كنيسة السيدة العذراء فى «سخا».. هنا «طبع المسيح قدمه»

كنيسة السيدة العذراء فى «سخا».. هنا «طبع المسيح قدمه»
- إدارة تعليمية
- الإعلام المصرى
- البابا شنودة
- التربية الدينية
- التلاميذ فى المدارس
- الخديو إسماعيل
- السيد المسيح
- آثار أقدام
- أبناء
- إدارة تعليمية
- الإعلام المصرى
- البابا شنودة
- التربية الدينية
- التلاميذ فى المدارس
- الخديو إسماعيل
- السيد المسيح
- آثار أقدام
- أبناء
فى صيف عام 1984 كان النزاع لا يزال مستمراً بين المجلس الكنسى بكنيسة السيدة العذراء بسخا، وبين أحد ملاك المنازل الملاصقة للكنيسة، لكن زوجته التى كانت تعمل موظفة فى «نيابة كفر الشيخ»، ضغطت من أجل توصيل خط مياه الشرب الذى كانت ترفضه الكنيسة الأثرية لأنه «لا يصح إيصال خطوط مياه فى منطقة لم تصل إليها خطوط الصرف الصحى، خاصة أن أى تسريب للمياه سيؤثر على أسفل جدران الكنيسة صاحبة التاريخ الكبير».
انتصرت «الواسطة»، حسبما يقول القائمون على الكنيسة، بتوصيل خط المياه، لكن كان الشرط هو حفر بيارة صرف «طرنش» بشكل محكم حتى لا تتسرب المياه منه وتؤذى الكنيسة، وكان الأمر يحتاج لرقابة من جانب الكنيسة، التى حضر شبابها ليراقبوا عملية الحفر وتوصيل المياه، وإنشاء الـ«طرنش»، وهو عبارة عن بير كبير يخزن فيه مياه الصرف لكسحها لاحقاً.
{long_qoute_1}
كان بضعة عمال يحملون الفؤوس المدببة، وضربة تلو الأخرى حتى وصلوا إلى قطعة حجر على بعد مترين، فحملوها جانباً واستكلموا عملهم ليجدوا أسفلها بنحو متر حجراً آخر مثله، بدت الدهشة على كل الحاضرين، بينما واصل العمال عملهم ليجدوا حجراً ثالثاً، حبس الجميع أنفاسه وتوقف العمل.
بدأت عملية فحص الأحجار، وأتوا بمياه ومسحوق «أومو» لتنظيف الأحجار، ليجدوا، حسبما يروى رجال الكنيسة، آثار أقدام تأتى عليها المياه فتتحول إلى اللون الأبيض، وتخرج زيتاً ثم يتوقف، وتعود للونها، «صراخ وضربات قلب تزداد ويردد الحضور» هو، هو.. إنه أثر قدم المسيح المفقود، لم يتبق سوى العلامة.. إنها فى الخلف يقلبون الحجر ليتفاجأوا بالعلامة «الله 1»، هلل الجميع وانتشر الخبر بين الكنائس، وتم إرسال الحجر إلى البابا شنودة، واطلعت عليه لجنة من الآثار ليتحققوا منه، وفى النهاية جاءت النتيجة «إنه أثر قدم المسيح عيسى عليه السلام».
«من وقت ما اتولدت وأنا متربى فى الكنيسة دى، والكنيسة كانت عادية، لكن المخطوطات الأثرية بتقول إن هنا موجود حجر مطبوع عليه قدم المسيح، وكنا نتعامل على هذا الأساس»، يحكى فهمى سيدهم حنا، 77 عاماً، خادم بالكنيسة وعضو المجلس الكنسى، روايته حول قصة العثور على حجر السيد المسيح، مشيراً إلى أن فرحة عارمة وشعوراً مختلفاً لا يمكن وصفه غمر خدام الكنيسة الذين حضروا ليراقبوا عملية الحفر ويتأكدوا من «تبطين الطرنش» جيداً.
«سيدهم» الذى كان يعمل مدرساً ومدير إدارة تعليمية بكفر الشيخ، وهب حياته لخدمة الكنيسة، من تقديم خدمات إلى شعبها، ومساعدة الفقراء، وتعليم الأبناء والبنات التربية الدينية المسيحية، يؤكد أن جنسيات مختلفة كثيرة تأتى إلى الكنيسة بعد اكتشاف الحجر الذى حول أنظار المسيحيين إلى هذه الكنيسة، مشيراً إلى أن الكثير من المسيحيين يأتون من كل المناطق ليحصلوا على بركة الحجر.
