محمود الحصرى يكتب: 6 سنوات وإحنا قوته وناسه
![محمود الحصرى](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/20180195451525106512.jpg)
محمود الحصرى
هى بالفعل مصادفة جميلة ورائعة، فى الوقت الذى تحتفل به جريدتى العظيمة «الوطن» بعيدها السادس، أغوص أنا فى كافة تفاصيل رحلتى معها عن أول خبر ينشر لى بها عن الحريق المروع بمصانع العربى بقويسنا، قصاصات وأعداد تملأ غرفة مكتبى، كنت أحسب أن تجهيزها لتكون أرشيفى الصحفى لتقديمه إلى لجنة القيد بنقابة الصحفيين، هم كبير مع طول المدة وكثرة عدد الموضوعات، ساعات طويلة لم أشعر بها أصبحت كمسافر عبر الزمن، قصاصة تعيدنى إلى أصعب موضوع قمت بتغطيته وأكثرها ألماً، جنازة شهيدة الصحافة ميادة أشرف أتذكر صرخات والدتها «فين ميادة.. سيبتوها ليه؟؟» وقصاصات أخرى لقصة كفاح قرية شما واغتيال الشهيد البطل محمد عيسى العليمى، ونضال أهالى القرية ضد العائلة المارقة، عشرات الجنازات لأبطالنا شهداء الإرهاب فى سيناء، السبق لأهالى المنوفية فى ثورة 30 يونيو والاعتصام 18 يوماً قبل عزل مرسى، عن فترات شاهدت فيها الموت فى المنوفية وخارجها، كان منها ما هو قريب منى، كل صفحة تحمل ذكرى وكل موضوع كان معركة، ودون أن أدرى تناسيت ما أقوم به وأكملت رحلتى عبر زمن «الوطن» أعداد توثق ما كانت تمر به مصر، فقط رأيت فى «الوطن» وطنى، لأعود مجدداً للساعات التى تتلاشى قبل أن أنجز ما بدأته ذكرتنى بكل موضوع عانيت فى كتابته ليخرج بشكل يرضينى، أسطر قليلة كانت تستنفد كميات كبيرة من الشاى بالنعناع والسجائر ويصاحبهما الأرق والقلق الذى لا يتلاشى إلا مع الضغط على زر إرسال، أعود لمئات الخناقات والشد والجذب جميعها تتمحور حول العمل وليس غيرها ولا بد أن أشهد وأبصم بالعشرة على ما وجدته فى «الوطن» ولم أجده فى غيره من الأماكن التى عملت بها، المادة الصحفية هى الفيصل فيمكن أن ترى تقديم إنتاج محرر صغير على إنتاج أبرز الأسماء، المادة فقط هى الفيصل.
فى النهاية كل سنة وجريدتى «الوطن» بخير وكل زملائى ممن تشرفت بالعمل معهم فى قسم المحافظات والفترة القصيرة جداً التى قضيتها فى الموقع الإلكترونى، وكل زميل كان لى شرف العمل معه داخل المحافظة.