"ارتكب فظائع بحق ضحاياه".. السجن 30 عاما لأحد آكلي لحوم البشر

كتب: مصطفى الصبري

"ارتكب فظائع بحق ضحاياه".. السجن 30 عاما لأحد آكلي لحوم البشر

"ارتكب فظائع بحق ضحاياه".. السجن 30 عاما لأحد آكلي لحوم البشر

حُكم على أحد أمراء الحرب الأهلية في ليبيريا، الذين قيل إنه قتل أعدائه، ثم أخذ قلوبهم وطبخها وأكلها، بالسجن لمدة 30 سنة في السجن الفيدرالي الأمريكي، وكذب فيما يخص ماضيه أثناء سعيه للحصول على اللجوء إلى الولايات المتحدة.

ومحمد جبّاط، 51 سنة، معروف باسم "جاباح الأدغال"، وحظي باللجؤ إلى الولايات المتحدة في عام 1998، واستقر في ولاية "بنسلفانيا"، وبدأ أعمالاً تجارية وعائلة، وكان يكذب فيما يتعلق بالفظائع التي ارتكبها في الحرب الأهلية متعددة الأحزاب في ليبيريا التي اجتاحت الدولة الواقعة في غرب أفريقيا بين عامي 1989 و1997، وفقا لموقع "فوكس نيوز" الأمريكي.

وقال مكتب المدعي العام الأمريكي، في بيان صحفي، أمس: "ارتكب المجرم العديد من الأعمال الوحشية المروعة، بما في ذلك الاغتصاب والاستعباد الجنسي والعمل بالسخرة والقتل والتشويه وأكل لحوم البشر".

ويمتلك جباط شركة شحن دولية، وهو أب لثلاثة عشر طفلاً في الولايات المتحدة وإفريقيا، وألقي القبض عليه لأنه مذنباً، في أكتوبر الماضي بتهمتي تزوير في وثائق الهجرة، وتهمتين بالحنث باليمين.

وقال ممثلو الادعاء إن جبّاط لم يكن صادقاً خلال طلبه للجوء، وكان له عضوية في جماعة "حركة التحرير الليبيرية المتحدة من أجل الديمقراطية"، ثم فيما بعد جماعة "ليمو كيه"، وهي جماعات متمردة قاتلت من أجل السيطرة على ليبيريا.

وخلال محاكمته في العام الماضي، أدلى شهود عيان، من بينهم 17 من الضحايا الليبيريين، بشهادتهم ضد جباط.

وذكر أحدهم أن جباط تقطع رضيع من بطن امرأة حامل، وشهدت إحدى النساء بأنه ألقى القبض عليها، وصارت من العبيد الجنسيين في سن 13، وتعرضت للاغتصاب يومياً، لمدة أسابيع حتى تمكنت من الفرار.

وقال المدعي الأمريكي، وليام ماكوين: "ارتكب هذا المجرم أفعالاً من قبيل العنف والفساد، لدرجة أنه أصبح بعيدا عن العقيدة، وبالنسبة لضحاياه الذين بقوا على قيد الحياة، وأفراد أسر الذين قتلوا بوحشية، نأمل أن توفر هذه العقوبة قدرًا من الراحة".

وربما كانت أكثر شهادة أظهرت وحشيته هي التي ذكرتها زوجة رئيس قرية، قالت إن جبّاط، في عام 1994، أمر جنوده بقتل زوجها، ثم طبخ قلبه وأكله هو وجنوده.

وقال القاضي، الذي حكم في القضية إن قراره ليس قائما بكل أركانه على جرائم العنف التي ارتكبها، بل على كذبه وتأثير هذا على قوانين اللجؤ لدينا.

وعندما أتيحت الفرصة لجباط للتحدث مع القاضي قال: "يا سيدي ليس لدي ما أقوله".

واعترف جباط بأنه كان مكلفًا بأعمال أمنية لزعيم متمرد، لكنه أكد أنه لم يرتكب أبداً أعمال العنف الموصوفة.

وقال محاميه، جريجوري باجانو، خلال المحاكمة، إن المدعين مخدوعين بسبب حكايات طويلة غير مدعومة بأدلة جنائية، وأضاف المحامي: "هذه حكايات طويلة من أعدائه لتسوية حسابات قديمة".

وتمثل القضية واحدة من كثير من الجهود القانونية لتعقب الأشخاص المتهمين بارتكاب فظائع خلال الحروب الأهلية التي بدأت في عام 1989 ودمرت ليبيريا خلال معظم التسعينيات وأوائل 2000، حسبما قال خبراء.


مواضيع متعلقة