«التجارة الإلكترونية» تنعش أسواق المستقبل

08:03 م | الثلاثاء 01 مايو 2018

تسعى مصر جاهدة للحاق بقطار التجارة الإلكترونية قبل انطلاقه نحو العالمية، حيث أطلقت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الاستراتيجية الوطنية للتجارة الإلكترونية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «أونكتاد»، وتعمل حالياً على سن التشريعات الخاصة بتنظيم عمل التجارة الإلكترونية فى السوق المصرية. وتعتبر مصر من أفضل الأسواق الناشئة التى قد تحقق فيها التجارة الإلكترونية نجاحات كبيرة، لعدة أسباب أهمها أن عدد السكان يتخطى الـ100 مليون مستهلك، منهم ما يقرب من 50 مليوناً متصلون بالإنترنت، إضافة إلى أن أكثر من 60% من المصريين تحت 35 سنة، وهم الأكثر إقبالاً على استخدام التقنيات والتكنولوجيات الحديثة بما فيها التجارة الإلكترونية، وتسعى مصر حالياً إلى التغلب على المشاكل التى تواجه تعميم التجارة الإلكترونية، وذلك عن طريق تطوير وتحديث البنية التحتية للإنترنت، وتعميم ثقافة التسوق الإلكترونى. وحققت كبرى الشركات العالمية التى تعمل فى التجارة الإلكترونية نجاحاً ملموساً فى مصر، وعلى رأسها «جوميا» و«سوق دوت كوم» التابعة لشركة أمازون العالمية.

{long_qoute_1}

تتوقع مصر تضاعف تجارتها الإلكترونية بحلول عام 2020، بعد إطلاق الاستراتيجية الوطنية للتجارة الإلكترونية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «أونكتاد»، ممثلة فى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتطمح مصر إلى تسخير قوة التجارة الإلكترونية للمساعدة على الابتكار والنمو والازدهار فى الاقتصاد الرقمى، خصوصاً أن الاستراتيجية الوطنية للتجارة الإلكترونية هى أساس صلب للنمو، لتحفيز النمو الاقتصادى خلال السنوات المقبلة.

وقالت وزارة الاتصالات إن التحول إلى المجتمع الرقمى هو استراتيجية الدولة، يتم تنفيذها بالتعاون بين كل القطاعات بهدف تقديم خدمات متميزة للمواطنين، من خلال معاملات إلكترونية تسهم فى القضاء على الفساد، بالإضافة إلى وضع التجارة الإلكترونية ضمن أهم بنود استراتيجية الدولة، خصوصاً أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات استطاع تحقيق أعلى معدلات نمو بنسبة وصلت إلى 12.5%، محققاً نسبة مساهمة فى الناتج المحلى الإجمالى بلغت 3.5%، كما بلغت صادرات تكنولوجيا المعلومات ما يقرب من 3.26 مليار دولار وفقاً لتقرير مؤسسة IDC الدولية. {left_qoute_1}

كشف تقرير موجز عن مؤشرات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عن وصول حجم الاشتراكات فى الهاتف المحمول إلى 99.82 مليون، فى حين وصل مستخدمو الإنترنت عن طريق المحمول إلى 27.49 مليون مستخدم، وأن عدد مستخدمى الإنترنت وصل إلى نحو 49 مليون مستخدم، ويبلغ عدد مستخدمى الهواتف الذكية نحو 70% من إجمالى مشتركى المحمول بمصر، ما يؤكد أن مصر من أكبر الأسواق الواعدة فى مجال التجارة الإلكترونية فى المنطقة.

