خبراء: العقوبات الأمريكية الجديدة على روسيا تطور نحو الأسوأ

خبراء: العقوبات الأمريكية الجديدة على روسيا تطور نحو الأسوأ
- روسيا
- الجاسوس الروسي
- أمريكا
- عقوبات أمريكية على روسيا
- روسيا
- الجاسوس الروسي
- أمريكا
- عقوبات أمريكية على روسيا
في خطوة تصعيدية جديدة في قضية الجاسوس الروسي بين الولايات المتحدة وروسيا، أعلنت وزارة المالية الأمريكية، أمس، فرض عقوبات ضد مسؤولين في الدولة الروسية ورجال أعمال روس وشركات، بينهم سكرتير مجلس الأمن الروسي ومدير الاستخبارات الخارجية ووزير الداخلية، إضافة لرئيس الإدارة العسكرية للحرس الوطني الروسي، وشملت العقوبات 38 شخصية، بين مسؤول ورجل أعمال روسي وشركات.
ووصف ممثل الخارجية الأمريكية عقوبات بلاده الجديدة بـ"مثابة إشارة لروسيا، وأن واشنطن لا ترغب في قطع الحوار".
وقال الدكتور محمد فراج أبو النور، الكاتب والمحلل السياسي والخبير في الشأن الروسي، إن العقوبات الأمريكية لا تمثل تطورا نوعيا خاصا، وإن كانت تمثل تطورا نحو الأسوء، خاصة أن عدد الشخصيات المهمة والشركات الروسية التي وقع عليها العقوبات كبير، رغم أن قضية الجاسوس الروسي من أساسها لم يتم تقديم أي أدلة تدين روسيا بشأنها حتى الآن، حسب قوله.
وأضاف أبوالنور، في حديثه لـ"الوطن"، أن روسيا تطالب طوال الوقت بتقديم أدلة أوعينة من الغاز السام المستخدم أو بإشراكها في التحقيقات لكن بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا يرفضون، ما يشير الى أن القضية برمتها يمكن أن تكون مصطعنة، لأن روسيا أكدت مرارا أن عشرات الدول تنتج هذه المادة التي يقال إن الجاسوس الروسي سكريبال وابنته سُمما بها.
وتساءل الخبير في الشأن الروسي عن كيفية توجيه اتهام لموسكو بأنها استخدمت هذه المادة دون تقديم ما يثبت أن روسيا هي بلد المنشأ، مضيفا: "تختلف طريقة تصنيع هذه المادة من دولة لأخرى، حتى أن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لم تستجب لرغبة موسكو في المشاركة في التحقيق، رغم أنه حق أكيد لها يضمن نزاهة التحقيق الذي تشارك فيه بريطانيا وفرنسا"، حسب قوله.
ويرى أبوالنور أن هذه القضية ارتبطت من حيث التوقيت بإعلان الرئيس الروسي بوتين عن أسلحة حديثة تبطل عمل الدرع الصاروخية التي بذلت واشنطن وحزب الأطلنطي جهدا ووقتا كبيرين ومئات المليارات من الدولارات لإنشائها، بهدف قصف روسيا وإلغاء إمكانية توجيه رد على أي ضربة أمريكية أو أطلسية (نووية) لها.
وتابع: من ناحية أخرى، فإن روسيا حققت انتصارات كبيرة في سوريا والشرق الأوسط، كما فشلت الضغوط الغربية في دفعها إلى تغيير سياستها بخصوص أزمة القرم، ما دفع الغرب وفي المقدمة بالطبع الولايات المتحدة وبريطانيا، إلى شن حملة جديدة عليها في محاولة لإضعافها.
من جانبه، يرى شريف أبوالفضل الباحث في شؤون العلاقات الأوروبية، أن العقوبات الأمريكية الأخيرة على روسيا تأتي على خلفية اتهام واشنطن لموسكو بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2016، وشملت هذه العقوبات نخبة من رجال الأعمال الروس المرتبطين بشكل أو بآخر بالكرملين وهي حلقة ضمن سلسلة عقوبات أمريكية موجهة لروسيا كان أخرها في 15 مارس الماضي.
وأضاف أبوالفضل، لـ"الوطن"، أن الخلافات بين واشنطن وموسكو بشأن الأزمة الأوكرانية والملف السوري، أيضا أسهمت في تفاقم وتصعيد الأزمة، ومن هنا الولايات المتحدة استغلت أزمة تسميم الجاسوس المزدوج سكريبال كذريعة لتحريض دول الغرب لطرد الدبلوماسيين الروس من أجل الضغط على موسكو، وطرد 60 دبلوماسيا وإغلاق القنصلية الروسية في سياتل، وهي خطوات لم تفعلها حتى بريطانيا المعنية بشكل مباشر بالأزمة.