدرالى ديمقراطى، ونرى أن الحل هو توزيع الصلاحيات بين الأقاليم وبين الفيدراليات التى ستوجد فى سوريا، وإلا البقاء فى حالة المركزية وبعقلية الاستبداد الموجودة لدى العديد من الأطراف المتصارعة فى سوريا، وهذا سيؤدى إلى بقاء الصراعات وتعقيد الأزمات، وما نطرحه هو الحل الديمقراطى ومشروع الأمة الديمقراطية، وحققنا نتائج إيجابية نأمل أن تكون نموذجاً لكل سوريا، ونعمل على ذلك بشكل مستمر.

{long_qoute_2}

كيف دعم الوجود التركى فى سوريا المتطرفين والإرهابيين؟

- الهجوم التركى على عفرين والسعى لاحتلالها، كان دعماً لـ«داعش» ومحاولة فك الحصار القوى ضد التنظيم، وإعطاءه متنفساً ليستعيد وجوده وعافيته، والقوى التى شاركت مع تركيا فى هذا العدوان هم الإسلاميون والمتطرفون والأعضاء السابقون فى جبهة النصرة، وهذا يظهر أن العلاقة القوية بين الدولة التركية وداعش واضحة وانكشفت مرة أخرى، وأن الحكومة التركية داعمة لهذا الإرهاب الذى نحاربه وندافع ضده عن مناطقنا وسوف نستمر فى هذا الأمر.

هل تقبلون بوجود قوات عربية أو مصرية لحفظ السلام فى سوريا، خاصة مع وجود مقترحات أمريكية لتشكيل هذه القوات للمساهمة فى منع التصعيد العسكرى؟

- لم نتلق طلباً رسمياً حول هذا الأمر ولكن يتم تداوله عبر وسائل الإعلام وهى فكرة تم طرحها، والقوات الموجودة فى شمال سوريا، خاصة فى الرقة هى قوات التحالف الدولى لمحاربة داعش، والبلدان العربية التى يتم ذكر اسمها، هى بلدان جزء من هذا التحالف وتعانى من إرهاب داعش والإخوان المسلمين، ونأمل أن تتطور العلاقة بشكل أفضل بيننا وبين البلدان العربية، خاصة مصر لنعمل بشكل مشترك ضد الإرهاب والعقليات التى تخلق الإرهاب، وهذا يتطلب منا التعاون المشترك والعمل وفق إطار التحالف الدولى لمحاربة داعش، وأن تدعمنا هذه البلدان العربية لحل سياسى حقيقى فى سوريا، ونأمل أن تتطور العلاقة بهذا الشكل.

ماذا عن إمكانية مشاركة «حزب الاتحاد الديمقراطى» فى أى محادثات سلام مقبلة؟ وهل يمكن التغلب على رغبات أنقرة التى تعارض بشدة هذه المشاركة؟

- عدم مشاركة القوى الديمقراطية فى شمال سوريا، ومنها حزب الاتحاد الديمقراطى، سيزيد من عمق الأزمة، والحالة الموجودة يمكن حلها من خلال المفاوضات بين كافة الأطراف، وهناك 3 توجهات رئيسية فى سوريا، وهى توجه حزب البعث وسلطة الحزب الواحد، وهذا هو توجه النظام، وهناك توجه الإخوان وداعمهم أردوغان وهدفهم بناء خلافة إسلامية أو سلطنة عثمانية وهدفهم هذا لا يتوافق مع تطلعات شعوبنا، والتوجه الثالث هو التوجه الديمقراطى الذى نحن جزء أساسى منه، وعملنا على تطويره بشكل دؤوب، ولذلك فإن أخذ هذه الأطراف الثلاثة فى عين الاعتبار والعمل على تطوير حوار حقيقى فى سوريا والعمل على تطوير الحل الديمقراطى هو الكفيل بتحقيق الحل، وإلا بعقلية البعث والإخوان لن يتم تطوير أى حلول، وهذا سبب الأزمة، خاصة بالنسبة للإخوان المسلمين لأن ممارساتهم كانت إرهاباً كبيراً بحق الشعب السورى، ومن المهم أن يتم تجاوز هذه العقلية التى تستند إلى التطرف المذهبى أو الدينى أو القومى أو فى كافة أشكال التطرف، والمطلوب هو العمل على تحقيق حل ديمقراطى، لأن القوى التى تؤمن بهذا الحل الديمقراطى هى القادرة على تطوير هذا الحل، أما القوى المؤمنة بالتطرف فهى المستمرة فى هذا النهج وستعقد الأزمة، ويجب أن يتم مكافحتها بكافة الوسائل.

