حاضنة أعمال الدقهلية: منطقة صناعية تضم 13 مشروعاً فى قلب المنصورة

كتب: صالح رمضان وأحمد العميد

حاضنة أعمال الدقهلية: منطقة صناعية تضم 13 مشروعاً فى قلب المنصورة

حاضنة أعمال الدقهلية: منطقة صناعية تضم 13 مشروعاً فى قلب المنصورة

فى قلب مدينة المنصورة، وتحديداً فى شارع عبدالسلام عارف، توجد منطقة صناعية صغيرة، لا يكاد يعلم عنها أحد، يطلق عليها «حاضنة أعمال المنصورة»، بداخلها مشروعات صغيرة تعمل 24 ساعة يومياً، تسابق الزمن من أجل الإنتاج، وتحلم أن تكبر وتتحول إلى مصانع كبرى باستثمارات ضخمة، بعد أن تتوافر لها القدرات المادية، بعد أن توافرت بها القدرات العملية، للحصول على إنتاج ينافس عالمياً.

هدوء شديد داخل المبنى، يشعر المتردد عليه كما لو أنه يدخل إلى مستشفى، فى نظافته وهدوئه، رغم أن به 13 مشروعاً، جميعها يعمل فى تصنيع منتجات تختلف تماماً عن كثير من المنتجات المصرية الأخرى الشائعة، فهذا ينتج شواحن «لاب توب»، وآخر ينتج «باور بانك» لشحن الموبايل، ودهانات بتقنية النانو تكنولوجى ضد الحشرات، وآخر ينتج مناديل معطرة، وإضافات أعلاف للحيوانات، ومفروشات البيت الحديث، وغيرها من المشروعات التى لا يتوقع أحد أن تكون فى هذا المكان، وجميعها منتجات مطابقة للمواصفات القياسية، تتعامل مع كبرى الشركات الدولية.

{long_qoute_1}

«بدأنا العمل بالاستيراد، ووكلاء لشركات كبرى فى الهند، بعد شهرتنا، وحوّلنا عملنا من الاستيراد إلى التصنيع برغبة قوية بداخلنا وتماشياً مع توجهات الدولة فى الاعتماد على المنتج المحلى»، هكذا تحدّث الدكتور محمود أبوالعزم، صيدلى ومدير مصنع «إضافات أعلاف»، الذى قال: «فى البداية واجهتنا مشكلات كبيرة فى الترخيص، لعدم وجود أراضٍ صناعية بمساحات صغيرة فى الدقهلية، وأخذت سنة كاملة حتى نحصل على الترخيص هنا».

وأضاف «أبوالعزم»: «إننا كمستوردين تكون عندنا المنافسة عبر الجودة، وعندما تحوّلت من الاستيراد إلى الإنتاج كان لا بد أن أنتج أفضل الأشياء، ولا يمكن أن ننزل عن مستوى المستورد، وكنت متخوفاً من الإنتاج، فقد كنا وكلاء أكبر شركات الشرق الأوسط، فكان التخوّف هل نحن قادرون على أن نحصل على منتج بنفس الجودة، ومع الصبر والعلم قدرنا نقف على رجلينا، ولا نقل عنهم، والجودة مثلها مثل المستورد تماماً».

وأشار مدير المصنع إلى أن «الخبرات هنا فى مصر فى مجال الطب البيطرى ومجالات إضافات الأعلاف قليلة فى التصنيع، وما أفاد أننى صيدلى، وعملت فى شركات كبيرة، حيث قدرنا أن ننافس، وهنا فى إدارة الحاضنة يسّروا لنا كل شىء من حيث المشورة أو المشاركة فى المؤتمرات العملية».

وأكد «أبوالعزم» أننا «أخذنا خبرة ممتازة فى النانوتكنولوجى من الهند، وكذا فى الأعشاب والإضافات الطبية، وفى (الحاضنة)، وقف الهنود بجوارنا وسمحوا لنا بالتوسّع فى المكان، وفى المقابل نحن نستخدم معدات حديثة، ولدينا ماكينات تنتج 3 آلاف كيس فى الساعة، بوزن محدّد بالجرام، وبالتكنولوجيا الحديثة، كما أننا نعبئ اللتر فى ثانية وربع، وهذه مواصفات قياسية تنافس المنتج المستورَد، أما الشركات التى لا تزال تعمل (بالكوز)، وتريد أن تنافس الشركات العالمية، فهذا أمر مستحيل، وستظل ثابتة فى مكانها لا تتطور أبداً، ولن تنافس»، مضيفاً: «بدأنا فى الإنتاج منذ سنة هنا فى الحاضنة، ولا تزال الإجراءات والتراخيص، ورغم اتجاه الدولة وتصريحاتها بأنها تساند الصناعة، لكن ذلك بشكل شفوى، وعملياً لدينا معوقات للصناعة فى عدم وجود أراضٍ لها، وإجراءات غير ميسرة، وهنا لا أجد ظهيراً يساندنى، وزملائى خارج الحاضنة يظلون 3 سنوات حتى يحصلوا فقط على الترخيص».

