عامل لى فيها فريد شوقى!
- الأعمال الفنية
- السينما المصرية
- القناة الأولى
- الوسط الفنى
- تقدم السن
- ثقافة المجتمع
- جاكى شان
- شجرة الدر
- صناعة الأساس
- أجيال
- فريد شوقي
- الأعمال الفنية
- السينما المصرية
- القناة الأولى
- الوسط الفنى
- تقدم السن
- ثقافة المجتمع
- جاكى شان
- شجرة الدر
- صناعة الأساس
- أجيال
- فريد شوقي
ظلت تتردد منذ سنوات بعيدة وقتما بدأ يعتمد النجم الراحل "فريد شوقى" أولى خطوات الأكشن رسمياً فى السينما المصرية فهى تقال دائماً لمن يحاول أن يستعرض قوته وذلك بعدما استطاع "فريد شوقى" أن يصبح "ملكاً" للمنطقة الشعبية الأولى فى السينما ... منطقة "الأكشن" أو الـ "عاركة" كما كان يطلق عليها قبل أن تتوسطهما "خناقة" وقد تم تصنيف جمهور هذه النوعية من المشاهد بجمهور الـ "ترسو" فيتحول هو لـ "ملك الترسو".
"عامل لى فيها فريد شوقى" مازالت تتردد حتى الآن رغم كل التطور الكبير فى نوعية الأكشن وخروجه من إطار الـ "عاركة" القديمة لأشكال وأنواع وألوان مختلفة إلا أن هذه الجملة ظلت حية تحتفظ بقوتها فى وصف من يستعرض قوته ... ليس فى الحياة فقط ولكن أيضاً فى سياق الأعمال الفنية فتجد الكثير من المشاهد فيها والتى تحمل نفس الحالة تحوى نفس الجملة وكأن الزمن لم يمر فيدفعك ذلك للبحث عن سر استمرار حضورها بقوة رغم مرور أجيال متعاقبة عليها.
الحقيقة أن السر هو "فريد شوقى" نفسه فهذا الرجل استطاع أن يستحوذ على القوة الضاربة للجمهور ونقل "عاركتهم" من الشارع إلى شاشة السينما فتعلقوا به ووجدوه صادقاً يعبر عنهم بشكلهم وهيئتهم الحقيقية ... ووجدوه واحداً منهم فالتفوا حوله وأصبح رمزاً للـ "ضرب" وتحول كل من يستعرض قوته أو يدخل "عاركة" إلى "فريد شوقى" أو "عامل فريد شوقى"!
ما حدث فى الماضى أمراً طبيعياً ولكن لماذا استمر هذا الشعور وهذا الوصف رغم مرور ما يزيد عن النصف قرن وصل فيها الأكشن لأقصى درجات التطور ويؤديه أسماءً كثيرة؟
الإجابة هنا فى "الأكشن" نفسه وتطوره الذى أصبح غريباً على المشاهد فلم يعد "الأكشن" معبراً عن "خناقة" الشارع كما كان بل استورد أنماطاً متنوعة من الخارج بأشكالها وثقافاتها وصدرها للشارع الذى تأثر بها وأصبح يتعامل معها كنموذج أو "كتالوج" فى مناوشاته وعراكه لتتطور "العاركة والخناقة" لبلطجة ووحشية تنتهى بجرائم بشعة خارجة تماماً عن ثقافة المجتمع ليتحول "الأكشن" لصناعة داخل الصناعة الأساسية - السينما - ويتمدد ليصل للدراما أيضاً!
