صحفي يوثق وضع المدنيين في سوريا بفيلم صامت: "يوم في حلب"

صحفي يوثق وضع المدنيين في سوريا بفيلم صامت: "يوم في حلب"
- الأفلام الوثائقية
- التحكيم الدولي
- الوضع السورى
- الوضع فى سوريا
- جائزة لجنة التحكيم
- عرض الفيلم
- يوم في حلب
- وضع المدنيين في سوريا
- فيلم صامت
- الأفلام الوثائقية
- التحكيم الدولي
- الوضع السورى
- الوضع فى سوريا
- جائزة لجنة التحكيم
- عرض الفيلم
- يوم في حلب
- وضع المدنيين في سوريا
- فيلم صامت
مشاهد مؤلمة متتابعة لا تتعدى الدقائق لكن تعتصر قلبك، تقف أمامها تتساءل عن الحدود الفاصلة بين الحياة والموت، تطمئن نفسك أنها مجرد جزء من فيلم سينتهي قريبا، ستخرج بعده لتمارس حياتك الطبيعية، وقتها فقط تدرك قدرة السينما على التوثيق حتى بالنسبة للمشاعر، وقدرة مخرجي الأفلام على التعبير عن خلفياتهم الثقافية التي ينطلقون منها ويعبروها عنها إنسانيا في أعمالهم، وهو ما ظهر في الفيلم السوري "يوم في حلب" للمخرج علي الإبراهيم، الذي حصل على جائزة أفضل صحفي شاب، في الدورة الرابعة لمهرجان "بي بي سي عربي"، للأفلام والوثائقيات في العاصمة البريطانية لندن عن فيلمه.
"يوم في حلب" يلقي الضوء، خلال 24 دقيقة هي مدة عرض الفيلم، على وضع المدنيين المفزع في سوريا، ومدى تأثرهم بالحرب وكفاحهم مع أجل البقاء في مواجهة الموت، والذي يهدف من خلاله المخرج إلى إيقاظ ضمير العالم ولفت الأنظار إلى الوضع السوري اليومي.
وقال "شارك الفيلم في 24 مهرجان دولي وحصد 10 جوائز، كان آخرها جائزة لجنة التحكيم الدولية في مهرجان (ميديل إيست ناو) بإيطاليا، الخاص بالأفلام الوثائقية، كما حصل على جائزة لجنة تحكيم النقاد في الدورة السابقة من مهرجان الإسماعيلية السينمائي".
"توثيق الوضع في سوريا" كانت رغبة الصحفي على الإبراهيم عندما قرر تنفيذ فيلم "يوم في حلب"، موضحا: "أنا صحفي أتعاطى مع الأخبار بشكل يومي، وبالنسبة للموضوع السوري الناس أصبح لديها تخمة من الأخبار التي يتم تداولها، وهناك أحداث أخرى لا يتم توثيقها، وفي النهاية تنسى كلها ولا أحد يتذكرها، وبالرغم مما يحدث في سوريا الناس تواجه الموت بأشكال الحياة وتتفن في صناعتها من قلب الموت، رغبت في صناعة وثيقة للتاريخ توثق ما حدث بشكل دقيق، من خلال تقديم مجموعة قصص بسيطة ترصد حياة المدنيين في المناطق المحاصرة الذي بلغ عددهم إلى 500 ألف مواطن مدني، وكان خبر وفاة والدتي وشقيقتي في قصف، القرار الحاسم لصنع الفيلم".
وعن اختياره أن يكون الفيلم دون أي حديث من الشخصيات، قال الإبراهيم لـ"الوطن": "الصمت بحد ذاته لغة، والمواطنين هناك مذهولين وصامتين، كل الكلام الذي قيل من قبل عن الوضع في سوريا كافي ليعلم المشاهد ما يحدث على أرض الواقع، وبالرغم من ذلك مازلنا في حاجة إلى لفت انظار الناس لما يحدث، بالإضافة إلى أن مقتنع بأن الصورة خير من ألف كلمة، فهي تروى القصة كلها، الموضوع إنساني ولسنا بحاجة إلى الحديث بخاصة، ويسهل على جمهور المهرجانات التي يشارك بها التفاعل مع الفيلم".
وأضاف: "الطفل بطل الفيلم فقد والده في أثناء التصوير نتيجة قصف جوى، وهو ليس الحالة الوحيدة معظم الشخصيات التي تعاملنا معها في الحصار الأول والثاني لمدينة حلب ماتوا نتيجة القصف أو أسباب أخرى، الحصار شيء بشع، لن يستطيع أن يحيى إنسان في قصف يومي على منطقة بغطاء جوي روسي ومليشيات إيرانية، مع قلة الغذاء والدواء، والناس كل ذنبهم أنهم يعيشون في منطقة جغرافية بها تجمعات إرهابية".
ويتعلق بتصوير الفيلم، قال علي الإبراهيم: "تم ذلك على مرحلتين من الحصار، أي ما يعادل عام، حيث نصور كل الأشكال الحصار بشكل يومي، وواجهنا بالطبع مجموعة من الصعوبات كان أولها فقدان مصور من فريق عمل الفيلم في غارة جوية، فكان هناك استهداف مباشر، فضلا عن عدم القدرة على التصوير بكاميرات وأدوات حديثة، لكن الإشكالية الحقيقية كانت فقدان الشخصيات في الفيلم، فبعد تصوير عدد من العائلات والأفراد نفاجأ بموتهم، بالإضافة إلى خوف الناس من العامل مع الكاميرا، فأصبحوا يرون أن لا جدوى من التصوير، رسالتنا ليست سهلة، صلبها المتاعب والقصص والإشكاليات ورغم كل الصعوبات لدى أمل أن نستطيع توصيل رسالتنا للعالم".