بعد 6 أيام تحريات.. حل لغز "أشلاء القمامة" والجاني: لحظة شيطان

بعد 6 أيام تحريات.. حل لغز "أشلاء القمامة" والجاني: لحظة شيطان

بعد 6 أيام تحريات.. حل لغز "أشلاء القمامة" والجاني: لحظة شيطان

رغم موقعه المتميز بالقرب من الجامع الأزهر، في منطقة تجارية حيوية، شهد حي "الصاغة"، مساء يوم الجمعة الماضية، جريمة قتل وتقطيع جسد سيدة فى العقد الرابع من العمر لامرأة تحمل الجنسية السودانية وتدعى "عواطف"، 45 عامًا أرملة، داخل محل لبيع المشغولات الذهبية.

الضحية حضرت من السودان قبل قتلها بساعتين، وأثناء محاولتها بيع كمية من المشغولات الذهبية، دفع الطمع صاحب المحل لقتلها وقطع رقبتها، واستمر فى قطع أجزاء من جسدها لمدة 3 ساعات متواصلة، وعقب ذلك ألقى الجثة فى مناطق "فيصل، والمنيب، بالجيزة، والجمالية بالقاهرة".

أزيل الستار عن الجريمة، بالعثور رأس الضحية، يوم السبت الماضي داخل صندوق قمامة، على بعد أمتار من مدرسة نجيب محفوظ الابتدائية، بمنطقة أول فيصل التابعة لبولاق الدكرور، وتمكنت قوات الأمن خلال الـ6 أيام الماضية من كشف ملابسات الواقعة، وجاءت التفاصيل من خلال ما ورد فى تحريات المباحث، واعترافات المتهم كالتالي:

- رأس آدمية داخل صندوق قمامة:

كانت عقارب الساعة تشير إلى الحادية عشر صباح يوم السبت الماضي، عندما ورد بلاغ من أهالي منطقة أول فيصل التابعة لحي بولاق الدكرور، غرب محافظة الجيزة،  بالعثور على رأس ادمية داخل صندوق قمامة بالقرب من مدرسة نجيب محفوظ. بمجرد تلقي البلاغ، انتقل المقدم محمد الجوهري، رئيس مباحث بولاق الدكرور، بصحبة قوة أمنية من بينهما الرائد طارق مدحت، والرائد أيمن السكوري، معاوني المباحث، إلى مكان البلاغ، ونشرت الضباط قواتها فى المنطقة، وبدأت القوات فى فحص البلاغ وجاء كالتالي: "رأس لسيدة فى العقد الرابع من عمرها، وجزء من الظهر"، داخل صندوق قمامة.

عقب ذلك، أخطر المقدم محمد الجوهري، رئيس المباحث، اللواء إبراهيم الديب، مدير الإدارة العامة للمباحث، بتفاصيل البلاغ، وعقب ذلك، انتقل اللواء إبراهيم الديب بصحبة ضباط من إدارة البحث الجنائي بالمديرية على رأسهم اللواء محمد عبد التواب، مدير المباحث الجنائية، والعقيد طارق حمزة، مفتش المباحث، والمقدم هشام بهجت، معاون المباحث، وبدأت القوات مناقشة عددٍ من شهود العيان وقاطني العقارات القريبة من العثور على الجثة، وعمال النظافة، وحارس المدرسة، وجاءت جميع الروايات أنهم لم يشهدوا أحدًا أثناء إلقائه تلك الرأس الآدمية.

عقب ذلك، أخطر اللواء عصام سعد مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، المستشار حاتم فاضل، المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، وانتقل محقق من نيابة حوادث جنوب الجيزة، إلى مكان الواقعة، وتمت مناظرة الأشلاء، وعرضها على الطب الشرعي لأخذ البصمة الوراثية لها، وجرت التحقيقات، تحت إشراف المستشار محمد خالد، رئيس نيابة حوادث جنوب الجيزة.