ما مسار المقاومة فى عفرين؟

- الاحتلال التركى والوجود العسكرى فى سوريا، يعقد الأزمة ويخلق مشاكل كبيرة، وعفرين كانت منطقة آمنة وتضم مئات الآلاف من النازحين من المحافظات الأخرى، ولكن بعد هذا التدخل زادت الأزمة الإنسانية وازدادت الأزمة السياسية وتعقدت الأمور أكثر، والاحتلال التركى يخلق مشاكل ستستمر لفترة طويلة، ولا يمكن أن نرى فى هذا الوجود العسكرى التركى حلاً أو شيئاً إيجابياً، ولذلك فالمقاومة ستستمر ضد هذا الاحتلال بكافة الوسائل وكذلك المساعى السياسية والدبلوماسية لإنهاء الاحتلال التركى لمناطقنا وبفضل هذه المقاومة، نعتقد أنه سيتم إنهاء الوجود العسكرى التركى فى سوريا، ولكن نحن نعرف العقلية التركية التى تريد فرض السيطرة والتوسع وسياسة التتريك فى كل المناطق وهذا ما رأيناه فى عفرين، وهذا يخلق ردود فعل وهذا ما رأيناه من وجود مقاومة كبيرة ومؤثرة، وستستمر هذه المقاومة، ونحن واثقون من إمكانية تحقيق النجاح وفرض إخراج الاحتلال التركى من الأراضى السورية، وأود التأكيد على أن المقاومة فى عفرين مستمرة وشعبها الذى نزح إلى مناطق الشهباء باق، وقريب جداً من المدينة، وهناك مخيم للمقاومة تم إنشاؤه هناك، وعلى الجانب العسكرى المقاومة مستمرة، وهناك مجموعات تقوم بعمليات داخل عفرين وقراها ضد الاحتلال التركى ومرتزقته، وحتى بدون خروج القوات التركية ومرتزقتها من عفرين ستستمر المقاومة حتى تحقيق النصر.

أعلنت الدولة التركية قبل أيام عن تشكيل مجلس لإدارة عفرين، فكيف يجب أن يكون الموقف الكردستانى فى مواجهة تأسيس هذا المجلس؟

- المجالس التى تم تشكيلها من قبل تركيا منذ البداية وإلى الآن هى مجالس تابعة لها، ورأينا ذلك فى «جرابلس ومنبج وتل أبيض والرقة وإدلب».. وفى أغلبها الذى كان مسيطراً من الناحية العسكرية هى جبهة النصرة، ولذا تركيا دولة احتلال والقوات المرتزقة التابعة لها هم يعتبرون كداعش وجبهة النصرة، وأى مجلس يعمل على شرعنة الاحتلال التركى ودعم المرتزقة والإرهابيين يجب اعتباره جزءاً من الاحتلال والإرهاب ويجب النضال ضده بكافة الوسائل.

كيف تتصور نهاية الرئيس التركى رجب طيب أردوغان؟

- الرئيس التركى فرض حالة الطوارئ ومنع الديمقراطية والحريات والصحافة وتدخل فى دول الجوار لتطبيق مشروع الإخوان، ولم يجلب سوى الويلات على المنطقة وتركيا بشكل خاص، وأعتقد أن العقلية والسياسة الانتهازية فى العلاقة ما بين روسيا وأمريكا ستنقلب عليه، ولن تؤدى ليس فقط إلى نهاية أردوغان ولكن إلى دمار تركيا وحدوث فوضى كبيرة بها، وهذه حقيقة يظهرها التاريخ، الذى يظهر لنا أن قمة الفاشية التى تبناها هتلر نتج عنها الدمار وكانت نهايته فظيعة، وكذلك فى العراق، صدام حسين ضرب شعبه بالكيماوى ومارس القتل بأفظع أشكاله ولكن نهايته معروفة، وغيرها من التجارب أيضاً، ولذلك نحن واثقون أن العقلية الاستبدادية ومحاولة فرض الاستبداد على الشعوب والعمل وفق منطق التطرف على أساس قومى ودينى، لن يجلب سوى المآسى والحروب والويلات، ولذلك نعتقد أن نهايته ستكون قريبة ويمكن علاج هذه المآسى من خلال تطوير مشروع ديمقراطى حقيقى فى تركيا.


مواضيع متعلقة