انقسامات فى «واشنطن» و«لندن» حول ضرب سوريا

كتب: محمد حسن عامر، ووكالات

انقسامات فى «واشنطن» و«لندن» حول ضرب سوريا

انقسامات فى «واشنطن» و«لندن» حول ضرب سوريا

رغم تهديد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الصريح بضرب سوريا بالصواريخ الذكية، أعلنت المتحدثة الصحفية باسم «البيت الأبيض» سارا ساندرس، مساء أمس، أن الرئيس الأمريكى لم يتخذ بعد قراراً حول «الرد» على الهجوم الكيميائى المزعوم فى دوما السورية.

وقالت «ساندرس»، فى بيان نقلته وكالة أنباء «سبوتينيك» الروسية: «الرئيس ترامب أنهى للتو اجتماعاً مع مجلس الأمن القومى حول الوضع فى سوريا، لم يتم اتخاذ أى قرارات نهائية بعد، نحن نواصل دراسة معلومات الاستخبارات والتعاون مع شركائنا، كما تحدث ترامب مع الرئيس ماكرون، ورئيسة الوزراء البريطانية ماى مساء اليوم».

من جهته، حذر وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس، مساء أمس، من أن أى قرار متسرع بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا، قد يشعل حرباً واسعة النطاق بين الغرب من جهة، وروسيا وإيران من جهة، بحسب ما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن مصادر مسئولة.

وأضافت الصحيفة: «خلال اجتماع مغلق، طالب ماتيس بضرورة الحصول على أدلة أكثر فاعلية على ضلوع الرئيس بشار الأسد فى الهجوم الكيميائى، وهو أمر مهم لإقناع العالم بضرورة العمل العسكرى».

وتابع، بحسب الصحيفة: «نحن نحاول وقف قتل الأبرياء، لكن إذا نظرنا إلى المستوى الاستراتيجى، فعلينا أن ننظر كيف يمكننا أن نحافظ على الوضع من أى تصاعد وتفاقم؟».

ولفتت الصحيفة إلى أنه بعد لقاء وزير الدفاع مع الرئيس ترامب، أعلنت السكرتيرة الصحفية لـ«البيت الأبيض» سارة ساندرز أن قرار ضرب سوريا لم يتخذ بعد، فيما نقلت قناة «سى إن بى سى» الأمريكية عن مصادرها أن الولايات المتحدة تفكر فى ضرب 8 أهداف محتملة فى سوريا.

وتشمل هذه الأهداف مطارين ومركز أبحاث ومجمعاً لأسلحة كيميائية. وأشار المصدر إلى أن الجيش السورى أعاد نشر وتمركز عدد كبير من طائراته الحربية فى المطارات التى تسيطر عليها القوات الروسية على أمل أن تكون «واشنطن» مترددة فى توجيه ضربة إلى هذه المطارات.

وفى بريطانيا، التى من المرجح أن تشارك الولايات المتحدة فى شن ضربة عسكرية على سوريا، اعتبر زعيم حزب العمال المعارض فى بريطانيا جيريمى كوربين، أن على بريطانيا السعى لإجراء تحقيق مستقل تقوده الأمم المتحدة فى هذا الهجوم الكيميائى، بدلاً من انتظار تعليمات «ترامب».

وكانت رئيسة الوزراء تيريزا ماى حصلت، أمس، على تأييد كبار أعضاء حكومتها لاتخاذ إجراء لم يتحدد لردع الحكومة السورية عن استخدام الأسلحة الكيميائية مرة أخرى بالتعاون مع الولايات المتحدة وفرنسا.

وقال «كوربين» إنه «يجب أخذ رأى البرلمان قبل أى عمل عسكرى»، مضيفاً: «يبدو أن الحكومة تنتظر التعليمات من الرئيس الأمريكى بشأن كيفية التصرف». وتابع: «يجب أن تسعى بريطانيا لتحقيق مستقل تقوده الأمم المتحدة فى الهجوم الكيميائى المروع الذى وقع مطلع الأسبوع، كى تتسنى محاسبة المسئولين عنه».

{long_qoute_1}

لكن فى الوقت ذاته، توجهت أكبر مجموعة هجومية بحرية أمريكية إلى السواحل السورية، ويعد هذا أول تحرك للمجموعة بعد غزو العراق عام 2003، وفق صحيفة «تايمز» البريطانية.

وذكرت الصحيفة أن ذلك التحرك يأتى على ضوء توافق الرئيس الأمريكى ورئيسة الوزراء البريطانية، على رد فعل مشترك، بسبب الهجمات الكيميائية المزعومة فى مدينة دوما، وفق ما نقلت عن الصحيفة وكالة أنباء «سبوتينيك» الروسية.

وأكدت وسائل إعلام بريطانية أن الضربة العسكرية على سوريا يمكن أن تكون فى عطلة نهاية الأسبوع المقبلة، قبل عودة أعضاء البرلمان البريطانى من عطلة عيد الفصح. وتضم مجموعة حاملات الطائرات المهاجمة، حاملة الطائرات النووية «هارى إس ترومان»، وعلى متنها 90 طائرة مقاتلة و5 سفن دعم. وغواصات من فئة «أوهيو» تحمل كل واحدة على متنها 154 صاروخ توماهوك. كما تقع الفرقاطة الفرنسية «أكويتانى» فى شرق البحر المتوسط وعلى متنها 32 صاروخاً.

وقال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، اليوم، إن «موسكو تملك أدلة قاطعة على أن الهجوم الكيميائى المزعوم فى دوما كان مسرحية، بمشاركة مخابرات أجنبية». وأضاف، خلال مؤتمر صحفى عقد فى «موسكو»: «وتوجد فى هذه المسرحية يد مخابرات دولة، تسعى الآن لتكون فى الصفوف الأولى للحملة المناهضة لروسيا».

وأشار «لافروف» إلى توجه خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى سوريا، قائلاً: «من المتوقع أن يصلوا إلى دمشق، صباح بعد غد.

ونأمل أن يتوجهوا إلى دوما، دون أى تأخير، حيث لم يجد خبراؤنا، الذين فحصوا المكان، أى دليل على استخدام الأسلحة الكيميائية والكلور». وأعرب لافروف عن أمله بألا يغامر أحد فى سوريا، وفقاً للسيناريو الليبى والعراقى وألا تتكرر أحداث ليبيا والعراق فى سوريا.

واعتبر السفير الروسى لدى الأمم المتحدة فاسيلى نيبنزيا، أمس، إثر جلسة مغلقة عقدها مجلس الأمن وخصصت لسوريا أن «الأولوية هى لتجنب خطر الحرب».

ورداً على سؤال عن إمكان اندلاع حرب بين الولايات المتحدة وروسيا، قال نيبنزيا: «لا يمكن أن نستبعد أى احتمال للحرب». وأضاف أن «التهديدات تشكل انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة»، معتبراً أن تدخلاً عسكرياً غربياً سيكون «بالغ الخطورة لأن جنودنا هناك».

وأكد مصدر عسكرى روسى، لقناة «روسيا اليوم»، عدم وجود أى آثار لاستخدام أى سلاح كيميائى فى مدينة «دوما» بغوطة دمشق الشرقية.

وقال المصدر إن الخبراء الروس وصلوا إلى «دوما» بعد يوم من الهجوم الكيميائى المزعوم، وأخذوا عينات من التربة، وقد تم فحصها وأظهرت نتائج التحليل خلوها من غاز الأعصاب أو الكلور.


مواضيع متعلقة