المصريون المغتربون يحتفلون بـ«شم الفسيخ» على ساحل الخليج العربى

كتب: الكويت - «أ.ش.أ»

المصريون المغتربون يحتفلون بـ«شم الفسيخ» على ساحل الخليج العربى

المصريون المغتربون يحتفلون بـ«شم الفسيخ» على ساحل الخليج العربى

الغربة لم تفصلهم عن وطنهم، أو تنسيهم عاداتهم التى دأبوا على ممارستها طوال عقود من الزمن فى مصر، فمع حلول أعياد الربيع، لجأت قطاعات عريضة من الجالية المصرية المقيمة فى الكويت إلى ساحل الخليج العربى والحدائق العامة للاحتفال، وبالطبع ليس بمعزل عن أكل الفسيخ والرنجة، أساس الاحتفال فى شم النسيم.

صباح اليوم باكراً، بدأ المصريون فى التوافد على شواطئ الخليج العربى بالكويت، خاصة بمنطقة «الفحاحيل»، التى يوجد بها سوق كبيرة للأسماك، يعمل بها عدد ليس بقليل من السماكين المصريين، حاملين أمتعتهم وبرفقتهم أطفالهم، ولم تنسَ السيدات إحضار البيض الملون، لتناول طعام الإفطار برفقة أطفالهن، فيما سيلحق بهم الأزواج، عقب انتهاء فترات العمل الرسمية، لتناول «الرنجة والفسيخ».

{long_qoute_1}

الدكتورة منال البغدادى، تحرص كل عام على اصطحاب أطفالها إلى الشاطئ فى يوم شم النسيم، لربطهم بالعادات المصرية، مشيرة إلى أن الكثير من الأسر المصرية المقيمة فى الكويت، تنظم رحلات جماعية فى ذلك اليوم، للاحتفال مع بعضهم البعض.

وقالت «أم أحمد» إنها تقوم بإيقاظ طفليها، صباحاً، لمساعدتها فى إعداد البيض وتلوينه، ثم تصطحبهما إلى الحديقة لتناول الإفطار لغرس العادات المصرية فى قلوبهما، خاصة أنهما وُلدا فى الكويت؛ حيث تعيش ووالدهما منذ نحو 15 عاماً.

وفى زيارة إلى سوق الأسماك بمنطقة «الفحاحيل»، قال عم مرجان، أحد أقدم المصريين العاملين فى السوق، إن عدداً كبيراً من المصريين فى الكويت، يحرصون على توصيته على إعداد الفسيخ خصيصاً لهم، لأنه غير متعارف عليه لدى الكويتيين.

وأضاف أنه يتلقى طلبات زبائنه سنوياً قبل حلول شم النسيم بنحو ثلاثة أسابيع؛ حيث يقوم باختيار أسماك البورى الكبيرة ويبدأ فى تمليحها قبل موعد الاحتفال بنحو 17 يوماً، ثم يأتى زبائنه إليه عشية يوم شم النسيم لتسلم طلبياتهم.

وقال حمدى الشرقاوى، أحد العاملين فى سوق السمك، إن سعر الفسيخ يتم تحديده وفقاً لسعر السمك البورى وقت الاحتفال، مشيراً إلى أن السعر هذا العام يتراوح ما بين 6 و7 دنانير كويتية، بما يوازى نحو 360 إلى 420 جنيهاً للكيلو الواحد.

وارتبط عيد الربيع وشم النسيم فى مصر بالكثير من الأساطير الفرعونية، واكتسب الكثير من العادات والطقوس المصرية القديمة التى تعود للعصر الفرعونى؛ حيث نقل المصريون والعالم الكثير من طقوس ذلك اليوم، من خلال ما تركه الفراعنة من نقوش ورسوم على مقابر ومعابد الأقصر، والجيزة، وأسوان، وقنا، وسوهاج.

واعتبر الفراعنة شم النسيم عيداً دينياً أيضاً، ومناسبة للتقرب للآلهة من خلال تقديم القرابين التى كانت تتكون من سمك مملح، وخس، وبصل، وملانة، وهى الأطعمة التى ارتبطت بذلك اليوم فى الماضى والحاضر؛ إذ ارتبطت بعض تلك الأطعمة مثل الخس والبصل، بالإله «مين»، وهو إله التناسل بحسب اعتقاد قدماء المصريين.


مواضيع متعلقة