ادعموا طارق شوقى
- أمراض مزمنة
- أولياء الأمور
- إعادة هيكلة
- اتخاذ القرار
- الاستشارى الرئاسى
- التعليم الطبى
- الدروس الخصوصية
- الدكتور طارق شوقى
- الصحة والتعليم
- آمنة
- أمراض مزمنة
- أولياء الأمور
- إعادة هيكلة
- اتخاذ القرار
- الاستشارى الرئاسى
- التعليم الطبى
- الدروس الخصوصية
- الدكتور طارق شوقى
- الصحة والتعليم
- آمنة
ربما كان البعض يراهن، فى يأسه من الشفاء، على صعوبة المرض المتفشى فى الجسد، وترهل الكيان الذى يحتاج إلى إعادة البناء من الأساس أكثر بكثير من احتياجه للترميم أو الإصلاح، خاصة فى ملفات جوهرية كالصحة والتعليم. ولكن فى خضم اليأس يبزغ الأمل، ويشع بصيص الضوء ليبدد عتمة الليل الذى كان لا يبدو له من دون الله كاشفة!
والحقيقة أنه منذ أن تولى الأستاذ الدكتور طارق شوقى مسئولية وزارة التعليم فى هذا الوطن وأنا أشعر بذلك الأمل الذى ينعش النفوس.. ويبدو أننى لن أندم على هذا الشعور أبداً بإذن الله. لقد كان الرجل، منذ ظهوره الأول فى المجلس الاستشارى الرئاسى، يحمل رؤية واضحة لملف التعليم ما قبل الجامعى، ويملك طموحات واسعة أن يتمكن من إعادة هيكلة النظام بأكمله، ليقضى على كل ما تفشّى فيه من أمراض مزمنة جعلته كياناً وهمياً أقرب للتظاهر منه للحقيقة، فالطالب يتظاهر بأنه يتعلم فى المدرسة كل صباح، بينما ينتظر جرس انتهاء اليوم الدراسى ليبدأ «مدرسته الخاصة» عبر دروس فى كل المواد، والمدرس يتظاهر بالتدريس، بينما يوفر طاقته وذهنه لدروسه الخاصة التى تدرّ عليه الدخل الأكبر الذى يعتمد عليه فى حياته.. وحتى الأهل، يتظاهرون بأنهم مقتنعون بأن المدرسة هى الأساس ويطالبون بإصلاح النظام التعليمى، بل يعارضون الحديث عن مجانية التعليم باعتبارها حقاً دستورياً أصيلاً، كل هذا وهم يدركون فى قرارة أنفسهم أنه لا يوجد ما يسمى مجانية التعليم فى ظل كل ما يدفعونه شهرياً للدروس الخصوصية.
لقد أفصح الدكتور طارق شوقى عن تصوره الجديد للنظام التعليمى، وأعلن عن تطبيق هذا النظام بداية من العام الدراسى المقبل، مع وعد يبدو صادقاً أنه سيقضى تماماً على الدروس الخاصة.. وهو ما جعل الكثيرين يتساءلون بقلق عن ملامح ذلك النظام، وجعل البعض -من مستفيدى النظام الحالى وعصابات الدروس الخصوصية- يعد أسلحته لمحاربته والفتك به.
المشكلة أن البعض يرفض ما يجهله دون أن يحاول حتى التعرف عليه، فيعترض قبل أن يسأل، ويفضل بقاء الوضع على ما هو عليه من تردٍّ بحجة أن «ما نعرفه أفضل حتماً من الذى لا نعرفه». إنها المنطقة الآمنة التى تحدّث عنها علماء الاجتماع، التى يفضلها البعض درءاً لأى مجهود أو صراع محتمل يمكن أن يعكر صفو حياتهم.. لقد قبلوا «بالهمّ» خوفاً من بدعة جديدة «قد» تلقى على أكتافهم حمل الفهم حتى!!
الطريف أن النظام ليس بدعة سيادة الوزير الخاصة، ولا يُعد اختراعاً مصرياً خالصاً، بل هو نظام معروف فى معظم دول العالم المتقدم، ويعتمد فى أساسه على الفهم ومشاركة الطالب فى جمع المعلومة وعرضها وليس الحفظ فقط.. الأمر موجود بالفعل فى نظم التعليم الطبى خارج مصر منذ فترة ليست بالقصيرة، واستخدامه فى مصر يُعد نقلة تاريخية.. فقط إن نجح ذلك الوزير الشجاع فى خطته!
ربما كان على سيادة الوزير إعادة هيكلة الوزارة من حوله بصورة أكثر شمولاً قبل التطبيق، والتركيز على قدرة المعلمين الموجودين حالياً على تطبيق هذا النظام، والاستعانة بكوادر مؤهلة موجودة بالفعل فى الوزارة ولكن بعيدة عن مواقع اتخاذ القرار بشكل متعمد لصالح قيادات حالية موجودة بالفعل. وربما كان عليه أن يوسع قاعدة النقاش المجتمعى للنظام الجديد لبثّ الاطمئنان لأولياء الأمور.. ولكن يُحسب له حتماً أنه قد بدأ الطريق.
فلتدعموا طارق شوقى فى معركته المقبلة.. فلتقفوا بجواره ضد الرافضين والساخرين والمتنطعين.. ضد المرتعشين والخائفين من الخروج من المنطقة الآمنة التى تحولت إلى «خرابة».
فلتحاربوا معه عصابات المستفيدين من الوضع الحالى.
فلتدعموا طارق شوقى.. فذلك الرجل يستحق، ومستقبل أولادنا يستحق أكثر!!