«معركة البرلس».. الزوارق تنهى أسطورة البحرية الفرنسية بضرب البارجة «جان بارت»

«معركة البرلس».. الزوارق تنهى أسطورة البحرية الفرنسية بضرب البارجة «جان بارت»
- البحر المتوسط
- البحرية الفرنسية
- البحرية المصرية
- السواحل المصرية
- الشرطة العسكرية
- الشواطئ المصرية
- الطيران الإسرائيلى
- العدوان الثلاثى
- العيد القومى
- أبل
- البحر المتوسط
- البحرية الفرنسية
- البحرية المصرية
- السواحل المصرية
- الشرطة العسكرية
- الشواطئ المصرية
- الطيران الإسرائيلى
- العدوان الثلاثى
- العيد القومى
- أبل
«غانم»، 82 عاماً، ما زال يتذكر أحداث الحرب: «القصف كان يضرب الشاطئ والنيران مشتعلة فى كل مكان، وطائرة ضُربت فى الإسكندرية وظلت محلقة بنيرانها حتى وصلت إلى البرلس»، خطاب شديد اللهجة، حنجرة قوية وصوت عال، أعلى منصة أقيمت خصيصاً ليطلق الرئيس الراحل جمال عبدالناصر خطابه المعتاد فى السادس من يوليو، لكنه فى ذلك العام 1956 لم يكن خطاباً عادياً، فقد أعلن فيه تأميم قناة السويس لتندلع بعدها حرب العدوان الثلاثى وما جلبته إلى مصر من معارك على جبهات عدة.. لم تمض سوى 5 أشهر فقط حتى أتت قطع بحرية فرنسية وإنجليزية لتدمير مدينة بورسعيد وتحقيق نصر بحرى ساحق أمام البحرية المصرية قليلة الإمكانيات.
{long_qoute_1}
«Jean Bart» وحش بحرى يزن نحو 49 ألف طن بطول 247 متراً مجهز بـ109 مدافع من مختلف العيارات، ويتولى قيادته 88 ضابطاً و2055 جندياً بحاراً، أتت هذه القطعة المخيفة التى تعد أول سفينة مزودة برادار فى العالم إلى الشواطئ المصرية حتى إنها لقبت بـ«تنين البحر المتوسط». فى اليوم الرابع من شهر نوفمبر عند الفجر كان «التنين» يقترب من السواحل المصرية ويطلق قذائفه نحو شواطئ البرلس وبلطيم بمحافظة كفر الشيخ، وقتها كان محمود غانم محمد دياب فى سن الـ20، يعمل صياداً فى بحيرة البرلس، ويجرى نحو منزله المطل على البحيرة، ويصعد إلى «سطح» منزله ذى الطابقين ليجد والده يبكى ويناجى ربه: «يا رب استرها يا رب أودى أولادى فين؟» بينما تشتعل النيران من حوله فى كل الاتجاهات، انتشر الذعر فى كل مكان، لكن البحرية المصرية لم تقف صامتة أمام قذائف العدو على السواحل، فقد خرجت ثلاثة زوارق محملة بطوربيدات لتقوم بهجوم على السفينة الفرنسية العملاقة، تطلق ستاراً من الدخان ثم تطلق طوربيداتها نحو العدو ويقوم الضابط البحرى السورى «جول جمال» بعملية فدائية بزورقه فى البارجة الفرنسية «جان بارت» ذات الرادار غير المسبوق لتشتعل بها النيران ويحقق دماراً كبيراً بها ويخرجها من الخدمة، ويصبح يوم 4 نوفمبر هو العيد القومى لمحافظة كفر الشيخ.
«كان فيه واحد جنبى اسمه اليوزباشى فخرى ومعاه نضارة معظمة، وكان الجيش عامل كشك كل 5 كيلو على الشاطئ علشان المراقبة الليلية، وكان فيه كشك عند مصرف كتشنر اللى واقف فيه اسمه محمد عبدالجواد، فشاف المركب وهى بتنضرب وناس بتنط منها فى البحر».. بهذه الكلمات بدأ «غانم» الذى يبلغ 82 عاماً شاهداً على معركة البرلس، ويروى كيف أن أكشاك المراقبة التقطت ضرب السفينة وفرار الجنود الفرنسيين منها، ليتلقى قسم الشرطة العسكرية بلاغاً بإصابة السفينة، فأمر القائد بالذهاب للحصول على أسرى فرنسيين، ويضيف آخر شاهد على معركة البرلس لا يزال حياً، أنه تلقى أمراً من جاره اليوزباشى فخرى بالمجىء معه لجلب أسرى فرنسيين من السفينة وأنه ذهب معه يرتدى «شورت» وفوقه «جلابية» حتى يمكنه السباحة فى المياه لجلب الأسرى، حتى إن اليوزباشى ومن معه ارتدوا «جلابيب» أيضاً للتمويه بأنهم صيادون، قائلاً: «كان معانا أحمد السهلى كنا مسميينه كلب الطابية، لأن نظره قوى وبيشوف من بعيد وشاف واحد عايم على الميه وقربنا فى اتجاهه لقينا لانش مطاطى فيه 6 رجال رافعين إيديهم، وكانوا بيعيطوا وملح دموعهم كان معلم على خدّهم ويقولولنا انتوا هاتودونا إسرائيل، كانوا بيحسبونا العدو، لكننا خدناهم ولبسانهم هدومنا، آخر واحد كان دراعه مكسور طلعته ولبسته الجلابية بتاعتى»، موضحاً أنهم أعادوهم إلى قسم الشرطة وقسم الشرطة أبلغ اليوزباشى أن يأمر من معه بالعودة إلى منازلهم ويعودوا فى اليوم التالى ليحصلوا على ملابسهم التى تركوها للناجين ويحصلوا على مكافأة، لكنه «غانم» عاد فى اليوم التالى ليجد أن الناجى تم ترحيله ولم يترك له «جلبابه».
