بريد الوطن| قصة قصيرة.. «إنه مصرى»
بريد الوطن| قصة قصيرة.. «إنه مصرى»
تجلس سماح يجاورها زوجها الحنون تشاهد التلفاز، يحاول زوجها الفرار مما يراه من هذه الجموع الحاشدة من المصريين وكأنه يوم الحشر، وإن لم ير فى عيونهم سوى الفرح والأمل والرغبة فى الحياة، الطوابير تطول وكأنها لا ينقص منها أحد تزينها أعلام المصريين وزغاريد المصريين وبعض الرقصات الشعبية يحاول الزوج الفرار من كل هذا إلى أى قناة ليس بها ما يدعوه للخروج الذى عزم ألا يفعله حتى لا يشارك فى هذه الملحمة التى شارك فيها من قبل ولم يذق منها سوى الغلاء فى أسعار كل شىء، تلاحقه الزوجة بنظراتها التى تعلم ما فى سريرته، تحاول أن تستميله إليها لينسى كل شىء ويبدأ من جديد، لا تجد منه إلا الانهزام والرفض، تقوم هى حاملة حملها الذى أوشكت أن تضعه لتؤدى واجبها، تقف فى الطابور إلا أن القاضى يراها فيستأذن الجميع لتدخل أولاً وتؤدى واجبها فرحة مسرورة، تتمنى لو كان معها زوجها، تندفع أنثى ثقيلة الوزن تتراقص مع نشيد قالوا إيه، ملوحة بالعلم لتصطدم ببطن سماح فتهبط على الأرض، محاولين طلب الإسعاف لها، لكنها تبتسم بعد ما سمعت صوت وليدها يصرخ، ليدخل زوجها باحثاً عنها ويجد وليدها فيأخذه بين يديه ضاحكاً مبتسماً، وقبل أن يذهب بزوجته وابنه إلى الإسعاف أعطى القاضى بطاقته ووضع ورقة فى الصندوق، فتنظر الزوجة إلى الطفل فى يد زوجها قائلة له إنه مصرى.
أحلام عبدالصمد- البحيرة - إيتاى البارود - شبرا النونة
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com
