شبح «المرتزقة الروس» يطارد موسكو فى سوريا.. و«الكرملين»: قصص خيالية

كتب: نادية الدكرورى

شبح «المرتزقة الروس» يطارد موسكو فى سوريا.. و«الكرملين»: قصص خيالية

شبح «المرتزقة الروس» يطارد موسكو فى سوريا.. و«الكرملين»: قصص خيالية

عاد ملف شركات القوات القتالية الخاصة «المرتزقة»، إلى الضوء مجدداً بعد ما أثير مؤخراً عن استخدام روسيا مقاتلى هذه الشركات مع أسلحتهم فى سوريا المعروفة باسم «فاجنر»، وهو ما نشره صحفى روسى يدعى مكسيم بورودين، أوائل الشهر الحالى فى صحيفة «نوفى دين» الروسية، قبل أن يلقى مصرعه منذ أيام فى ظروف وصفتها التحقيقات الأمنية بـ«الغامضة» بسقوطه من شرفة منزله بالطابق الخامس، دون العثور على أى رسائل انتحار.

وأشار «مكسيم»، فى آخر تحقيقاته المنشورة قبل مصرعه، إلى مقتل عدد كبير من «مرتزقة روس» منذ 7 فبراير الماضى فى معارك مع القوات الأمريكية، وهو ما أشار إليه مؤخراً مدير المخابرات الأمريكية السابق مايك بومبيو، الذى قال إن «نحو مئتين» من المرتزقة الروس قتلوا بمواجهات فى دير الزور، فى حين تنفى «موسكو» صلتها أو تعاقدها مع أى قوات خاصة للاشتراك بالقتال فى سوريا.

وفى مواجهة النفى الروسى بتجنيد «مرتزقة» فى سوريا، أعلنت الأجهزة الأوكرانية تفاصيل تشير إلى تقديم الجيش الروسى تسهيلات واسعة لنقل مقاتلى الشركات الخاصة مع أسلحتهم على متن سفن حربية، واستندت أوكرانيا إلى نتائج تحقيق أجرته مع عسكرى روسى معتقل خدم فى سوريا فى الفترة بين 2015 و2017، واعتقل قبل شهرين من جانب حرس الحدود الأوكرانيين، معترفاً بأنه خلال سنتين نقل دفعات عدة من مقاتلى «جيش فاجنر» إلى سوريا مع أسلحة ثقيلة وكميات كبيرة من الذخائر كانت تحمل من ميناء «طرطوس» على أنها مساعدات إنسانية، وهو ما نفته «الدفاع الروسية» فى تصريحات للمتحدث باسم الوزارة اللواء إيجور كوناشينكوف، متهماً الاستخبارات الأوكرانية بأنها «تُؤلف قصصاً خيالية».

{long_qoute_1}

وسبق الإعلان الأوكرانى إفادة تقدم بها الأسبوع الماضى، مساعد وزير الخارجية الأمريكى لشئون أوروبا وأوراسيا ويس ميتشيل، إلى «الكونجرس» حول هجمات شنها مرتزقة روس على مواقع وجود القوات الأمريكية فى سوريا.

«فاجنر» هى واحدة من شركات التعاقدات الأمنية الخاصة التى لجأت لها دول كبرى فى صراعاتها بالمنطقة، خصوصاً مع استخدام القوات الأمريكية شركة «بلاك ووتر» فى العراق وأفغانستان خلال العقد الماضى، وتم الكشف عن وجودهم عقب إطلاق قوات الشرطة النار عشوائياً فى ساحة النسور بالعاصمة بغداد فى سبتمبر 2007، مما أدى لقتل العديد من المواطنين.

«أداة الأنظمة للفوضى».. هكذا وصف الخبراء القوات القتالية التابعة للشركات الخاصة، حيث يقول العقيد عادل عبدالكافى، الخبير العسكرى الليبى، لـ«الوطن»، إن بعض الدول أو الأنظمة تلجأ للتعاقد بشكل غير معلن مع شركات قتالية خاصة، وهو ما فعله «القذافى» حين استعان بمرتزقة من صربيا لإثارة الفوضى، وتساعد هذه القوات الدول فى التدخل غير المباشر فى المعارك الدائرة بمناطق الصراعات مثلما يحدث فى سوريا، وسابقاً كان النموذج الأمريكى فى العراق الأبرز، خاصة أن هذه القوات التابعة للشركات الخاصة لا تلتزم بأى قواعد أو معايير تتعلق بحقوق الإنسان وسلامة المواطنين، كما أنها تستخدم غطاءً استخباراتياً ينفذ من خلالها أجندة دول بعينها دون التورّط بشكل مباشر من خلال قوات أو جيش نظامى تابع لهذه الدولة.

ولفت «عبدالكافى» إلى أن هذه القوات القتالية المؤجرة يمكن أن تسهل حصول الدول على معلومات من داخل مناطق الصراعات، وتعيد بيعها لبعض الأطراف الدولية من أجل تحقيق المصالح لهذه الشركات. الحد من انتشار هذه الشركات لن يتأتى، حسب العقيد الليبى، إلا من خلال تكاتف المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لها، للحد من التجاوزات التى ترتكبها بعد تقديم الأدلة المادية عليها، وتطبق القانون الدولى الذى يُحرّم أنشطتها. فى الوقت نفسه، يحذر الخبير القانونى والسياسى العراقى طارق حرب من ظاهرة شركات «المرتزقة»، لافتاً لـ«الوطن»، إلى أن استمرار وجود هذه القوات بمناطق الصراعات العربية، يسبب فوضى واضطراباً للوضع، لأنها تعمل بصفة «مرتزقة» ولا تتقيّد بأخلاق أو تعليمات بخلاف الجيش النظامى، الذى يلتزم بمعايير وقف إطلاق النار، والتعامل يكون مع المدنيين، وفقاً للاتفاقات الدولية، بينما تعبث قوات هذه الشركات دون رادع يزيد من الفوضى الواقعة بالفعل.


مواضيع متعلقة