{long_qoute_2}
ويروى «غانم»: «المعركة كانت كبيرة والمخابرات المصرية جابت مركبين، طلعوا 3 زوارق طوربيد من قاعدة رأس التين يضربوا المركب الفرنساوى وقالولهم اضربوهم بالليل، والزوارق دى لقيت المركب الفرنسى واقف عند مصرف كتشنر، وكان جلال الدسوقى قائد أحد الزوارق وكان أخو محافظ القاهرة وقتها، وكان معاه جول جمال السورى وعلى صالح وحسام فهمى وقالوا لبعض لو اتأخرنا 2 كيلو هيشوفونا ويدمرونا فيالا نضرب، فكل واحد وجه الطوربيد وضربوا المركب وبقت كتلة واحدة»، مشيراً إلى أنه سمع قصة الحادث من أحد الناجين، الذى سرد له قصة المعركة ومعاناة منفذيها، التى لم تنته بضرب السفينة بل وصلت معاناتهم، حيث قام الطيران بضرب الزوارق التى قصفت السفينة الفرنسية، وهو ما دفع الناجين إلى نفخ لانش النجاة المطاطى والنزول به فى المياه بعد إصابة الزورق، قائلاً: «أنا مش عارف إزاى عرفوا ينفخوا لانش مطاطى من غير منفاخ بعد ما الزورق اتضرب، والطيارة كانت بتطير فوقيهم علشان تشوف فيه زوراق أو مراكب تانية كانت مشاركة فى العملية، وكل أما الطيارة تقرب منهم بيقلبوا اللانش على راسهم لحد أما الطيارة تمشى، وبعد كده يعدلوه ويركبوا فوقيه، وعملوا كده 12 مرة»، موضحاً أن أحد الناجين قال إن الطيارة غادرت المكان قبل 20 دقيقة فقط من وصول المركب الذى جاء لإنقاذهم وفيه اليوزباشى فخرى و«غانم»، وإن معاناة الناجين كانت كبيرة، خاصة أنهم شاهدوا أشلاء زملائهم عائمة على المياه بعد ضرب الطائرة لزوارقهم، معلقاً: «واحد من اللى طلعناهم قالنا أنا شفت ورك القائد جلال الدسوقى طايرة فى الهواء لأنى سمعت صرخته ورجله طايرة ووقعت فى الميه.
وعن مشاهد الحرب وقتها، قال «غانم» الذى يعمل حالياً فى مشروع حماية الشواطئ: «كان فيه طيارة مضروبة فى الإسكندرية فى العجمى، وفضلت طايرة لحد أما جت عندنا وسقطت وكانت كتلة لهب نازلة من السماء على المنطقة والناس كانت بترخ فى الشوارع»، مشيراً إلى أن الضربة كانت موجعة للعدو، وشاع وقتها أن المدمرة كان بها 6 آلاف جندى، وأن عدد المشاركين فى مركب النجاة كان 11 فرداً، قائلاً: «حبشى شرابى وأخوه حلمى شرابى، وعبدالمجيد القلفاط، وإسماعيل، وأحمد السهيلى، وموسى على والبيطانى، و2 من مصايف بلطيم واليوزباشى فخرى وأنا، وكلهم ماتوا إلا أنا لسه عايش شغال فى مشروع المصدات اللى بتحمى البحر».
لم تنته القصة عند هذا الحد فبعد نحو 15 عاماً من المعركة، يذهب «غانم» إلى منطقة رشيد لحضور حفل زفاف إحدى قريباته، لكنه يقرر أن يتزوج ويدخل برفقة أحد أقاربه متحف رشيد الذى يخلد المعركة بصور تذكارية ليعثر فيها على جلبابه الذى تركه مع أحد الناجين وهو يرتديه، ليصرخ قائلاً: «دى جلابيتى، الراجل ده أنا طلعته من البحر ودى جلابيتى»، وقص القصة على مسئول بالمتحف ليؤكد الرواية وتنتشر علامات الدهشة بين من حضروا المتحف وقتها.
اقرأ أيضًا:
كفر الشيخ: بَرَكة الأولياء.. وقدم المسيح
قبة وضريح «أبوالنجاة»: قِبلة الباحثين عن التبرك والراحة وإزالة آثار الحسد وفك عقد تأخر الزواج
«التكية الخلوتية» أشهر الآثار الإسلامية بالمحافظة
بوابتان فقط.. آخر بقايا أقدم مصنعين لـ«الطرابيش والكتان» فى مصر
«عبدالرحيم القنائى».. أكبر مسجد أثرى فى «فوه».. والمريدون بالآلاف
بوتو: حاضنة «حورس» المجهولة حتى الثمانينات
«ربع الخطابية» فندق التجار فى «فوه»
مدير «آثار فوه»: أتمنى وضع المدينة على الخريطة السياحية
كنيسة السيدة العذراء فى «سخا».. هنا «طبع المسيح قدمه»
أبناء «الكفر» يرفعون علم مصر بالخارج فى بطولات «كمال الأجسام»