«الوطن» صحيفة ثورة يونيو

مجدى علام

مجدى علام

كاتب صحفي

للأسف الشديد، لم تحظ ثورة يونيو بقيادة المشير عبدالفتاح السيسى بما حظيت به ثورة يوليو ٥٢، رغم أن «يونيو» كانت الأخطر والأهم والأكبر مشاركة شعبية، فتجاوز عدد الكتل الشعبية فيها ٣٥ مليون مصرى، متخطية ثورة ١٩١٩ الأكبر مدنية وشعبية فى التاريخ المصرى، بينما «يوليو» سماها أصحابها حركة الجيش المباركة، وحينما حظيت بدعم الشعب، سمت نفسها «ثورة»، أما «يونيو» فكانت ثورة شعب لحق بها الجيش حامياً وليس محركاً، وهو فرق لو تعلمون عظيم، وبينما أصبح ليوليو ٥٢ أكثر من ١٦ مطبوعة بين جريدة ومجلة ونشرة ودوريات ثقافية، لم تحظ «يونيو» إلا بجريدة «الوطن» وحدها دون غيرها، فجاءت تعبيراً عن فريق عمل شباب هم وقود ثورة يناير، ولكنهم اكتشفوا أن الدولة المصرية تضيع وتتمزق وتتفرق بفكر الفقر وفقر الفكر ما بين إرهاب أعمى أو إلحاد ضال وبين وطنية متعصبة وبين قبلية بغيضة، وبين الأمل فى الإصلاح والرعب من الضياع فنجحوا مع مالكى المؤسسة ومحررى الجريدة، ورئيس تحريرها الشاب محمود مسلم، الذى تنبأت له بنجومية صحفية منذ سنوات عمله الأولى فى الصحافة ولقد نجحت الجريدة والمحررون فيما يلى:

١- أن يكون للجريدة شخصية متفردة، فهى ليست للنقد الهدام ولا للتأييد الأعمى وإنما خطت خطاً وسطاً بين بين.

٢ - أنها أبدعت ملفين لم يحظيا باهتمام جريدة أخرى وهما إلقاء الضوء على قرى ونجوع وتاريخ محافظات مصر وهو ما سميته كتاب «وصف مصر الصحفى»، والثانى هو أوجاع مصر من التعليم والدواء والصناعة والزراعة.

٣- أنها قدمت للصحافة المصرية ما يقرب من خمسين صحفياً أبدعوا وتفوقوا وساد بينهم سن الشباب، فهى صحيفة شابة يديرها شباب ولم يصبها ترهل وشيخوخة المؤسسات الصحفية التقليدية.

٤- أنها ابتعدت ونأت بنفسها عن أن تكون صوت صاحب مصلحة، ولو كان مالكها أو طبقته، ولو كان رأسمالياً، وهو ما سقطت فيه الصحف «الملاكى»، التى أطلقها رجالات القطاع الخاص، مثل جريدة مصرية شهيرة معروفة للجميع.

٥- أنها احترمت الأداء الحكومى ولم تمنع معارضته ونجت بنفسها أن تكون جريدة ملاكى للحكومة والنظام وأبقت صوت الشعب هو الأعلى، مع احترام حق الحكومة والنظام فى عرض رأيه إن رغب، على الرغم من أنها لم تنجح فى منافسة جرائد محلية فى ملفين مهمين، هما المال والاقتصاد من ناحية، والشئون الخارجية من ناحية أخرى، وهو ما يحتاج منها لنقلة تستطيع تحقيقها واجتياز مرحلة تطور عالمى، وهى الأجدر بها، ولتبدأ بصفحة مقتطفات الصحافة والإعلام الدولى.

6- أنها تمتلك فريق كتاب ومحررين يستطيع أن يكوّن مركز دراسات صحفية استراتيجية ينافس مركز الأهرام، فلِمَ لا تنفذه، حيث لا يحتاج سوى مجرد غرفة وقاعة والعقول متوافرة، وختاماً كانت هذه 6 ملاحظات فى ٦ سنوات. ويبقى أن نجد للعلم والأدب ركنين حيث من الممكن أن يبدآ بصفحة أسبوعية تبادلية بينهما يكون هدفهما احتضان الموهوبين علمياً وأدبياً من الشباب المصرى، فقد كان صلاح جلال ونوادى علوم الأهرام سبباً فى تقدمى العلمى أنا والعديد من الأطباء، وكل سنة ورئيس تحرير «الوطن» ورئيس مجلسها، ومحرروها طيبون.