"عم حسين" مكوجي بلا عنوان: "لقمة عيشي ملضومة.. وكل المحال بيوتي"

"عم حسين" مكوجي بلا عنوان: "لقمة عيشي ملضومة.. وكل المحال بيوتي"
- إجراء عملية
- عم حسين
- عملية قلب مفتوح
- محافظة المنيا
- أجر
- مكوجي
- محال
- لقمة عيش
- المنيا
- إجراء عملية
- عم حسين
- عملية قلب مفتوح
- محافظة المنيا
- أجر
- مكوجي
- محال
- لقمة عيش
- المنيا
بهيئته البسيطة، وجسده النحيل الذي أنهكه مروره بإجراء عملية قلب مفتوح، منذ فترة قريبة يقف عم حسين مرزوق، داخل محل صغير لـ"كي الملابس"، الواقع بشارع الباب الجديد، بمنطقة الحطابة، لا تتعدى مساحته المترين، يعمل منذ بداية النهار حتى مجيء المساء مقضيًا حاجته من النوم على فرشة خشبية بسيطة داخل المحل.
بيدان مرتعشتان يمسك الذي أوشك عمره على الـ65 عامًا، مكواته البسيطة الملصمة ببعض الشرائط اللاصقة، ضاغطًا عليها بكل ما أوتي من قوة، ليستطيع فرد الملابس المراد كويها بجودة عالية "ربنا هيحاسبني لو معملتش شغلي بضمير ولا هيباركلي في رزقي، أينعم المكواة ثقيلة على إيدي لكن لازم اشتغل واستحمل عشان أعرف أعيش".
منذ أكثر من 30 عامًا، انتقل عم حسين، إلى القاهرة بحثًا عن حرفة يتعلمها وتكون ومصدر لقمة عيشه وأجرها أكثر من يومية محافظته النائية، نظرًا لعدم إتاحة الظروف التحاقه بالتعليم، لم يكن متاحًا أمامه سوى المكواة، التي جعلته يتنقل بين العديد من المحال في مختلف أنحاء القاهرة، منهيًا المطاف إلى المحل الذي يعمل فيه الآن، دون أن يملك بيتًا يعيش فيه "عندنا في البلد الأجرة ضعيفة جدا اليومية بتصل لـ15 جنيهًا، لكن هنا باخد نسبة التلت من الحساب كل يوم، زمان كنت بسكن في لوكاندات على قد حالها دلوقتي اليوم فيها بثمن يومية من اللي بشتغلها، اي محل بشتغل فيه بعتبره بيتي".
مع نهاية كل شهر يستقل عم حسين، قطار المحافظات متجهًا إلى محافظة المنيا، حيث زيارة شقيقته الوحيدة وأولادها الأربعة، الذي يحاول أن يساعدهم بعد وفاة والدهم بالاقتصاد من يوميته التي تصل إلى 30 جنيهًا، لتجميع مبلغ يساندها على المعيشة "أنا متجوزتش عشان متحمل مسؤولية أختي وأولادها مقدرش أتحمل مصاريف بيتين في وقت واحد، دا أنا بلضم الفطار والغدا في طقة واحدة عشان أوفر على قد مقدر وأروح لهم بشوية فلوس ليهم قيمة".