مصطفى إبراهيم يكتب: «قد شغفنى حباً»

مصطفى إبراهيم يكتب: «قد شغفنى حباً»

مصطفى إبراهيم يكتب: «قد شغفنى حباً»

صالة فسيحة تكتظ بأشخاص كأنهم جنود كل فى مكانه خلف أجهزتهم، لا يشعرون بما يدور حولهم، منهمكين فى العمل يسعون دائماً ليكونوا الأفضل، وأصوات تعلو أحياناً: «فيه خبر عاجل.. يا مصطفى نشرت عاجل ادخل دسِّكه.. يا فلان راجع كذا...»، ويثبتون دائما أن «الوطن قوته فى ناسه».

سنوات تمر وقلبى لم يزَل يحتفظ بلحظاته الأولى فى مكان انتمت إليه روحى، فما أشبه اليوم بالبارحة.. أشعر وكأننى فى أول يوم أتقدم فيه للعمل فى «الوطن»، أذكر أول لقاء وأول سؤال، وكأن كل شىء حدث بالأمس. فى منتصف أغسطس عام 2013، أذكر حينها أننى جئت لأكون واحداً من كتيبة «الديسك»، ووقتها لم أجد مكاناً شاغراً إلا فى قسم «الأبلودر»، فقبلت حباً فى الاسم والمكان والأصدقاء، ووجدته قسماً لا يقل أهمية عن غيره.

واستفدت كثيراً فى تلك الفترة، وتمر الأيام لأجد نفسى فى المكان الذى وددت أن أكون فيه دائماً «محرر ديسك»، جندى مجهول أطلق عقله للتعديل، ملم بفنون الكلمة والكتابة، صنع نجوماً فى سماء المهنة، وبحكم أننى تخرجت فى كلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة القاهرة، فإنه أكثر مكان أجد نفسى فيه حباً فى اللغة والنحو، فأجد متعة حينما أضبط الكلمات وأعيد صياغة الجمل.

وفى اللغة والنحو أنا كالبحر أحب الزيادة، فدائماً ما كنت أتطلع لمن هم لديهم خبرة أكثر منى لأتعلم منهم وما زلت أتعلم، وللأمانة لم يبخل أحد بمعلومة، وكذا «الوطن»، فقد ساعدت على زيادة خبرات الصحفيين فيها من خلال الكورسات الخاصة باللغة أو فنون الكتابة وغيرها.

وأخيراً، ألخص سنوات عملى فى «الوطن» بقوله تعالى «قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً».. هذا أدق تعبير يمكن أن يصف ما أشعر به تجاه «الوطن» فى عيد ميلادها السادس، لأننى أرتبط بالمكان جداً وبمن فيه، فعلاقتى بالمؤسسة تخطت كونها مجرد مكان للعمل وكذا الزملاء، فأنا أفخر دائماً بأننى أنتمى إليها.. ودائماً ما أردد: «الوطن قوته فى ناسه».


مواضيع متعلقة