بلحيته السوداء الكثة يجلس تيموثاوس، راعى الكنيسة، على مكتبه الخشبى فى الغرفة المواجهة لباب القاعة الرئيسية بالكنيسة، التى تبعد فقط عن مكتبه نحو 40 متراً فقط، ليروى بصوت هادئ قصة المكان الأثرى، قائلاً: «سخا هى إحدى محطات العائلة المقدسة التى استقرت فيها، وتعد هى المحطة الثالثة، وكانت العائلة هى مريم العذراء والسيد المسيح ويوسف النجار، وكانت بها معابد وثنية، وكان الوثنيون يرفضون أن يعطوا للعائلة المقدسة ماء ليشربوا، فوضعت السيدة العذراء قدم المسيح على الصخر فخرج منه الماء وبقيت آثار قدم المسيح اليمنى على الحجر»، موضحاً أن الحجر طوله نحو 60 سنتيمتراً وسمكه 15 سنتيمتراً، وقد سمى المكان باسم «بيخا أسوس»، وبيخا تعنى قدم، وأسوس تعنى يسوع المسيح، أى قدم المسيح، لافتاً إلى أنه نشأ دير عامر بالرهبان واستمر حتى العام الثانى عشر الميلادى حتى تعرض الدير لموجة عنف واضطهاد من المتطرفين فى مصر، ما دفعهم إلى إنقاذ الحجر من التخريب فكتبوا على الحجر علامة وأخفوه بدفنه فى فناء الدير وهربوا وراحوا يكتبون فى المخطوطات عن قصة إخفاء الحجر والهروب. وأضاف «تيموثاوس» أن الرهبان علّموا الحجر بكتابة كلمة «الله» بالخط الكوفى، ورقم «1»، وأن اختيارهم لهذه العلامة له دلالة ومعنى، أولاً ألا يتعرض الحجر إذا ما تم العثور عليه من قبل المتطرفين إلى الإهانة، وأن تتم معاملته باحترام، وثانياً أن يشير الرهبان إلى أن المسيحيين يعبدون إلهاً واحداً وليس ثلاثة، موضحاً أنه عندما جاء عصر محمد على أعاد بناء الدير، وبنى الكنيسة، كما قام الخديو إسماعيل بإهداء الكنيسة «شمعدان» ليظل فى متحف الكنيسة حتى الآن، وظل الحجر مخفياً من القرن الثانى عشر الميلادى حتى ثمانينات القرن الماضى، أى قبل نحو 30 عاماً فقط، حين تم اكتشاف الحجر.
وبسؤاله عن سبب الاحتفاظ به فى الكنيسة وعدم نقله إلى متحف كبير أو فى الكاتدرائية بالقاهرة، قال «تيموثاوس»: «الشىء الذى تركته العائلة المقدسة لا يمكن نقله من مكانه، فهو وقف لا يتحرك، وبذلك تعد كنيسة سخا هى الكنيسة الوحيدة التى بها أثر قدم السيد المسيح، كما أن الآثار لا سلطة لها على مقتنيات الكنيسة، فهى أمر يخص الكنيسة المصرية فقط، والبابا شنودة عندما ذهب إليه الحجر كان فقط ليتفحصه، لكنه عاد إلى الكنيسة ليتم الاحتفاظ به، إلى جانب بعض متعلقات العائلة المقدسة، مشيراً إلى أن الكنيسة تحتوى على المعمودية التى تعمدت فيها القديسة دميانة.
وحول مدى اهتمام الكنيسة الغربية «الفاتيكان» بأثر قدم السيد المسيح ومدى الدعم الذى قدمته للحفاظ عليه، قال تيموثاوس: «نحن لا نحتاج أى شىء من الكنيسة الغربية ونرفض أى تدخل، ونرحب بأى وفود أجنبية تأتى لمشاهدة أثر قدم المسيح، فقط نحتاج من الإعلام المصرى الاهتمام بالأثر، فلو أى دولة أجنبية علم أهلها بأن أثر قدم السيد المسيح موجود هنا ستأتى زيارات كثيرة جداً إلى الكنيسة، وسيدر دخلاً لمصر على الصعيد السياحى»، موضحاً أن وفوداً تأتى من التلاميذ فى المدارس والزيارات تأتى كثيرة من المسيحيين من المناطق المجاورة للحصول على بركة المكان.
اقرأ أيضًا:
كفر الشيخ: بَرَكة الأولياء.. وقدم المسيح
قبة وضريح «أبوالنجاة»: قِبلة الباحثين عن التبرك والراحة وإزالة آثار الحسد وفك عقد تأخر الزواج
«التكية الخلوتية» أشهر الآثار الإسلامية بالمحافظة
بوابتان فقط.. آخر بقايا أقدم مصنعين لـ«الطرابيش والكتان» فى مصر
«عبدالرحيم القنائى».. أكبر مسجد أثرى فى «فوه».. والمريدون بالآلاف
بوتو: حاضنة «حورس» المجهولة حتى الثمانينات
«ربع الخطابية» فندق التجار فى «فوه»
مدير «آثار فوه»: أتمنى وضع المدينة على الخريطة السياحية
أبناء «الكفر» يرفعون علم مصر بالخارج فى بطولات «كمال الأجسام»
«تلفيحة أدهم».. سر الفوز ببطولة أفريقيا للمصارعة الرومانية
«معركة البرلس».. الزوارق تنهى أسطورة البحرية الفرنسية بضرب البارجة «جان بارت»
راعى الكنيسة يشرح لمحرر «الوطن» معالم حجر المسيح الموجود داخل كنيسة العذراء
كنيسة العذراء مريم فى كفر الشيخ