صلاح جاهين في آخر حوار صحفي له: "عبدالناصر أبويا.. والسادات جوز أمي"

كتب: أحمد محمد عبدالباسط

صلاح جاهين في آخر حوار صحفي له: "عبدالناصر أبويا.. والسادات جوز أمي"

صلاح جاهين في آخر حوار صحفي له: "عبدالناصر أبويا.. والسادات جوز أمي"

32 عامًا مرت على رحيل "الضاحك الباكي" أو الفنان الشامل كما وصفه أبناء جيله، تاركًا مجموعة من الأعمال الفنية والأدبية تجلعه حاضرًا بيننا حتى يومنا هذا، إنه الشاعر ورسام الكاريكاتير والممثل صلاح جاهين.

اعتاد صلاح جاهين طوال حياته التعبير عن آرائه الفنية والسياسية من خلال أعمالًا سينمائية أو عبر رسوماته ومقالاته الصحفية أو في رباعية شعرية تخرج كلماتها كالرصاص، ولكن هذه المرة فتح "صانع البهجة" قلبه للصحفي أنور عبداللطيف، ليعبر عن رأيه في رجال السياسة والفن بكل صراحة، ليكون آخر حوار صحفي أجري معه، قبل وفاته بشهرين فقط، ونشر في عام 1986 في مجلة "الشباب".

يقول "عبداللطيف"، محاور صلاح جاهين، في مقدمة حواره: "قبل أن أحدد موعدًا مع صلاح جاهين كنت قد قرأت كل ما نشر عنه ومعه وله.. لفت نظري سؤالان يجيب عليهما كل يوم خمس مرات كالصلاة إذا أجريت معه 5 أحاديث صحفية.. الأول حول التخصص في الفن والثاني أين صلاح جاهين الستينيات صاحب أروع الأغاني الوطنية؟!".

أضاف: "قلت لصلاح جاهين.. ماهي حكاية الرسام والشاعر والصحفي والممثل والمؤلف المسرحي والمنتج وكاتب السيناريو والمتفرج والسياسي ماذا بقي من الفنون دون أن نطرقه؟!"، قال جاهين: "الرقص.. والإخراج ثم القصة والرواية".

أهم ما في هذا الحوار، كانت تصريحات الراحل صلاح جاهين عن رؤساء الجمهورية لمصر، جمال عبدالناصر وأنور السادات، حيث وجه الصحفي له سؤالًا، قال فيه: "قلت في أحد تصريحاتك إنك كنت تعتبر جمال عبدالناصر مثلك الأعلى وبعد موته حدث نوع من التغيير وقهرك كل ما وجدته حولك، ماهي حقيقة علاقتك بالزعيم عبدالناصر وكيف عشت المرحلة القهرية؟!".

وقال جاهين في رده: "أنا علاقتي بعبدالناصر كانت علاقة مرضية.. أن تحب شخصا لدرجة أن يتغلغل في نفسك ويكون جزءا من تكوينك السيكولوجي ويتحول إلى حالة نفسية عندك.. ويصبح ارتفاع الشخص أو انخفاضه أو انهياره أو انتصاره وهزيمته ينعكس عليك.. فهذه ولاشك حالة مرضية.. إذ لا يجب ولا يصح أن يتعلق إنسان بآخر إلى هذه الدرجة.. لذلك بعد أن مات أبويا عبدالناصر، أصبنا بنوع من اليتم!".

وواصل الصحفي أسئلته، قائلًا: "وكيف كنت تنظر إلى زوج الأم!؟". ليرد "جاهين": "كنت مثل كل من أحبوا عبدالناصر ننظر إلى زوج الأم الجديد بتبرم في البداية ونتساءل في أنفسنا مستنكرين هل هذا هو الذي سيحل محل بابا؟!! كنا نتحاشاه كما يتحاشى الولد زوج أمه.. وهو بدوره لم يترك الأمور تمر.. كان يحب التدخل في حياة الآخرين إذ لا تلبث وأنت في عزلتك أن تشعر بوجوده.. وكان يأتي بأفعال عكس أبونا بل ضده.. وإذا كنت لا تعرف العنف.. تكتئب!.

سرح صلاح جاهين قليلا بعد كلمة الاكتئاب ثم عاد من شروده قائلا: "أقسم بشرفي لقد سقط من ذاكرتي 10 سنوات بالكامل! وأنا عندي في رأسي جدول وهمي أسجل فيه تاريخ مصر من أيام الملك مينا.. وعصر بناة الأهرام له مكان عندما أغمض عيني أشاهد عملية البناء.. لكن الفترة من 1970 حتى 1981 انطمست من ذاكرتي تماما سواء على المستوي الشخصي أو العام، وبعد أن انتهت وجدت نفسي كالخارج من وراء سحابة أو نفق أو عملية جراحية ووجدت الناس ينظرون لي ولسان حالهم يقول: العملية انتهت احنا اشتغلنا فيك شغل".

 

 

 

 


مواضيع متعلقة