محافظ سوهاج ينقل موقف سيارات أخميم فوق معبد رمسيس الثانى

08:52 م | الأحد 01 أبريل 2018

فى واقعة أثارت استنكاراً واسعاً لدى الأثريين وأهالى مدينة أخميم، أصدر محافظ سوهاج، الدكتور أيمن عبدالمنعم، قراراً أمس بنقل موقف سيارات المدينة من أمام مركز الشرطة إلى المنطقة الأثرية بمنطقة «الكوم»، التى يقع أسفلها معبد «رمسيس الثانى»، ويحده من الشرق باقى المعبد المكتشف، وهو عبارة عن فناء مفتوح به العديد من التماثيل الأثرية، منها تمثال «ميريت أمون»، ابنة الملك «رمسيس»، وهو أكبر تمثال مكتشف لسيدة من العصور الفرعونية.

وأثار قرار المحافظ استغراب واستنكار المسئولين فى الآثار وأهالى المنطقة، خاصةً أنه جاء بعد شهور قليلة من الكشف عن جزء من تمثال للملك «أمنحتب الثالث»، من الأسرة الـ18، أثناء عمليات إنشاء الموقف الجديد، فى يناير الماضى، حيث أصدر المحافظ قراراً، آنذاك، بوقف الأعمال فى الموقف الجديد، قبل أن يعود ويصدر قراره أمس بنقل السيارات إلى الموقف الجديد فى المنطقة الأثرية، تحت إشراف السكرتير العام المساعد للمحافظة، كمال شلبى.

وقبل نحو 3 شهور، عثر «محمود عبداللاه حسين»، 45 سنة، مقاول الإنشاءات بموقف سيارات أخميم الجديد، على جزء من تمثل أثرى عليه بعض النقوش الفرعونية، أثناء عملية حفر أساسات الموقف، وتم تشكيل لجنة لفحص القطعة الأثرية، أكدت أنها عبارة عن جزء من تمثال من الجرانيت الأسود للملك «أمنحتب الثالث»، عبارة عن قاعدة مستطيلة الشكل، ذات استدارة عند المقدمة، يبلغ ارتفاعها 66 سنتيمتراً، وعرضها 24 سنتيمتراً.

{long_qoute_1}

كما اتضح من المعاينة الأولية للجنة، التى ترأسها مدير عام آثار سوهاج السابق، جمال عبدالناصر، أن التمثال كان يقدم قدمه اليسرى للأمام، وهو التقليد المتبع فى تماثيل ملوك مصر القديمة، وتوجد أمام قدمه اليمنى مجموعة من الكتابات بالهيروغليفية، عبارة عن لقبى التتويج والميلاد، للملك «أمنحتب الثالث»، وقررت اللجنة نقل الجزء المكتشف من التمثال إلى المخزن المتحفى بسوهاج، تمهيداً لإجراء أعمال التنظيف والصيانة والترميم اللازمة له.

وفوجئ مسئولو الآثار بقرار المحافظ أمس، بنقل موقف السيارات من موقعه أمام مركز الشرطة، إلى مكانه الجديد بمنطقة «الكوم»، مشيراً فى بيان صحفى، إلى أنه تم توصيل المرافق إلى الموقع وتجهيزه، معتبراً أن «القرار يأتى فى إطار خطة المحافظة لإعادة الوجه الحضارى والتاريخى للمدينة الأثرية العريقة».

وأوضح مصدر مسئول بآثار سوهاج، طلب من «الوطن» عدم ذكر اسمه، أنه عقب العثور على القطعة الأثرية فى يناير الماضى، تم تشكيل لجنة لفحص مكان الموقف الجديد، وتبين عن طريق المسح الرادارى لهيئة المواد النووية لمنطقة معبد «رمسيس الثانى» أن المنطقة التى تم نقل الموقف إليها، «مليئة بالكنوز الأثرية»، الأمر الذى يشكل خطراً على المنطقة الأثرية بأخميم.

وأضاف المصدر نفسه أن المحافظ يسعى لحل مشكلة تكدس السيارات أمام مركز الشرطة، ولكن القرار يتسبب فى مشكلة أكبر، لخطورة الموقف على الآثار المدفونة فى باطن الأرض، مؤكداً أن القرار يتضمن مخالفة صريحة لقانون الآثار رقم 117 لسنة 1983، والمعدل برقم 3 لسنة 2010، الذى يعتبر جميع المناطق المحيطة بالمناطق الأثرية خاضعة لقانون حماية الآثار، ولا يجوز البناء عليها، إلا بعد الرجوع إلى وزير الآثار، والحصول على موافقة اللجنة الدائمة للآثار، وهو ما لم يحدث فى عملية نقل الموقف.

ومن جانبه، قال رئيس مدينة أخميم، محمود إمام، فى تصريحات لـ«الوطن»، إن النيابة العامة حفظت محضر العثور على القطعة الأثرية، بعدما اتضح أنها تم إلقاؤها فى مكان العثور عليها، مؤكداً أن المنطقة التى تم إنشاء الموقف بها لا توجد بها آثار، وإن كانت موجودة، فهى على عمق 23 متراً، موضحاً أن الموقف تم إنشاؤه بطريقة «الفك والتركيب»، ويمكن إخلاؤه فى أى وقت، كما أن الحمامات عبارة عن «كرفان»، ولا تشكل أى خطورة على الآثار، حال وجودها بالمكان.

أما مدير عام آثار سوهاج، فردريكا راسم، فأكدت أنها تسلمت عملها منذ 3 أيام فقط، ولم تطلع بعد على الملف الخاص بالعثور على قطعة أثرية فى موقع إنشاء الموقف الجديد بمدينة أخميم، كما أكدت أنها لم تتسلم أى مخاطبات من المحافظة بشأن عملية نقل الموقف إلى المنطقة الأثرية، وأنها ستقوم بدراسة الأمر.

ورداً على تساؤلات «الوطن»، قال مدير العلاقات العامة بديوان عام محافظة سوهاج، أحمد عبدالعظيم، إنه تم تشكيل لجنة من الآثار والإسكان ومجلس مدينة أخميم، لدراسة وضع موقف السيارات الجديد، وخلصت اللجنة فى تقريرها إلى أن الموقف لا يمثل خطورة على المنطقة الأثرية، وبناءً عليه صدر قرار المحافظ بنقل الموقف إلى موقعه الجديد.