خبراء سياحة: مصر لا تزال بعيدة عن المنافسة الدولية رغم تعدد الأنشطة والفعاليات المهمة

07:43 م | الخميس 05 أبريل 2018

باتت سياحة المهرجانات من الأنماط السياحية التى تجذب السائحين وتسهم فى شهرة المدينة المقام بها المهرجان، ففى وقت كانت فيه مدينة كان الفرنسية مجرد قرية صغيرة قبل 70 عاماً أصبحت بعد تنظيمها لمهرجان كان السينمائى من أهم المدن العالمية حيث تسلط عليها الأضواء خلال مايو من كل عام أثناء إقامة هذا المهرجان، لكن خبراء السياحة يرون أن مصر لا تزال بعيدة عن المنافسة فى هذا المجال رغم امتلاكها أجندة سياحية تشمل عدداً من المهرجانات المحلية والدولية.

وقال أحمد شكرى، رئيس قطاع السياحة الدولية السابق بهيئة التنشيط السياحى، إحدى الهيئات التابعة لوزارة السياحة، إن الهيئة لديها أجندة كاملة لسياحة المهرجانات ذات تواريخ محددة، وأضاف أن هذا النمط السياحى يستخدم فى توضيح شخصية الدولة وتحسين الصورة الذهنية لمصر عن طريق إقامة عدد من الفعاليات، يكون لها مردود عالمى وتؤدى إلى رفع كفاءة الأماكن التى تقام بها تلك المهرجانات وتنميتها سياحياً ووضع العديد من المدن على خارطة السياحة المصرية، فضلاً عن جذب أعداد كبيرة من السائحين.

وأضاف لـ«الوطن» أن سياحة المهرجانات من الأنماط غير المكلفة مالياً حيث غالباً ما يكون لها عدة رعاة، كما أنها تتمتع بحضور كبير من الجمهور ووسائل الأعلام المختلفة، وأشار إلى أن مصر تنظم عدة فعاليات محلية ودولية حيث تستضيف عدداً من البطولات العالمية الكبرى كبطولة الزوارق السريعة ورالى الفراعنة، وبعض البطولات الدولية مثل بطولة برلين المفتوحة للتنس ونهائيات بطولات الجولف، بجانب عدد من الأحداث الفنية فى مقدمتها مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، ومهرجانات السينما الأفروآسيوية وفعالية الهند على ضفاف النيل ومهرجان الجونة السياحى ومعرض القاهرة الدولى للكتاب، وأوبرا عايدة، ومهرجان القاهرة الدولى للأغنية الشعبية، ومهرجان السياحة والتسوق، والمهرجان الدولى للأفلام التسجيلية، ومهرجان الإسماعيلية للفنون الشعبية، والمهرجان الدولى للمسرح التجريبى، ومهرجان عيد وفاء النيل، ومهرجان يوم السياحة العالمى، ومهرجان تعامد الشمس على معبد أبوسمبل، والاحتفال السنوى لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون بالأقصر، لافتاً إلى أن تلك الأحداث تجذب أعداداً كبيرة من السياح، كما أنها تمثل فرصة جيدة لتسويق اسم مصر سياحياً.

{long_qoute_1}

وأشار إلى أن سياحة المهرجانات بمصر ليست من الأنماط الرئيسية لجذب السياح، حيث تعتمد مصر فى جذب السياح على السياحة الشاطئية بنسبة 80% و15% للسياحة الثقافية وباقى الأنماط تمثل نحو 5%، لافتاً إلى أن مدينة كان الفرنسية ومدينة لاس فيجاس الأمريكية ومدينة فيرونا الإيطالية ومدينة سيدنى الأسترالية وإمارة دبى من أهم المقاصد العالمية التى تجذب السياح من خلال المهرجانات التى تمثل مورداً رئيسياً للدخل بهذه الدول.

من جهته، قال إلهامى الزيات، رئيس اتحاد الغرف السياحية السابق، إن مصر ليست من الدول التى تحظى بها سياحة المهرجانات بالقدر الكافى من الاهتمام، كما أن أغلب المهرجانات التى يتم تنظيمها تتخذ الطابع المحلى، حيث إن أغلب ضيوفها يكونون من المصريين، وأوضح أن الدول تستخدم المهرجانات فى الأوقات التى لا توجد بها حركة سياحية كبيرة وذلك لإحداث انتعاشة سياحية، فمثلاً ألمانيا تنظم مهرجان برلين السينمائى خلال شهر مارس من كل عام وهو الشهر التى تقل فيه نسبة حركة السياحة بألمانيا، مشيراً إلى أن 500 ألف سائح حضروا المهرجان هذا العام.

وأكد أن المهرجانات كانت سبباً فى شهرة عدد من المدن مثل مدينة كان الفرنسية التى كانت مجرد قرية فقيرة قبل إقامة مهرجان فيها، لافتاً إلى أن الفنادق والمطاعم بمدينة كان يتم حجزها قبل إقامة المهرجان بعام على الأقل، مشيراً إلى أن أنظار العالم كله تتجه إلى مدينة كان فى شهر مايو من كل عام بفضل المهرجان وهو ما ينعش السياحة بفرنسا عامة خلال فترة إقامة المهرجان. وأشار إلى أن مدينة فيرونا الإيطالية أقامت العام الماضى خلال فصل الصيف 17 عرضاً لمهرجان أوبرا عايدة وهو ما جذب آلاف السائحين لحضور تلك العروض، كما أن المهرجان الفنى بمدينة سالزبورج النمساوية الذى يقام خلال شهر يوليو من كل عام يجذب مئات الآلاف لزيارة مدينة الملح سنوياً وهو ذات الحال الذى يجعل مدينة ريو دى جانيرو البرازيلية خلال شهر فبراير من كل عام قبلة للسياح من مختلف دول العالم لحضور الكرنفال الخاص بها.

وأشار إلى أن سياحة المهرجانات مهمة جداً لتنمية الإيرادات السياحية ويعد روادها من ذوى الأنفاق المرتفع، كما أن المدينة التى يقام بها المهرجان تشهد انتعاشة سياحية كبيرة.