"معاشها 240 جنيها".. فوقية تخدم 12 طفلا من ذوي الاحتياجات الخاصة

كتب: سحر عزازى

"معاشها 240 جنيها".. فوقية تخدم 12 طفلا من ذوي الاحتياجات الخاصة

"معاشها 240 جنيها".. فوقية تخدم 12 طفلا من ذوي الاحتياجات الخاصة

كانت تحلم بإنجاب طفل يكون سندًا لها في كبرها، رزقها الله باثنين شاء القدر أن تلازمهما إعاقة للأبد رغم فارق السن بينهم، ليكتب على فوقية صالح رعاية صغارها بمفردها بسبب مرض زوجها لآخر العمر حتى ثقل عليها الحمل من ضعف دخلها، وعجزها في تلبية احتياجاتهم وتوفير مصاريف علاجهم، ذهبت بهم لجمعية التنمية الفكرية لتأهيلهم.

يوميًا تحملهم وتعود بهم حتى جاء يوم وطلبت أن تكون ضمن العاملات في الجمعية لخدمة أبنائها وتوفر راتب شهري للعيش منه، تحولت لأم تحتوى فصل كامل تطعمه وتسقيه وتغير له ملابسه وتقضي له جميع حوائجه كالطفل الرضيع.

"الحوجة" أجبرت أم عطيات على تحمل عبء 12 طفلا لما يقرب من 40 عاما تفعل لهم ما تفعله لأولادها: "بفرش لهم سرايرهم وبنضفلهم مكانهم وبحميهم وأكلهم كل ده عشان محوجش ولادي لحد"، تبدأ عملها مع دقات السابعة وأبنائها نصب أعينها، ثم تعود بهم للمنزل في الثانية ظهرًا تحيطهم بحنانها وتفهم ما يحتجونه من إشارة أفواههم التي لا تنطلق وحركة أيديهم المرتعشة وخطواتهم البطيئة تشكر فضل الله عليها، ولا يشغلها سوى تدبير مصاريف علاجهم مع بداية كل شهر وخدمة زوجها المريض بعد إجراء عدة جراحات في القلب.

"مش عايزة غير الصحة والستر"، على هذا الحال عاشت السيدة الستينية 40 عاما حتى خرجت على المعاش منذ 3 سنوات وطلبت أن تعمل بنظام المكافأة حتى تكون بجانب أبنائها الذين صاروا كبارا، الكبرى عطيات تخطت عامها الـ40 والشاب فرغلي في عامه الـ23 عاما انضموا لورشة الخياطة والخيزران يساعدان بقدر استطاعتهما متحدين إعاقتهم.

تعيش بالقرب من منطقة عين شمس، تحارب علامات الزمن التي تطارها متمسكة بفرصتها الأخيرة للإنفاق على أسرتها حتى لو كان العبء مضاعف عليها: "المضطر يركب الصعب وأنا بقالي سنين على الحال ده"، تحلم بتوفير كشك لها يجلس فيه زوجها وأبنائها ويدر لها دخلًا يرحمها من الخدمة الشاقة عليها وتكتفى برعايتهم: "معاشي 240 جنيه ميأكلوش عيش حاف".


مواضيع متعلقة