"عمال ومدرسين ومتطوعين".. جنود مجهولة في مشهد الانتخابات الرئاسية

"عمال ومدرسين ومتطوعين".. جنود مجهولة في مشهد الانتخابات الرئاسية
- انتخابات 2018
- الانتخابات الرئاسية
- السيسي
- الهلال الأحمر
- مقرات الانتخابات
- انتخابات 2018
- الانتخابات الرئاسية
- السيسي
- الهلال الأحمر
- مقرات الانتخابات
تنظيف وتجهيز الفصول بما يناسب شكل اللجنة الانتخابية من وضع حيث مكاتب لجلوس رؤساء اللجان والمشرفين، ووضع الساتر الخاص بالاقتراع ومكان مخصص للحبر السري، إضافةً إلى بناء مظلات للناخبين لحمايتهم من حرارة الشمس.
استعدادات مختلفة شهدتها عدد من مدارس الجمهورية خلال الأيام الماضية، تمهيدًا لتحويل فصولها إلى مقار لجان انتخابية قبل انطلاق ماراثون الانتخابات الرئاسية، أنجزها عمال المدارس بمساعدة المدرسين، وأكمل المشهد التنظيمي مساعدات المتطوعين خارج أبواب اللجان للناخبين كلُ يعمل بدأب في نطاق تخصصه لرسم ملامح مشهد العملية الانتخابية بشكل يليق ببلادهم.
"الوطن" تواصلت مع عدد من عمال المدارس والمدرسين، "الجنود المجهولة" في تنظيم مقار التصويت لتستقبل حشود الناخبين، إضافةً إلى متطوعي الهلال الأحمر الذين انتشروا في محيط اللجان يجولون في الشوارع حاملين أدواتهم الطبية بحثًا عن أحد يحتاج مساعدة، في إطار الاستعدادات الخاصة بانتخابات الرئاسة والذين وصفوا المشهد بـ"ملحمة وطنية شاركت فيها أيادي جميع الفئات لرفع صورة مصر أمام العالم".
قبل نحو أسبوع من انطلاق الانتخابات الرئاسية، حرص عمال المدارس على الحضور مبكرًا من الثامنة صباحًا لتجهيز الفصول التي وقع الاختيار عليها لتصبح مقار انتخابية، من حيث الجدران والأرضيات ورفع الدسكات ووضع مكان الجلوس المخصص لرؤساء اللجان والمشرفين، وحسب قول محمد رجب، عامل في إحدى المدارس التابعة لمحافظة الجيزة، كان العمل متواصل على مدار الأيام الماضية ليلاً ونهارًا دون انقطاع.
رجب أضاف لـ"الوطن" أن غالبية العمال في المدرسة -رفض ذكر اسمها- كانوا يعملون باجتهاد لتخرج بالشكل اللائق لاستقبال رجال الجيش والشرطة والناخبين دون مقابل مادي.
وفي محافظة شمال سيناء، ومن داخل مدرسة سالم اليماني الابتدائية، كان العمال يعملون كخلايا نحل لا تقف دون كل أو تعب لأكثر من 12 ساعة يوميًا، على رأسهم مدير المدرسة سليمان نصر الله، يوجههم إلى المهام المكلفين بها.
وحسب قول سليمان سالم، أحد عمال المدرسة لـ"الوطن" "مواعيد العمل كانت من الساعة 8 الصبح لـ 12 بالليل بنسابق الزمن قبل الانتخابات لتجهيز المدرسة ما بين نظافة الأرض وإخلاء الفصول من مقاعد الطلاب وتنظيف فناء المدرسة وتزيين المدخل بالأعلام".
عماد اليماني، أحد سكان محافظة شمال سيناء ومن ملاك المدرسة نفسها، أكد لـ"الوطن" أن جميع الأهالي ساعدوا العمال في تجهيزات المدرسة، منهم من أحضر مراتب وبطاطين، ومنهم من أعطى لهم أجورًا من نفقتهم الخاصة، إلى جانب تقديم وجبات الطعام لهم لضيافتهم.
المشهد الانتخابي الذي ظهر في أيام التصويت الثلاثة لم يقتصر على ترتيب المدارس ونظافتها لاستقبال الناخبين فحسب، بل شكل متطوعو الهلال الأحمر المصري، دورًا أساسيًا في رسم ملامحه، من خلال مساعدة الناخبين في حال تعرض أحدهم للتعب بسبب المسافة أو حرارة الشمس.
170 فرقة من فرق التدخل أثناء الطوارئ بالهلال الأحمر، تضم كل واحدة منها نحو 5 أفراد تم توزيعهم على مستوى محافظات الجمهورية، كغرفة عمليات خاصة بالانتخابات، حرص أفرادها على تقديم المساعدة الطبية للناخبين أولاً بأول، حسب قول محمد محيي، مدير فرق التدخل أثناء الطوارئ بالهلال الأحمر المصري.
محيي أكد في حديثه لـ"الوطن" أن الفرق جميعها كانت تعمل بشكل تطوعي دون مقابل مادي مع بداية فتح اللجان وحتى غلقها، مقسمين إلى مجموعات كل مجموعة مكلفة بالتجول في نطاق مدارس منطقة سكنية معينة، يقدمون المساعدة دون تحيز لأي فصيل معين ولاعلاقة لهم بالشأن السياسين حسب تعبيره.
"شنطة" بداخلها مواد طبية تتمثل في قطن وشاش وأربطة ضاغطة وأدوية مسكنة إلى جانب زجاجات المياه، حملها متطوعو الهلال الأحمر أثناء العملية الانتخابية، يطوفون بها داخل اللجان الانتخابية وفي الشوارع المحيطة بها في المنطقة السكنية المكلفين بخدمتها، تتمثل مهمتهم في مساعدة الناخبين، بخاصةً كبار السن، والتدخل في حالة وقوع إصابات بسبب التزاحم على أبواب اللجنة، حسب قول محمد أبو رحاب، أحد الشباب المتطوعين من الهلال الأحمر لخدمة الناخبين في منطقة مصر الجديدة أثناء فترة الانتخابات الرئاسية.
وقسمت عدد ساعات عمل فرق الطوارئ على فترتين صباحية ومسائية، وحسب قول أبو رحاب لـ"الوطن" كل فرد مكلف بالتجول دون توقف في مقرات التصويت للبحث عن حالات تحتاج لإسعافات أولية، وكانت أغلب الإصابات تتمثل في الإرهاق الشديد في فترة الظهيرة بسبب حرارة الشمس، من جانب الناخبين ورجال الجيش والشرطة أيضًا، وقدمنا لهم المياه والعصائر وبعض المحاليل الجافة ليستيطعوا إكمال يومهم بكامل طاقتهم.
"قابلنا حوادث سير عادية بعيدة عن الناخبين واتدخلنا وقدمنا إسعافات أولية للمصابين"، هكذا أكد المتطوع بالهلال الأحمر أن مهمتهم لم تقتصر خلال الأيام الثلاثة للتصويت على الناخبين فقط، فهم مهمتهم وحسب تعبيره "إنسانية خالصة لمساعدة الجميع".