صناعة "الأكشن" ليست جديدة أو غريبة فهى موجودة بالفعل لإخراجه للنور ولكن فى النهاية "الأكشن" مثله مثل أى منتج يخرج من الصناعة حسب المواصفات والمكونات التى حددتها له لتقدم لك الشكل النهائى وهو دائما ما تحدده هذه الصناعة فلسنوات طويلة كان المسئول عن صناعة مشاهد "الأكشن" عائلة "الطوخى" الشهيرة وطوال فترات تواجدها على الساحة واختصاصها كان يتم ذلك تحت اسم "تصميم المعارك" فكانت العملية تصميمية بشكل رئيسى والمعارك أغلبها من الشارع حتى بدأت تتطور هذه الصناعة تأثراً بالنجوم العالمية فى أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات ببزوغ نجم "جاكى شان – فان دام – سلفيستر ستالونى" وغيرهم فبدأت الموجة تمتد للسينما المصرية بظهور "يوسف منصور" ليتوارى "أكشن فريد شوقى" فى الأذهان ويبدأ الشكل الجديد فى السيطرة حتى أن نجم بحجم "أحمد زكى" قدم فيلمه "مستر كاراتيه" ليحاكى تلك الموجة فتتوسع الجملة إلى "عامل لى فيها ناس كتير" ولكن يظل "فريد شوقى" متفرداً يطل فيها بين الحين والآخر.
"عامل لى فيها فريد شوقى" تخطت الأكشن وانتقلت لمرحلة أخرى بعدما انتشرت أسرته داخل الوسط الفنى فبناته المنتجات وزوجته النجمة "هدى سلطان" وقدم للفن ابنته "رانيا" لتتحول فيما بعد لنجمة حجزت لها مكاناً خاصاً بها ثم تطور الأمر مؤخراً للأحفاد فيعتبر "فريد شوقى" من أوائل النجوم الذين دفعوا بأبنائهم للتمثيل إن لم يكن الأول بالفعل باستمرار "رانيا" واحتلالها مكاناً بين الصفوف الأولى بل أصبحت أسرة بأكملها ثم عائلة تحمل اسمه تلتف حول العمل الفنى صناعة وتمثيلاً فى وضع "فريد" من نوعه منذ ذلك الوقت ولم يتكرر حتى ظهور عائلة "السبكى"!
"عامل لى فيها فريد شوقى" امتدت بتحول هذا الرجل الـ "فريد" من مجرد ممثل لنجم جماهيرى ثم مع تقدم السن قليلاً يكتشف فى نفسه التأليف والإنتاج أيضاً فيكتب سلسلة كبيرة من الأفلام ويحقق بها نجاحاً كبيراً موازياً لنجاحه التمثيلى فيحقق رقماً قياسياً لم يصل إليه أقوى المنافسين ومازالت هذه الأفلام تزاحم فى العرض التليفزيونى بما تحمله من قيم ومبادئ نبيلة.
ولأنه له من اسمه نصيب فكان "فريداً" حقاً عندما تلقى خبر وفاته على الهواء بعدما تم إعلانه فى التليفزيون على القناة الأولى من إحدى المذيعات فى سابقة سُجلت باسمه بعدما شاهد وسمع ما بعد رحيله على حياة عينيه وهو على فراش المرض فيطلب "المرحوم مؤقتاً" مداخلة تليفونية مع القناة ليؤكد أنه مازال حى يرزق فى "خيبة" إعلامية ثقيلة وقتها دفعت ثمنها هذه المذيعة باستبعادها ثم توفى بعدها بفترة قصيرة والمبكى المضحك اعتقاد الجمهور أنها إشاعة مرة أخرى فيرفض تصديقها والتفاعل معها!
حقيقى أن الواقعة تكررت بعد ذلك مع نجوم كثيرين حتى أصبحت "إيفيه" سخيف يستوجب محاكمة أصحابه ضرباً بالـ "قباقيب" كشجرة الدر ... إلا أنها وفى كل مرة ترتبط باسم "فريد شوقى"!
سر حياة "فريد شوقى" كانت فى الجملة التى صنعها بعبقريته دون أن يدرى فامتدت لأجيال ترددها وتستشهد بها ... فإذا بحثت حولك وبين أحداثك ستجد أشخاصاً كثيرين "عاملين فيها ناس كتير" ولكنك مؤكد ستجد بينهم ومنهم وربما أنت شخصياً ........"عامل لى فيها فريد شوقى".