أنواع المنتمين إلى الإخوان (2)
- الحكم على الأشخاص
- السيرة النبوية
- العقل المصرى
- جماعة الإخوان
- فترة زمنية
- فى مصر
- أحداث
- أديب
- أزهر
- الحكم على الأشخاص
- السيرة النبوية
- العقل المصرى
- جماعة الإخوان
- فترة زمنية
- فى مصر
- أحداث
- أديب
- أزهر
قلت فى المقال السابق إن الإخوان خمسة أنواع؛ إخوانى تنظيمى، وإخوانى عامل، وإخوانى متعاطف، وإخوانى الموقف، وإخوانى الهوى، وقد علق البعض مساوياً بين الأنواع الخمسة، فاعتقد أن إخوانى الموقف والهوى يتساوى مع إخوانى التنظيم، وهذا غير صحيح، لأن إخوانى الموقف والهوى قد يكون من المبغضين جداً للإخوان وتصرفاتهم وفكرهم، فإخوانى الموقف مثلاً هو شخص لا ينتمى إلى الإخوان، بل ربما يجهر ببعض سلبياتهم، ولكنه فى المواقف الفاصلة العصيبة يتبنى موقف الجماعة، كما فى الانتخابات.
وأما إخوانى الهوى، موضوع مقال اليوم، فهو شخص لا ينتمى إلى الإخوان، وقد يبغضهم أيضاً، ولكن أفكاره وهواه وتصرفاته العملية نابعة من منهج الإخوان وتفكيرهم ونفسيتهم، ومن سمات إخوانى الهوى:
1- يركز على الأشخاص لا على الأفكار، فإن اختلف مع الفكر يترك الفكر ويذهب إلى الشخص تشويهاً وتحقيراً له.
2- يتعامل مع الأحداث بحماس طائش، فلا تريث ولا انضباط، بل الحماس الطائش والصياح فى كل قضية وموقف، ولا يصبر على القراءة المتأنية للموضوع من كافة جوانبه، بل ينتقل سريعاً من الحدث إلى نتيجة الحدث تاركاً التحليل والصبر والتأنى.
3- إخوانى الهوى يعشق التقاط السقطات هنا وهناك، فيكتفى بالحكم على الفيلم من لقطة، والحكم على الكتاب من صفحة، والحكم على الأشخاص من موقف.
هذا فيما يتعلق بطريقة التفكير، وأما فيما يتعلق بالأفكار فإن هناك خيطاً ناظماً بينه وبين نفسية الجماعة، وهذه بعض سمات هذا النوع:
1- إخوانى الهوى يقرأ السيرة النبوية ويفهمها بنفس طريقة ومنهج الإخوان، فالسيرة عنده هى مجموعة من الغزوات والمعارك والدماء والضرب والحماس والقتل والقتال والصدام مع العدو، والحروب والسيوف، وتأديب الكافرين، ويترك الفهم الصحيح للسيرة النبوية من أنها حضارة واكتشاف وبناء وعلم وعمارة وتطوير وإحياء ونهضة، فحين تجد شيخاً يشرح السيرة النبوية والغزوات على مدى سنة كاملة على الوجهة الأولى فهو إخوانى الهوى والتفكير والقراءة، حتى إن قال بعد كل درس إن جماعة الإخوان منحرفة.
2- إخوانى الهوى يؤمن بمسألة الخلافة، لا على فهمها الواقعى كنظام إدارى، لكن يؤمن بالخلافة وفق نفسية وهوى ومنهج الإخوان، حتى إن لم يكن إخوانياً.
3- الجاهلية عنده ليست فترة زمنية تاريخية ماضية، بل منهج ممتد قبل الإسلام وبعده، وعليه يجب على الناس أن تخرج من الجاهلية لتدخل فى الإسلام، ويترتب على هذا أيضاً أن المجتمع مبتدع وفاسق ويعادى الدين.
4- من سمات إخوانى الهوى إيمانه بأن الشريعة فى مصر غير مطبقة، وأن الدولة لا تقيم حداً للدين وتعاليمه، وتفتح المجال للفاسقين والمنحلين، وتكره الدين والمتدينين.
5- إخوانى الهوى تشبعت نفسيته بالتمرد والتفلت، فيرفض الجميع، وينشر روح التمرد والثورية على كل شىء، فالأزهر وعلماؤه عنده هم علماء السلطان، والقضاء مسيس، والحكام أعداء للدين، والإعلام فاسد، والتعليم متخلف، والمساجد يتحكم فيها الأمن، والنساء منحرفات، والفن ساقط، والشباب فاسق، والمعارضون خونة، والتراث رجعى، والصوفية مبتدعة، والأمة منحلة، والزنا منتشر، والربا عم، وهكذا، وهذا الشخص إخوانى فى هواه لا فى حقيقته.
تلك خمس سمات، ولو أردت الإطالة لأضفت إليها كثيراً، وقد يلتبس واحد بسمة منها ولا يتلبس بالأخرى، وليس من طريق لمعالجة ذلك إلا وجود رؤية لدى مؤسساتنا الدينية والتعليمية والثقافية، تلك الرؤية تشرح وتبين وتوضح معالم مكونات العقل المصرى وسماته وهواه ومزاجه الفكرى.