محمد سعفان.. صانع صناديق الموتى للأقباط: «عريس بنتى طفش»

كتب: سلمى سمير

محمد سعفان.. صانع صناديق الموتى للأقباط: «عريس بنتى طفش»

محمد سعفان.. صانع صناديق الموتى للأقباط: «عريس بنتى طفش»

خبرته فى معرفة مبادئ اللغة الإنجليزية ساعدته ليطور من المهنة، لم يقتصر فى عمله على نقل الموتى المصريين فقط إلى مثواهم الأخير، ولكن الأجانب أيضاً، بعد انتهائه من دراسة الدبلوم قرّر محمد سعفان، أن يخرج من إطار البحث عن وظيفة روتينية كغيره من الشباب، واتّجه إلى العمل فى مجال تصنيع صناديق الموتى، وتحديداً الأقباط، والتفنّن فى عمل الديكورات الخاصة بها وزخرفتها. مهنة لم يتوقع العمل بها يوماً، لكن لم يجد غيرها بمؤهله المتوسط: «كنت باقعد أيام ألون فى الصناديق وأزخرفها، وماكنتش بازهق، كنت باحب أعمل حاجة تليق بالميت».

يتذكر «سعفان» فى بداية عمله بالمهنة منذ 25 عاماً الكثير من المخاوف التى كانت تحاصره: «كنت باخاف جداً، فاكر أول مرة أنقل فيها جثة للصعيد، ومشاعرى وأنا ب،كفن وأغسل لأول مرة، كنت هايب الموقف جداً، ورجعت فى العربية لوحدى والصناديق فاضية، مع كل هزة كانت بتحصل فيهم كنت باترعب وأفتكر أن فيه عفريت، وعلشان أتخلص من الأصوات دى كنت باعلى صوت الكاسيت». ورغم الربح الكبير الذى يُحقّقه «محمد» من خلال عمله فى «كار الحانوتية» إلا أن المهنة لم تعجب أبناءه: «عيالى مش بيحبوا الشغلانة بتاعتى، ولا بيقولوا لحد عليها، كلهم متعلمين، ومعاهم شهادات». لم يسلم «محمد» من نظرة التشاؤم المترسّخة لدى أبنائه من وظيفته: «كانوا دايماً عايزين أغير شغلانتى، ولما كنت باضطر إنى أرجع بعربية الشغل كنت باحاول أركنها بعيد علشان كانوا بيخافوا».

{long_qoute_1}

أثرت مهنة «محمد» على حياته الاجتماعية إلى حد ما، خصوصاً عند زواج أبنائه، حيث اضطر إلى أن يفسخ خطبة ابنه فى المرة الأولى: «بنتى كان جاى لها عريس، ولما عرف وظيفتى رفض إنه يكمل، فبقيت باخبى الموضوع عن أى حد يتقدم لعيالى لحد ما جوزتهم».

عمل «محمد» فى دفن الموتى الأجانب والجنسيات العربية، وهذا هو السبب وراء ربحه الكبير واستمراره فى مزاولة العمل بالمهنة، رغم عدم حب أهله لها: «شغل الجنسيات الأجنبية بيكسب جداً، أقل دخل فى الشهر الواحد ممكن يوصل لـ5 آلاف جنيه». وبعد الرحلة الطويلة التى عاشها فى تشييع الجنازات يصف حالته بأنه أصبح -على حد وصفه- «دمه زفر»: «يعنى مش باخاف من أى حاجة، مرة حصل لى موقف، كان فيه طيارة وقعت وفيها 5 أجانب جثثهم اتحرقت، نقلتهم بالعربية لوحدى، وكمان بيّت معاهم 6 ساعات من غير أى خوف».


مواضيع متعلقة