«الصحة» تدرس 3 خيارات لزيادة الإقبال على مبادرة «السيسى» لعلاج «فيروس سى» مجاناً
![أحد المواطنين أثناء سحب عينات تحليل فيروس سى](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/17777152481522009110.jpg)
أحد المواطنين أثناء سحب عينات تحليل فيروس سى
تدرس وزارة الصحة والسكان حالياً 3 خيارات لتطوير عمل مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى الهادفة للقضاء على «فيروس سى» فى مصر، لفحص المواطنين وعلاج المصابين منهم مجاناً خلال الفترة المقبلة، بدءاً من إمكانية نقل قوافل المبادرة المتمركزة فى المحافظات المختلفة إلى أماكن جديدة، أو بقاء القوافل فى أماكنها لفترة زمنية أخرى، أو إضافة عدد جديد من القوافل، لزيادة إقبال المواطنين عليها، حتى تتمكن من فحص 15 مليوناً بنهاية العام الحالى، وتعالج «المرضى» منهم مجاناً.
وتعمل «القوافل» فى 87 نقطة تمركز فى كافة محافظات الجمهورية، عدا محافظة شمال سيناء التى ستنضم للمبادرة فى مرحلة لاحقة، وتضم القوافل 4 عيادات طبية متنقلة، تبدأ من تسجيل المواطنين على النظام الإلكترونى الخاص بالمبادرة، حتى إجراء الفحوصات، وصرف الأدوية لهم بالمجان حتى اكتمال شفائهم تماماً.
وتستهدف «المبادرة» فحص 45 مليون شخص فى الشريحة العمرية بين 18 و60 عاماً لكونهم أكثر الفئات عرضة للإصابة بـ«فيروس سى» الذى يوصف بـ«المرض الصامت»، حيث يستغرق قرابة 25 عاماً من الإصابة حتى ظهور أعراضه، وحينها يكون تليف الكبد وصل لمراحل متأخرة للغاية.
ووصل عدد المترددين على «المبادرة»، منذ بدء أعمالها فى 13 فبراير الماضى حتى مساء أمس الأول، إلى 471 ألف مواطن، بمتوسط نحو 11 ألفاً و775 فرداً يترددون يومياً على «القوافل»، وهو رقم يسعى مسئولو «المبادرة» لزيادته بشكل كبير خلال المرحلة المقبلة، حسبما صرح الدكتور يحيى الشاذلى، المنسق العام للمبادرة لـ«الوطن». وتسجل قاعدة بيانات «المبادرة» نسبة إصابة بـ«الفيروس» تُقدر بـ5.3% من المفحوصين فى «القوافل»، بإجمالى 25 ألف مواطن، حتى مرور 40 يوماً على عمل «المبادرة» مساء أمس الأول، تم صرف العلاج بالمجان لـ10 آلاف منهم. ويتابع مسئولو رئاسة الجمهورية، والدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة والسكان، وأجهزة سيادية بالدولة، تطورات عمل «المبادرة» بشكل يومى، كما أفاد «منسق المبادرة»، مشيراً إلى أن اهتمام الدولة بنجاح عملهم كبير، ويتم العمل على تذليل أى عواقب تواجه عملهم.
مسئولو المبادرة يبحثون إمكانية نقل قوافل المبادرة أو بقائها فى أماكنها.. والقوافل تعمل فى 87 نقطة على مستوى كل المحافظات.. وانضمام «شمال سيناء» فى مرحلة لاحقة
وتعمل إدارة المعلومات بوزارة الصحة على تحليل معدلات التردد على «القوافل» المختلفة، والقوة السكنية لتلك المناطق، حسب الدكتورة سهير شومان، نائب المدير التنفيذى للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية.
وتوضح «شومان» لـ«الوطن» أن تحليل معدلات التردد سيتبعه إجراءات يتخذها مسئولو «المبادرة» حتى يصلوا إلى المواطنين المستهدفين خلال العام الحالى، موضحة أنها ستكون بين تغيير أماكن تمركزات «القوافل»، أو بقائها فى أماكنها، أو الدفع بقوافل إضافية.
وتضيف «شومان» أن هناك أناساً ما يزالون غير مقتنعين بجدية عمل القافلة، وآخرين لا يعرفون عنها، والبعض لا يعلم بمجانيتها، موضحة أنه سيتم العمل على تكثيف التوعية بـ«المبادرة» عبر وسائل الإعلام المختلفة، لجذب مزيد من المواطنين لـ«القوافل». وتؤكد نائب مدير «الفيروسات الكبدية» أن الوزارة ما تزال تفحص 6 فئات مجتمعية مع عمل «القوافل»، وهى طلبة الجامعات الجدد، حيث تجرى فحوصات «فيروس سى» مع الكشف الطبى عليهم، فضلاً عن نزلاء السجون، والمستشفيات، والمترددين على بنوك الدم، ومعامل الدم، والراغبين فى السفر للخارج.
وحسب نسبة المفحوصين خلال الـ40 يوماً الأولى من «المبادرة الرئاسية»، يتوقع مسئولو وزارة الصحة والسكان اكتشاف قرابة 2 مليون وربع المليون مريض لا يعلمون بإصابتهم بـ«فيروس سى»، ليتم إجراء الفحوصات، وصرف العلاج لهم مجاناً.
ورغم ارتفاع عدد شريحة المستهدفين بالمبادرة وتحمُّل الدولة تكلفة علاجهم فإن «الصحة» لم تستطع تشكيل حالة وعى مناسبة لدى المواطنين لكى يذهبوا للقوافل طواعية، لكى يطمئنوا على أنفسهم، حسبما يرى الدكتور محمد سيد أحمد، أستاذ علم الاجتماع فى «أكاديمية الشروق».
ويعتبر «أحمد» أن هناك 3 مراحل ينبغى على الدولة العمل عليها لجذب المواطنين: أولها تقديم المعلومات الكافية للمواطنين حول «فيروس سى»، ومدى إمكانية إصابتهم بالفيروس، وتعريفهم بالمبادرة، وأماكنها، ما سيؤدى للوصول للمرحلة الثانية، بتغيير سلوك المواطن، وتوجهه بنفسه إلى تلك «القوافل». ويقترح أستاذ «علم الاجتماع» استخدام وسائل التواصل الاجتماعى فى إطلاق حملات جاذبة للشريحة المستهدفة من الشباب للإقبال على «القوافل»، بالإضافة إلى استخدام الصحف والقنوات التليفزيونية من أجل جذب الشريحة العمرية الأكبر سناً، بما يحقق المستهدف النهائى من عمل «الحملة» على مدار السنوات الثلاث المقبلة، بإجمالى 45 مليون مواطن مستهدفين، حيث يُفحص 15 مليون شخص كل عام.