إنجى الطوخى تكتب: «وطنى» الصغير أحبك
![إنجى الطوخى](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/706929071525365448.jpg)
إنجى الطوخى
وطنى الصغير أحبك، نعم فهو ليس مجرد مؤسسة صحفية تسعى بكل جهد إلى خدمة القارئ ليل نهار بكتيبة إخبارية متميزة، بل هو وطنى الصغير الثانى الذى احتضنى، وفتح لى صفحاته كى تسع موهبتى الصحفية الصغيرة. مرت 10 سنوات علىّ فى العمل الصحفى، وما زلت أذكر خطواتى المرتبكة وأنا أدخل مبنى «الوطن»، مررت بثلاثة اختبارات حتى انضممت لكتيبة «الفتشر» التى تعلمت فيها الكثير على يد العزيزة «هبة حسنين»، يكفى أننا فى البداية كنا نمارس عملنا الصحفى بلا مكاتب أو أجهزة فقط حيث كان المبنى ما زال تحت التأسيس. فى «الوطن» وجدت وطناً صغيراً، فلا أحد يبخل بمعلومة، والكبير يسعى لتعليم الصغير بكل وسيلة ممكنة، وإن كانت هناك غيرة ما بين الزملاء، فهى غيرة محمودة من أجل «طبخ» عمل متميز تتوافر فيه كل المقومات اللازمة لعمل صحفى يبهر القارئ ويؤثر فيه. 6 سنوات قضيتها فى «الوطن»، وكان انضمامى لقسم «الأخيرة» حيث صحافة «الفتشر» من حسن حظى، وليس سوء طالع كما اعتقدت فى البداية، فعندما دخلت «الوطن» رغبت أن أكمل فى التغطية فى تخصصى السابق «السياسى»، حيث المظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات، والأحزاب المتناحرة وتصريحاتها النارية، حيث الجلوس بجانب الجثث فى مشرحة زينهم فى مذبحة «بورسعيد» للحصول على تصريح من مسئول، ولكن فى «فتشر الأخيرة» مع العزيزة «هبة حسنين»، والكبير «محمود الكردوسى» حصلت على عين أخرى لرؤية الأحداث، ولا أبالغ إن قلت لرؤية الحياة، فالإنسان هو مصدرى الأول بتفاصيله الصغيرة بحكاياته البسيطة والجميلة، بآلامه، بمشكلاته، بالبهجة التى يصنعها فى الوطن الأكبر «مصر».
6 سنوات مرت علىّ فى «الوطن الصغير»، كان فيها بيتى الأول وليس الثانى، أسهر فيه حتى الثانية عشرة ليلاً فى رمضان حتى تسير «الطبعة» الثانية بلا خوف أو تردد، فاسمع عبارة أبى الشهيرة «لقد تزوجت الصحافة فى «الوطن»؟»، هو بيتى الأول الذى يمتلأ بالأصدقاء والأحبة نتشارك سوياً لحظات الفرح والحزن والنجاح وتفاصيل حياتنا الشخصية الصغيرة، بيتى الذى وجدت فيه صديقى ونصفى الآخر الرياضى، بيتى الذى صار كل ركن فيه «وطناً» صغيراً أقول له فى عيد ميلاده السادس «أحبك» كثيراً.