- تاجرة لحوم وذهب "سودانية":

عقب الانتهاء من معاينة النيابة، عقد اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث، اجتماعًا موسعا مع ضباط مباحث غرب الجيزة، وتم وضع خطة بحث وتحر لكشف ملابسات الحادث بالكامل، وجاءت بنود الخطة كالتالي: "فحص بلاغات التغيب، إعادة مناقشة قاطني العقارات وعمال النظافة، تعميم صورة رأس المجنى عليها على أقسام الشرطة فى القاهرة والجيزة"، وعقب الانتهاء من الاجتماع، عثرت القوات على أجزاء من قدم الضحية فى صندوق قمامة بمنطقة المنيب. واستكمل فريق البحث فحص بلاغات الغيب حتى تعرف أحد الأشخاص على صورة الضحية، وقال إنها تدعى "عواطف"، 45 سنة حضرت من السودان، صباح يوم الجمعة الماضية، ومختفية منذ 48 ساعة.

عقب تلك المعلومات، كثف فريق البحث، التحري عن الضحية، وجاءت التحريات كالتالي: "المجني عليها تحمل الجنسية السودانية، أرملة، لديه ابنة واحدة، ومقيمة في السودان، وكانت تزور مصر كل فترة منذ 15 عامًا، لممارسة نشاط بيع الذهب واللحوم".

- فندق أبو سمبل:

استكمل فريق البحث الذي ضم المقدم محمد الجوهري، رئيس مباحث بولاق الدكرور، والرائد طارق مدحت والرائد أيمن السكوري، تحت إشراف اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث، التحري عن الضحية، وجاءت التحريات أيضًا أن الضحية "تقيم فى فندق بمنطقة العتبة، وتحجز سريرًا بـ35 جنيه فى الليلة، وأن رحلة إقامتها فى القاهرة قبل مقتلها 5 أيام"، وأنها على علاقة بتاجر ذهب في منطقة الصاغة منذ عدة سنوات وتحضر له كل فترة لبيع الذهب، ولكن عندما حضرت إليه، يوم الجمعة، وجدت المحل مغلقًا، مما دفعها إلى البحث عن تاجر آخر، وهو الذي ارتكب الواقعة.

- 3 ساعات قتل وتقطيع للجثة:

وحسب ما جاء فى محضر الشرطة أن التاجر المشتبه بقتل الضحية يدعى "هشام"، 49 سنة، وأنه أثناء وجود الضحية لديه لبيع الذهب دفعه الطمع لقتلها وتقطيع جثتها وسرقة المشغولات الذهبية، واستغل انشغالها فى الحديث بالتليفون أثناء وجودها بالمحل وقام بإغلاق الباب الزجاجي للمحل، وأحضر سكينًا وقطع رأسها، وبعد ذلك أغلق باب المحل الرئيسي "الصفيح"، وقطع جسد الضحية إلى 5 أجزاء لمدة 5 ساعات، وبعد ذلك قام بتعبئته فى أكياس بلاستيك، وألقي بالأشلاء، في صناديق القمامة بـ"بولاق الدكرور، المنيب، والجمالية"، مستخدمًا سيارته الملاكي.

- لحظة شيطان:

تم عرض التحريات على المستشار محمد خالد، رئيس نيابة حوادث جنوب الجيزة، وأصدر قرارًا بضبط المشتبه في ارتكابه واقعة القتل، فانطلقت قوة أمنية، تحت إشراف اللواء محمد عبد التواب، مدير المباحث الجنائية، وتم ضبط التاجر المشتبه فيه بارتكاب جريمة قتل الضحية وتحويل جسدها لأشلاء.

وحسب ما جاء فى محضر الشرطة، أن الجوهرجي اعترف بارتكابه لواقعة القتل أثناء مثوله أمام اللواء إبراهيم الديب، مدير الإدارة العامة وجاءت كالتالي: "بص يابيه، والله كانت لحظة شيطان، أنا شفت الذهب الكتير ده معاها، وعرفت إن هي مقيمة لوحدها ومن السودان، قلت أخلص عليها، ومفيش حد هيسأل عليها، مش من مصر، بس هو ده كل اللي حصل، قطعت رقبتها، وبعدين قطعت جسمها لـ5 أجزاء ورميته في الزبالة". ينهي حديثه بابتسامة لمدير المباحث قائلًا: "ماكنتش متوقع إن في حد هيقبض عليا".

تم التحفظ على التاجر المنسوب إليه تهمة القتل العمد والسرقة للمجنى عليها، وإخطار المستشار حاتم فاضل، المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، وتجرى التحقيقات تحت إشراف المستشار محمد خالد، رئيس نيابة حوادث جنوب الجيزة، ولا تزال التحقيقات مستمرة.


مواضيع متعلقة