جدل فى الجامعة العربية حول إدخال قوات إلى سوريا و«دمشق» ترفض وجود «احتلال عربى» بديلاً عن الأمريكى

كتب: بهاء الدين عياد

جدل فى الجامعة العربية حول إدخال قوات إلى سوريا و«دمشق» ترفض وجود «احتلال عربى» بديلاً عن الأمريكى

جدل فى الجامعة العربية حول إدخال قوات إلى سوريا و«دمشق» ترفض وجود «احتلال عربى» بديلاً عن الأمريكى

قالت مصادر دبلوماسية عربية متعددة، لـ«الوطن»، إن مقترح دخول قوات عربية إلى الأراضى السورية بهدف وضع حد للحرب والصراعات الممتدة لسنوات هناك لا يزال موضع جدل بين الدول العربية وداخل أروقة جامعة الدول العربية، موضحة أن القمة العربية التى عقدت قبل أيام فى السعودية لم تحسم هذا الجدل، وفى الوقت الذى تقترح فيه الولايات المتحدة توفير حضور عسكرى عربى فى سوريا فى مناطق نفوذها بالشمال السورى بديلاً لنية انسحابها من تلك المناطق، لمنع عودة «داعش»، فإن أصواتاً عربية تتعالى، مطالبة بأن يكون الوجود العسكرى العربى جزءاً من خطة شاملة للحل السياسى فى سوريا، وليس فقط كبديل للوجود الأمريكى، حيث رفضت دمشق هذا المقترح، معتبرة أنه استبدال لـ«الاحتلال الأمريكى باحتلال آخر».

ومن جانبها، قالت السفيرة جيلان علام، مساعد وزير الخارجية الأسبق، لـ«الوطن»، إنه ينبغى أن يكون دخول قوات عربية إلى سوريا، غير مرتبط بالمقترح الأمريكى بإحلال قوات عربية فى منطقة وجود القوات الأمريكية فى الشمال السورى، وأن تكون فى إطار حل سياسى للأزمة السورية، وأن يكون الغطاء الشرعى لها، إما بقرار لدول الجامعة العربية أو بقرار أممى من مجلس الأمن، مؤكدة أنه يجب أن تكون الدول العربية كصاحبة مصلحة أساسية وأولية فى حل المشكلة السورية، لها حضور فى حل الأزمة، وألا نقع فى نفس الأخطاء التى وقعنا فيها فى حل القضية الفلسطينية.

{long_qoute_1}

واعتبرت «علام» أنه ينبغى وضع حد للفرقة العربية الموجودة حالياً حول الوجود الإيرانى والروسى ومساعى الولايات المتحدة والدول الأوروبية للعودة للمنطقة فى صورة أخرى، وإعادة مناطق النفوذ والتقسيم، وأن يتم تغيير هذه الرؤية بحلحلة الحالة السورية والأخذ فى الاعتبار إقناع الدول الإقليمية التى لها يد فى فرض إطالة أمد الأزمة السورية، بإيقاف التدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية، لأن هذا الموضوع أصبح له تأثيرات عميقة ليس فقط على الأنظمة العربية، ولكن على الشعوب العربية نفسها.

وأكدت «علام» وجود أساس متين للتعاون العربى فى تحقيق هذا الهدف، ويتمثل فى اتفاقية الدفاع المشترك، ومقترح مصر بإنشاء قوات عربية مشتركة الذى تم إيقافه، «فلا بد من الدول العربية المهتمة وصاحبة الرؤية المناسبة أن تقوم بتفعيل هذا المقترح، وتطبيق المقترح المصرى فى كلمة الرئيس السيسى بالبدء بوضع الدستور السورى، وإن تكون فكرة إنشاء قوات عربية فى سوريا ضمن حل سياسى، وأن يكون هناك وضوح فى الرؤية لمهمة القوات العربية، وألا يكون تشكيل وإرسال القوات قراراً أحادياً، ويكون هدف القوات هو تثبيت أركان الدولة السورية».

وقال السفير محمد الشاذلى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، لـ«الوطن»، إن العرب لا يمكن أن يقوموا بدور نيابة عن القوات الأمريكية، معتبراً أنه مقترح كارثى ومهين للعرب أن يطلب رئيس الولايات المتحدة إدخال قوات عربية لإعفاء القوات الأمريكية من مهامها فى سوريا، وهى مهام استعمارية إجرامية، و«الطلب فى حد ذاته أمر مهين وحتى الآن لم يصدر أى طلب رسمى على هذا الموضوع، ومن المهم أن يقوم الإعلام بدوره فى هذا الصدد، فهو أمر غير مقبول بالمرة، وإذا كانت القوات العربية قد تدخلت من البداية لمنع تدمير سوريا لكان الأمر مقبولاً، أما أن نقوم بمهمة نيابة عن الأمريكان بعد ضربتهم الغادرة لسوريا وقرارهم حول القدس، فهذا أمر مهين». واعتبر «الشاذلى» أن فكرة إدخال قوات عربية ضمن حل سياسى أوسع أصبح مقترحاً غير واقعى وسيؤدى إلى صدام ويزيد الدمار والقتل بين العرب، ولن يكون مقبولاً إلا إذا كان بطلب من الحكومة السورية.

وفى سياق آخر، تتواصل بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أعمال الندوة 54 للجنة توحيد المصطلحات والمفاهيم العسكرية برئاسة المملكة المغربية، وتناقش الندوة موضوع دور القوات المسلحة فى مواجهة حرب العصابات، بمشاركة وفود من 18 دولة عضواً بالجامعة العربية. وتهدف الندوة لإعداد دراسة موحدة يتم تعميمها على الدول الأعضاء بغرض توحيد المصطلحات والمفاهيم العسكرية بين القوات المسلحة العربية والاستفادة منها فى مناهج البحث، ودراسات الكليات العسكرية فى الدول العربية.


مواضيع متعلقة