{long_qoute_2}

«كنت أقاتل لإنهاء التراخيص، وعندما تتحدث فى إجراءات حكومية فالبيئة تحتاج إلى وقت، وتراخيص المحليات، ونحن نتماشى مع سياسة الدولة للإنتاج، فالدولة فيها إمكانيات واقتصاديات عالية جداً، لكن ما يعوق دائماً هو الجودة»، هكذا قال «أبوالعزم» عن معاناته فى استكمال إجراءات التراخيص بعيداً عن الحاضنة.

وقال مدير المصنع: «عندما سافرت إلى الهند فى مؤتمر علمى وساعدتنا فى إجراءات السفر إدارة الحاضنة، تكلفت مبلغ 56 ألف جنيه، كل هذا كان لمجرد أن أتعلم جزءاً بسيطاً فى التصنيع، وعند التطبيق يكلف ملايين».

وتعجب «أبوالعزم»، من الشباب الذى يتحدث عن وجود بطالة أو عاطلين عن العمل، وهم من يريدون أن يتعطلوا وعندما يجلسون على المقاهى ينفقون 200 جنيه فى اليوم، وعندما أطلب عمالة لا أجد، وبمجرد أن يأتى لى شاب ويتعلم المهنة يبحث عن تغيير عمله أو يفضل جلسات المقاهى.

وأوضح أن «عدد العمالة الإجمالى لديه نحو 17 عاملاً، وهذا فى شق التصنيع، وهناك عمالة أخرى فى التغليف والتسويق، ويستفيد من عملنا آلاف العمالة بصورة غير مباشرة، وكله يشغل بعضه، والحساب ليس بالعمالة المباشرة التى تعمل فى المصنع، لكنها دائرة إذا دار ترس فيها دار كل شىء، ولدينا سائقون خاصون بالمشروع، وأى عمل إيجابى يضيف للاقتصاد الشخصى والدولة، وأنا لبنة فى اقتصاد البلد، وما يحصل عليه العامل من راتب يصرفه فى أكثر من مكان، ويكون دماءً جديدة فى المجتمع، وأنا سعدت بتعويم الجنيه، رغم أنه عائق اقتصادى على كثير من الأسر، لكن هذا يجعل الأسر تبحث عن عمل جديد يُدر دخلاً إضافياً للأسر». وقال: «مهنة الصيدلة منوطة بتصنيع الأدوية، وأنا والدى كان عميد كلية الطب البيطرى سابقاً، وأخى أستاذ أمراض دواجن، ولدىّ خبرتى فى مجال الطب البيطرى، إضافة إلى أننى حصلت على ماجستير فى إدارة الأعمال، وتكلفة الآلات الموجودة فى هذا المصنع الصغير مليون جنيه، ولكى نُشجع الصناعة لا بد من توفير قطع أراضٍ صغيرة، لكن للأسف أى أرض مساحتها لا تقل عن ألف متر، وأنا هنا فى مكان صغير نبدأ منه، ولو أمامى مكان فى منطقة صناعية، وخُيّرت بينها وبين الاستمرار هنا لاخترت هنا، لأستفيد من فكر الإدارة الموجود هنا».

اقرأ أيضًا:

جولة فى المحافظات الدقهلية.. عاصمة الشفاء

فى مركز الكلى: جزيرة الرحمة.. اغسل كليتك بجنيه

مركز الجهاز الهضمى بالمنصورة.. خدمة «فايف ستار» وأعلى نسبة نجاح للعمليات.. والمرضى: «مش مصدقين أنها حكومى»

رئيس جامعة المنصورة: لدينا 17 مستشفى ومركزاً جعلت المدينة «عاصمة الطب»

«المنصورة الجديدة».. «سيمفونية» عمل لبناء 159 ألف وحدة سكنية

عمال بناء «المنصورة الجديدة»: «بنبنى مستقبل»

سوق الخواجات هنا يباع «شوار العروسة» من «الإبرة إلى الصاروخ»

«جمصة» ترفع شعار «التجارة شطارة» وتبيع الطاقة الشمسية لـ«الكهرباء»

محافظ الدقهلية: انتهاء المرحلة الأولى من «المنصورة الجديدة» قريباً

«الأسمدة الورقية»: تجربة جديدة لتحسين إنتاجية المحاصيل بموافقة وزارة الزراعة

«الصندوق الاجتماعى»: «تعالى بعقد إيجارك وإحنا علينا التمويل والتسويق»

 


مواضيع متعلقة