ووقع البريد المصرى اتفاقيات تعاون مع الدول الأفريقية لتسهيل التجارة الإلكترونية عبر المركز اللوجيستى للبريد المصرى بمطار القاهرة الدولى، ومن أهم هذه الدول نيجيريا وغينيا وكوت ديفوار وليبيا لاستخدام المركز اللوجيستى للبريد المصرى بمطار القاهرة الدولى فى التجارة الإلكترونية، وقد سبق انضمام الأردن ولبنان إلى الاتفاقية وذلك لتسهيل تبادل التجارة الإلكترونية بين الدول الموقعة على الاتفاقية، بالإضافة إلى أى دولة أخرى يتم الاتفاق عليها. ويفتح هذا البروتوكول آفاقاً جديدة للتعاون بين البلدان الأفريقية، ويوفر أعلى استفادة من المكاسب المهدرة فى مجال التجارة الإلكترونية التى تستحوذ عليها شركات الشحن العالمية، حيث يمكّن عملاء البريد بهذه الدول من التسوق الإلكترونى من الولايات المتحدة الأمريكية فى مرحلته الأولى التى تشمل بعد ذلك كلاً من المملكة المتحدة والصين، حيث سيتم جمع البعائث من هذه الدول الثلاث وشحنها إلى مركز التجميع اللوجيستى بالقاهرة ومن ثم إلى الدول الأفريقية الموقعة على الاتفاقية، ما يقلل تكاليف الشحن ورفع وتحسين مستوى الخدمة. ويعتبر مركز التجميع اللوجيستى الإقليمى بالقاهرة نافذة جديدة للتجارة الإلكترونية لأفريقيا حيث يخدم أغراض التجارة الإلكترونية وخدمات الطرود، خاصة بعد تطوير البنية التحتية والتكنولوجية التى شهدها البريد المصرى خلال الثلاث سنوات الأخيرة، ويوفر المركز خدمات لوجيستية متميزة لكل بلدان القارة حيث يعمل المركز على تجميع وإعادة توجيه طرود التجارة الإلكترونية الواردة من الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا والصين فى مرحلة لاحقة. وأكد تقرير لمنظمة «الأونكتاد» أن حجم التجارة الإلكترونية عالمياً تجاوز 25 تريليون دولار، تشمل 22 تريليون دولار للتجارة الإلكترونية المباشرة «B2B» عالمياً، فى حين أن غير المباشرة «B2C» بلغت 3 تريليونات دولار، استحوذت أمريكا فقط على 7 تريليونات دولار منها.

من جانبه، قال هشام صفوت، الرئيس التنفيذى لـ«جوميا مصر للتجارة الإلكترونية»، إن حجم المعاملات الإلكترونية فى مصر بلغ نحو 2.5 مليار دولار فى 2016، ووصل بنهاية عام 2017 إلى نحو 5 مليارات دولا، متوقعاً أن يصل إلى 20 مليار دولار فى 2021، وأن تكون حصة «جوميا» السوقية منها من 40 إلى 50%. وأشار «صفوت» إلى أن شركته تحتل حالياً المركز الأول فى التجارة الإلكترونية، مشيراً إلى أن الشركة ضخت استثمارات جديدة تقدر بنحو 480 مليون دولار، نسبة مصر من تلك الاستثمارات تبلغ 170 مليوناً سيتم ضخها حتى عام 2021 وستكون فى القطاع التكنولوجى وقطاع الدعاية وقطاع العمليات اللوجيستية، وتسعى الشركة إلى التسهيل على عملاء «جوميا» فى تحصيل قيمة مشترواتهم، لذلك تعاقدت «جوميا» مع شركة «فورى» العالمية فى مجال الدفع والتحصيل الإلكترونى بهدف التسهيل على عملائها فى تحصيل قيمة مشترواتهم عبر نقاط البيع التابعة لـ«فورى» والمنتشرة فى كل أنحاء الجمهورية.

وأكد «صفوت» أن شركات التجارة الإلكترونية توفر الآلاف من فرص العمل للشباب سواء بشكل مباشر عن طريق توظيفهم فى منصات التجارة الإلكترونية والوظائف الفرعية التابعة لها، أو بشكل غير مباشر عن طريق تنشيط قطاع الشحن والنقل لتوصيل السلع والخدمات للمستهلكين.

فيما قال مصدر مسئول بشركة «سوق دوت كوم» إن حصة الشركة فى الخليج العربى ومصر تصل إلى 75%، من السوق الإلكترونية، حيث بلغت أرباح السنة الماضية 16 مليار دولار، فيما تطمح الشركة أن تصل أرباحها إلى 20 مليار دولار بحلول عام 2020 فى المنطقة ككل، حيث بلغ عدد الزائرين لـ«سوق دوت كوم» فى المنطقة ما بين 50 و60 مليون زائر شهرياً، علاوة على ارتفاع قطاع التجارة الإلكترونية بنسبة 30٪ إلى 40%، سنوياً. وأشار إلى أن حجم الاستثمارات بعد استحواذ شركة «أمازون» ارتفع إلى 470 مليون دولار، وأنه مع استحواذ «أمازون»، التى لديها خبرة طويلة فى التكنولوجيا، أصبحت للشركة نظرة وأهداف مستقبلية جديدة، وأن «سوق دوت كوم» بصدد وضع خطة للأعوام المقبلة تهدف إلى رفع الشراء من المتاجر الإلكترونية ما بين 10 و12% فى المنطقة.