"منطق اللامنطق".. كيف استهدف "كيماوي سوريا" ولم تتضرر المناطق المحيطة؟

كتب: محمد علي حسن

"منطق اللامنطق".. كيف استهدف "كيماوي سوريا" ولم تتضرر المناطق المحيطة؟

"منطق اللامنطق".. كيف استهدف "كيماوي سوريا" ولم تتضرر المناطق المحيطة؟

أعلن وزير الخارجية الفرنسى جان إيف لودريان، أن الضربات في سوريا استهدفت فقط "مواقع الأسلحة الكيماوية"، ولم يسقط فيها ضحايا، موضحا خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية سامح شكرى، أن الضربة الفرنسية لتقويض أي استخدام للأسلحة الكيميائية فى المنطقة، معربا عن رفضه الطرح الذى يقارن بين الضربة العسكرية السورية واجتياح العراق بشكل كامل.

 

ويرى العميد سمير راغب، رئيس المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية، أن بعض الأماكن التي استهدفتها الطائرات الأمريكية والبريطانية والفرنسية، كانت عبارة عن أماكن بحثية ومعامل تجرى فيها تجارب على الأسلحة الكيماوية، و لا يشترط أن تحتوى على مخازن للأسلحة أو المواد الكيماوية، مثل موقع "جمرايا" السوري، الذي أصبح قصفه حدثا شبه دوري من قبل الطائرات الإسرائيلية منذ عام 2012.

 وفي تمام الساعة الثالثة وخمس وخمسين دقيقة من فجر يوم 14 من أبريل الجاري، أن عدوان ثلاثي نفذته الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا عبر إطلاق حوالي مئة وعشرة صواريخ باتجاه أهداف سورية في دمشق وخارجها، حسبما أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة السورية، في بيان متلفز لها.

وتصدت منظومات الدفاع الجوي بكفاءة عالية للصواريخ وأسقطت معظمها، في حين تمكن بعضها من إصابة أحد مباني مركز البحوث في برزة الذي يضم مركزا تعليميا ومخابر علمية، واقتصرت الأضرار على الماديات، بينما تم حرف مسار الصواريخ التي استهدفت موقعا عسكريا بالقرب من حمص، وقد أدى انفجار أحدها إلى جرح ثلاثة مدنيين. 

 وفي حوار مباشر بثته القناة الفرنسية الأولى "تي أف 1"، قبل توجيه الضربة العسكرية لسوريا، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "لدينا الدليل بأن الأسلحة الكيميائية قد استخدمت، على الأقل (غاز) الكلور، وأن بشار الأسد هو الذي استخدمها"، مضيفا أنه "على اتصال يومي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب" وأنهما قد يقرران "بشأن الرد في الوقت الذي نختاره عندما نقرر بأنه الأنسب والأكثر فعالية".

وأضاف أن أحد أهدافه في سوريا "نزع قدرة النظام على شن هجمات كيميائية"، لكنه كرر أنه يريد كذلك تجنب "التصعيد".

وأكد الخبير الاستراتيجي، في اتصال لـ"الوطن"، أن حال استهداف المقاتلات والقاذفات لأماكن بها تركيبات جاهزة كان سينتج عنها تفجيرات كيماوية، مشيرا إلى أنه أحيانا تكون المكونات الكيماوية جاهزة لكنها ليست جاهزة في العبوة الخاصة بالمركبات، مرجحا أنها مواقع "خالية".

وعن الأسلحة المستخدمة في الضربة الجوية الثلاثية لسوريا، يوضح العميد سمير راغب، "الأماكن التي تستخدم في تخزين المواد الداخلة في تركيبات الأسلحة الكيماوية، تكون مصممة بعمق يصل إلى 100 متر تحت الأرض، والدول الثلاث لم تستخدم صواريخ تخترق للأعماق"، مؤكدا "الكيماوي كان مجرد عنوان للهجوم على سوريا". 

وفي يناير 2016، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن تدمير الترسانة السورية من الأسلحة الكيميائية التي أعلنت عنها دمشق في عام 2013 بشكل كامل.

وقال المتحدث باسم المنظمة "مالك إلهي" إنه جرى تدمير آخر 7 صهاريج من مادة فلوريد الهيدروجين في أراضي ولاية تكساس الأمريكية.

وحول حصيلة برنامج إزالة الأسلحة الكيميائية السورية، أوضحت المنظمة أن 99.6% من الترسانة الكيميائية السورية قد تم تدميره.

وفي ما يتعلق بالبنى التحتية لإنتاج هذه الأسلحة (مستودعات تحت الأرض)، أعلن محققو المنظمة ومحققو الأمم المتحدة أنهم "تحققوا من تدمير 11 من أصل 12 منشأة" ، حسب ما جاء في التقرير الذي يغطي الفترة من 24 نوفمبر إلى 21 ديسمبر 2015.


مواضيع متعلقة