الأقباط يحتفلون بـ«خميس العهد» وسط إجراءات أمنية مشددة

كتب: مصطفى رحومة

الأقباط يحتفلون بـ«خميس العهد» وسط إجراءات أمنية مشددة

الأقباط يحتفلون بـ«خميس العهد» وسط إجراءات أمنية مشددة

احتفل الأقباط الأرثوذكس، اليوم، بـ«خميس العهد» أو «خميس الأسرار» أو «الخميس المقدّس»، الذى شهد العشاء الأخير للمسيح، وغسل المسيح فيه أرجل تلاميذه ووعظ فيهم بأن يحبوا بعضهم البعض كما أحبهم، وترك لهم وصيته.. وحسب الاعتقاد المسيحى، كشف المسيح للأقباط سر «التناول»، خلال ذلك اليوم، وشهد إقامة أول قداس مع تلاميذه، وتناولوا فيه معاً خبزاً وشراباً.

وشهدت الكنائس تشديدات أمنية كبيرة خشية وقوع أى أعمال إرهابية، وتعزيزات أمنية مكثفة، وشملت التعزيزات الأمنية تمشيط الشوارع الجانبية فى محيط الكنائس، والتنبيه على الأقباط بعدم التجمع أمام الكنائس بعد الاحتفالات والانصراف الفورى، وعدم ترك سيارات بالقرب من أسوار الكنائس، وسرعة إبلاغ الأمن لدى مشاهدة أى جسم غريب دون العبث به، وعدم حمل ألعاب نارية أو شماريخ أو محدثات صوت أثناء الدخول للكنائس، ووضع الأبواب الإلكترونية بالكنائس خارج أبوابها، وزيادة عدد أفراد الخدمات الأمنية المعينة لتأمين الكنائس، ووجود حرم آمن حول كل كنيسة، ونشر الصدادات الحديدية بمحيطها، والتأكد من هوية كل الأشخاص الداخلين للكنائس، ووجود خدمات من الشرطة النسائية، بكل كنيسة، لتفتيش السيدات.

وترأس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، صلاة طقس «خميس العهد» بدير مارمينا العجايبى بصحراء مريوط؛ بمشاركة الأنبا كيرلس أفامينا، أسقف ورئيس دير مارمينا بمريوط، واﻷنبا أيلاريون، أسقف عام كنائس قطاع غرب الإسكندرية، والأنبا ثيئودوسيوس، أسقف وسط الجيزة، وعدد من رهبان الدير.

{long_qoute_1}

وحرص الكهنة فى الكنائس، اليوم، على تقليد المسيح بغسل أرجل المُصلين ورشهم بالزيت، ومسح البابا أرجل الأساقفة المشاركين معه فى القداس، بـ«قطنة»، تقليداً لغسل الأرجل.

وألقى البابا عظة، خلال القداس، أكد فيها أن التواضع هو أهم درس نتعلمه من الاحتفال بيوم خميس العهد، مستعرضاً بالشرح طقس الصلاة فى هذا اليوم، من خلال تتبع ما قام به المسيح مع التلاميذ فيه، حيث قام بغسل أرجلهم، وتحدث معهم عن طريق الآلام التى سيخوضها، وصلى معهم الصلاة الختامية، قبيل أن يخون أحد تلاميذه الأمانة ويُسلمه.

وأضاف البابا أن المسيح فى هذا اليوم وضع خريطة العهد الجديد، الذى يعيش فيه الإنسان.

وتابع البابا، فى كلمته التى حملت عنوان: «خمس بنود للعهد الجديد بخميس العهد»، أنه فى هذا اليوم فى التاريخ صنع المسيح أربعة أفعال: «أولها الصلاة والفصح اليهودى، ثم غسل الأرجل على غير العادة، ولم يكن هذا الأمر معروفاً، ثم الأمر الثالث هو تأسيس سر الأفخارستيا (التناول)، وأخذ خبزاً وقال (هذا هو جسدى)، وأخذ كأساً وقال (هذا هو دمى)، والأمر الرابع تحدث مع تلاميذه بما يسمى بحديث العلية فى الطريق حتى وصل قريباً من البستان الذى سيُصلب فيه، وهناك صلى صلاة وداعية أو صلاة الشفعية أو ما يسمى بالصلاة الختامية».

