رجل خارج عن القانون تتحول جثته إلى ديكور أفلام شهيرة

كتب: وكالات

رجل خارج عن القانون تتحول جثته إلى ديكور أفلام شهيرة

رجل خارج عن القانون تتحول جثته إلى ديكور أفلام شهيرة

أصاب جمهور مسلسل الخيال العلمي "رجل الستة ملايين دولار" بالدهشة، خلال سبعينيات القرن الماضي، بسبب استخدام جثة حقيقية خلال فترة التصوير، ولم يكن لفريق إنتاج المسلسل أية علاقة بهذه الجثة، التي أحضرت فقط لاعتمادها كديكور.

وبالبحث تبين حقيقة هذه الجثة، والتي تعود إلى رجل خارج عن القانون، توفي سنة 1911، وفقا لموقع "العربية. نت".

وصار إلمر ماكوردي مجرما، مع بداية العقد الثاني من القرن العشرين، وبعد تجربة سريعة في الجيش الأميركي، حيث أصبح، برفقة عدد من أصدقائه، يهاجم القطارات ويسرق ممتلكات راكبيها، ولم تكن الحياة الإجرامية لماكوردي موفقة، فخلال شهر أكتوبر سنة 1911، هاجم هذا الرجل، الخارج عن القانون، قطارا تجاريا، واستولي على ما قدره 46 دولارا وزجاجتي كحول، لكن شرطة ولاية "أوكلاهوما" الأمريكية تمكنت من تتبعه ومطاردته ونجحت في محاصرته داخل إسطبل على الحدود مع ولاية "كانساس"، وفشل المجرم في جميع محاولات الهروب وانقطعت السبل أمامه ولقي حتفه أثناء تبادل لإطلاق النار مع رجال الشرطة.

عقب وفاته سنة 1911، لم يتقدم أي شخص لاستلام جثته، ولهذا السبب لم يتردد طبيبه في تحنيط جثته، وعرضها على العامة كنوع من عروض الرعب مقابل مبلغ مالي بسيط، ووضع الطبيب لافتة إشهارية كتب عليها "المجرم الذي رفض الاستسلام"، وكان الزوار يضعون النقود داخل فم جثة إلمر ماكوردي،ثم يجمع الطبيب المال عقب نهاية كل العرض.

على مدار أربع سنوات حقق الطبيب أرباحا مادية كبيرة، عن طريق عرض جثة إلمر ماكوردي، لكن مع حلول سنة 1915، تقدم إليه رجل محتال معلناً أنه شقيق إلمر، وطالبه باستلام الجثة بهدف دفنها بشكل لائق في مسقط رأسه.

ولم يملك الطبيب أي خيار سوى تسليم الجثة لهذا الرجل، وبعدها نقل الشخص المحتال الجثة إلى "تكساس"، لتعرض هنالك على العامة مقابل مبلغ مالي في عرض مشابه لمعرض الطبيب، وتحت الاسم نفسه "المجرم الذي رفض الاستسلام"، وخلال الفترة التالية، جابت جثة إلمر ماكوردي العديد من المدن الأميركية، حيث عرضت ضمن الكثير من معارض الرعب، واستخدمت خلال العروض المسرحية، كما تمت مقايضتها كضمان مقابل مبلغ مالي، وبسبب هذه الجولات العديدة وتنقلها بين العديد من العروض فقدت جثة إلمر ماكوردي تدريجيا هويتها.

وفي عام 1967، استخدمت جثة إلمر ماكوردي كديكور خلال فيلم الرعب "She Freak"، وظن الجميع، حينها، أن الجثة دمية بلاستيكية، وفي مطلع السبعينات وجدت جثة هذا الخارج عن القانون نفسها معروضة داخل متحف الشمع بمدينة "لوس أنجلوس"، لكن بحلول منتصف السبعينات، عرفت هذه الجثة آخر محطاتها بعد أن تم الكشف عن هويتها الحقيقية خلال تصوير مسلسل الخيال العلمي "رجل الستة ملايين دولار"، وعرف مسؤول تقني أنها أمر مثير للريبة، فبينما اعتمدت جثة إلمر ماكوردي كديكور يجسد رجلا مشنوقا، سقطت ذراع الجثة أرضا، وحال اقترابه منها ذهل المسؤول التقني لهول ما شاهد حيث كانت تلك الذراع ذراعا بشرية محنطة.

 

وخلال الفترة التالية لهذا الحدث، أجرت السلطات الأميركية أبحاثا على جثة إلمر ماكوردي بهدف الكشف عن هويتها، وأثناء فترة الأبحاث الطبية عُثر داخل فم الجثة على "فلس"(عملة نقدية)، وتذكرة دخول لمتحف الجرائم بلوس أنجلوس، يعود تاريخها لسنة 1924، إضافة إلى رصاصة استقرت على الجانب الأيسر من صدره، عن طريق جمع هذه الأدلة والتدقيق في سجل الجرائم والتقارير الصحفية القديمة تمكن المحققون الأميركيون من تحديد هوية هذه الجثة، ليُعلن رسميا أنها جثة شخص خارج عن القانون يدعى إلمر ماكوردي، قُتل سنة 1911، أثناء مطاردته من قبل رجال الشرطة.

وبعد مماته، حقق إلمر ماكوردي شهرة تخطت شهرته أثناء فترة حياته، وبعد كل مغامرات الجثة، حظي ماكوردي، سنة 1977، بجنازة، ليدفن في النهاية بإحدى مقابر مدينة "جوثري"، التابعة لمقاطعة "لوجن" بولاية "أوكلاهوما" الأميركية، بعدد 66 سنة من وفاته.

 


مواضيع متعلقة