"تخلص من ضحاياه بنزع حناجرهم وقلوبهم".. وحش "جيفودان" الذي قتل 300 شخص

كتب: مصطفى الصبري

"تخلص من ضحاياه بنزع حناجرهم وقلوبهم".. وحش "جيفودان" الذي قتل 300 شخص

"تخلص من ضحاياه بنزع حناجرهم وقلوبهم".. وحش "جيفودان" الذي قتل 300 شخص

تقع بلدة "جيفودان" في فرنسا، ويقول سكانها إن وحشًا مميتًا عملاقًا كان يطاردهم، ولكن هل كان حقا وحشا خارقا، أم مجرد أسطورة محلية؟!

بلدة "جيفودان"، هي منطقة جبلية هادئة ومنعزلة في جنوب فرنسا، ولكن منذ عام 1764 إلى عام 1767، كانت "جيفودان" مُعذبة على يد "مستذئب"، حصد أرواح أكثر من 300 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لموقع "all that’s interesting".

أول المشاهد المسجلة كانت في عام 1764، عندما اقترب الوحش من امرأة شابة ترعى الماشية بالقرب من بلدة مجاورة لـ"جيفودان"، ولحسن حظها، كان الوحش يخاف من الثيران التي طاردته مرتين، فلم تصب المرأة بأذى.

وبالرغم من نجاة السيدة الأولى إلا أن ذلك لم يمنع من سقوط ضحايا آخرين، فبعد ذلك بوقت قصير من ذلك العام، ورد أن مراهقا يدعى جاين بوليه تعرض للهجوم وقتل على يد الوحش الذئب.

ونسب للوحش حالات وفاة كثيرة جدا، معظمها كانت حناجرها أو قلوبها منزوعة من الصدر بواسطة شيء ذو أسنان ومخالب حادة، فيما أثار خبر الوحش القاتل اهتمام ومخاوف الناس.

وذكرت الصحافة على نطاق واسع هذه الهجمات، ووصفت الوحش بأنه مخلوق يشبه الذئب وله فراء أسود وصدر واسع وفم ضخم وأسنان حادة جدا.

في البداية، كون المسؤولون المحليون، بقيادة قائد المشاة جان بابتيست دوهامه، مجموعة متطوعين، عددهم 30 ألفًا، لمطاردة الوحش وقتله، وعرضوا مكافأة تعادل أجر سنة لمعظم سكان البلدة لكل من استطاع أن يقتل الوحش، ولكن على الرغم من كل تلك الجهود، لم تتوقف الهجمات.

المشكلة أصبحت سيئة لدرجة أنها جذبت انتباه الملك، وأرسل ملك فرنسا وقتها، لويس الخامس عشر، اثنين من صائدي الذئاب المحترفين، جان تشارلز مارك وابنه جان فرانسوا، إلى "جيفودان"، لقتل الوحش، وأمضوا 4 أشهر في صيد الذئاب، لكن التضاريس الجبلية كانت صعبت التنقل، ولم تنجح محاولاتهم.

رحلا من المدينة، وأرسل الملك حارسه الشخصي، فرانسوا أنطوان، ليصطاد الوحش، وتمكن أنطوان وفريقه من قتل ذئب كبير، وحصلوا على مكافآة من لويس الخامس عشر، ولفترة قصيرة، بدا أن الإرهاب توقف، ولكن لم يدم السلام، وبعد بضعة أشهر، بدأت الهجمات مرة أخرى، وأصبح وصف الوحش خياليا أكثر من السابق.

زعم بعض الذين شاهدوا الوحش أنه كان لديه قدرات خارقة للطبيعة، ويمشي على رجليه الخلفيتين، أو هو في الواقع هجين من ذئب وإنسان، ومع تزايد الرعب، وعدم تقديم المزيد من المساعدة من لويس الخامس عشر، تجمع السكان المحليين معاً لمحاولة حل المشكلة.

كان مزارع محلي يدعى جان تشاستي، يقضي عقوبة بالسجن، لكنه أطلق سراحه للمساعدة في بدء البحث عن الوحش، وأطلق النار وقتل ذئب ضخم، ونسب الفضل في النهاية إلى تشاستي في قتل الوحش، وفي بعض الروايات، يقال أن معدة الوحش فتحت وعثر على بقايا بشرية في داخلها، مما يثبت أن تشاستي قتل الوحش الحقيقي.

على الرغم من توقف الهجمات، لم تتوافق الآراء بشأن حقيقة الوحش، والنقاش مستمر حتى اليوم، حيث يناقش العلماء والمؤرخون ما إذا كان الوحش بالفعل ذئبًا، أم أسدًا، أم حيوان آخر، أم مجرد حالة من الذئاب الوحشية، ومهما كانت هويته الحقيقية، لم تنسى أسطورة وحش "جيفودان".


مواضيع متعلقة