وأضاف البابا أن العهد الجديد الذى تركه المسيح للأقباط فى خميس العهد هو: «الاتضاع، والتوبة، وسر الأفخارستيا (التناول)، الصلاة، الإنجيل»، مشيراً إلى أنه فى خميس العهد تم إقامة أول قداس فى تاريخ المسيحية.

وعاودت الكنائس الأرثوذكسية رفع البخور وإقامة قداسات الصلاة الإلهية، بعد توقف استمر 3 أيام، خلال أيام ما يعرف بـ«البصخة المقدسة» التى بدأت الاثنين وانتهت أمس، ضمن ما يعرف بـ«أسبوع الآلام»، وهى الأيام التى يُمنع فيها البخور ولا يصلى على الأموات فى الكنيسة، لكون الأسبوع خاصاً بتذكر آلام المسيح وموته.

ومنعت الكنيسة الأرثوذكسية، القبلات الطقسية، اعتباراً من اليوم وحتى الغد، استنكاراً لـ«قبلة يهوذا للمسيح» التى كانت العلامة المتفق عليها لتسليم المسيح إلى اليهود ومحاكمته بتهمة «التجديف» أو ازدراء المقدسات.

ويعقب «خميس العهد»، «الجمعة العظيمة»، أو «الحزينة» التى يحتفل بها الأقباط غدًا، وتمتد صلواتها فى الكنائس من السادسة صباحاً وحتى الخامسة مساءً، وفقاً للاعتقاد المسيحى، ومن المقرر أن يترأس البابا صلواتها بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، كعادته السنوية، ويستمر صوم الأقباط الانقطاعى (دون طعام أو ماء) من الساعة الثانية عشرة مساء الخميس، وحتى الخامسة من مساء الجمعة.

ويترأس صباح غدًا الدكتور القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، صلوات الجمعة العظيمة بالكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة، بالاشتراك مع القس يوسف سمير ورعاة الكنيسة وفريق الترانيم.

و«الجمعة العظيمة» أو «جمعة الآلام» أو «جمعة الصلبوت»، وفقاً للعقيدة المسيحية، هى يوم صلب ودفن فيه المسيح وهو يوم الجمعة الذى يسبق عيد القيامة المجيد، وتستمر صلوات الكنيسة طوال اليوم دون توقف، ويرتدى الشمامسة الزى الجنائزى مرددين الألحان الحزينة.

ويحتفل الأقباط، بعد غد، بـ«سبت النور»، أو «سبت الفرح»، وهو كلمة اصطلاحية أخذت أبعادها من شعلة نار تنطلق من كنيسة القيامة بالقدس، المكان الذى وُضع فيه جسد المسيح بعد صلبه 3 أيام، قبل قيامته، حسب الاعتقاد المسيحى.

ويستقبل البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، صباح السبت، المهنئين بعيد القيامة بالمقر البابوى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، حيث من المتوقع توافد عدد من الوزراء والمسئولين.

وتقيم الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية والأسقفية قداسات عيد القيامة، مساء السبت، بحضور مندوب عن الرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث يترأس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس العيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، فيما يترأس الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الكنيسة الكاثوليكية، قداس العيد، بكاتدرائية السيدة العذراء بمدينة نصر، ويترأس القس الدكتور أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية، احتفال الطائفة بالعيد بالكنيسة الإنجيلية فى مصر الجديدة، ويترأس المطران منير حنا، رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية فى مصر وشمال أفريقيا والقرن الأفريقى، احتفال عيد القيامة بكاتدرائية جميع القديسين، بحضور عدد من الشخصيات العامة والمسئولين ورجال الدولة وممثلى بعض السفارات.


مواضيع متعلقة