أولياء الأمور عن تطوير الثانوية: اللى نعرفه أحسن من اللى مانعرفوش

كتب: ماهر هنداوى وأحمد أبوضيف

أولياء الأمور عن تطوير الثانوية: اللى نعرفه أحسن من اللى مانعرفوش

أولياء الأمور عن تطوير الثانوية: اللى نعرفه أحسن من اللى مانعرفوش

تباينت ردود الفعل حول إعلان الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، عن استراتيجية تطوير التعليم ونظام الثانوية العامة الجديد، أمس الأول، حيث أبدى عدد كبير من أولياء أمور الطلاب قلقهم البالغ من منظومة تطوير التعليم، مؤكدين أنهم يعتبرونه «نظاماً مجهولاً»، لا يعرفون عنه شيئاً، وقد لا يتناسب مع عقول أبنائهم الطلاب، خاصة فى مرحلة الثانوية العامة، وعبّروا عن ذلك بالمقولة الشائعة «اللى نعرفه أحسن من اللى مانعرفوش».

وقالت عبير أحمد، مؤسس «اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم»، لـ«الوطن»، إن «أولياء الأمور عموماً ليسوا ضد التطوير ويرحبون بالنظم التعليمية الجديدة، ولكن فى المقابل يخشى جميع أولياء الأمور تطبيق نظام الثانوية التراكمية خلال سبتمبر المقبل لعدة أسباب، منها عدم جاهزية البنية التحتية بالمدارس للنظام الجديد، وعدم تدريب المعلمين جيداً على الوسائل الحديثة مثل التابلت وبنك المعرفة التى تعتمد عليهما الثانوية التراكمية، فضلاً عن عدم توافر خدمة الإنترنت بشكل قوى فى جميع أنحاء الجمهورية خاصة فى القروى والنجوع».

وأضافت أن «أولياء الأمور يرون أنه ليس هناك داعٍ للاستعجال فى تطبيق الثانوية التراكمية العام المقبل خاصة أنه لم يتم الانتهاء من كل الاستعدادات على أرض الواقع، إضافة إلى اقتراض ربع تكاليف النظم الجديدة من البنك الدولى، وليه نزنق نفسنا ونستلف ربع التكاليف، طالما أننا ممكن نبدأ بالنظم الخاصة التى تبدأ من مرحلة رياض الأطفال؟».

{long_qoute_1}

فيما قال نصر خلف، والد الطالب «محمد» بالصف الثانى الثانوى فى مدرسة أحمد لطفى بنين بالجيزة، إن «النظام الذى تسعى الدولة لتطبيقه فاشل»، حسب تعبيره، مشيراً إلى أن «الهدف من هذا النظام هو إلغاء نظام التنسيق للقبول بالجامعات».

وقالت والدة عبدالغفور سيد، الطالب بمدرسة «الرياينة الثانوية» فى محافظة سوهاج، إن «النظام الجديد سيشجع المدرسين على التوغل أكثر وأكثر فى إعطاء الدروس الخصوصية، بالإضافة إلى أن بيئة وطبيعة ودراسة المعلمين فى مصر غير مهيِّئة لأى نظام تعليمى جديد، خصوصاً أن الأجور والمرتبات بالنسبة للمعلمين ظالمة، فى حين أننا نطلب منهم أن يكفوا عن إعطاء الدروس، وهو أمر غير منطقى».

من جانبه، قال أحمد محمد، الأمين العام لاتحاد طلاب مصر، إن «قرار الدولة ممثلة فى وزارة التربية والتعليم بتطوير منظومة التعليم قرار جرىء، وخطوة جيدة نحو القضاء على السلبيات التى عانت منها الأجيال السابقة والحالية من الطلاب»، مشيراً إلى أن «التصحيح الإلكترونى للامتحانات وفق النظام الجديد للثانوية العامة سيقضى على أخطاء التصحيح والدرجات الخاطئة التى انتشرت فى السنوات الأخيرة، وهناك حالة ارتياح عامة بين الطلاب للنظام الجديد، خاصة أن استخدام التابلت فى الامتحانات وتلقى الدروس سيكون بشكل تدريجى، بالتوازى مع الكتاب المدرسى، على مدار الثلاث سنوات فى المرحلة الثانوية».

وطالب «محمد» وزارة التعليم بإيجاد «حلول لمعلمى وطلاب محافظات الوجه القبلى الذين يجب وضع برامج تدريب لهم مكثفة لاستخدام التابلت والتعامل معه»، معتبراً أن «من أهم إيجابيات استراتيجية التعليم، أن تقييم تلاميذ المرحلة الابتدائية سيعتمد على الأنشطة ويمنحها نسبة 80% من مجموع الدرجات مقابل 20% للمناهج الدراسية، وهو ما سيقضى على ظاهرة التلقين والحفظ دون فهم».

من جهته، قال الخبير التربوى الدكتور أشرف محرم، إن «استراتيجية تطوير التعليم حلم كبير لكن الواقع الذى يواجهها أصعب، ولا بد من اتخاذ العديد من الإجراءات لضمان نجاحها، وهى خطوة جيدة، خاصة أنها تبدأ من أول السلم التعليمى بمرحلة رياض الأطفال، وهو ما سيضمن نجاحها تدريجياً بعد وصول تلاميذ هذه المرحلة إلى المراحل التالية».


مواضيع متعلقة