الخشت: البحث العلمي له دور كبير في مواجهة ودراسة ظاهرة التطرف والإهارب

كتب: أميرة فكري

الخشت: البحث العلمي له دور كبير في مواجهة ودراسة ظاهرة التطرف والإهارب

الخشت: البحث العلمي له دور كبير في مواجهة ودراسة ظاهرة التطرف والإهارب

انطلقت مساء اليوم الأحد فعاليات الجلسة الرابعة للمؤتمر القومي للبحث العلمي "إطلاق طاقات المصريين" والذي تنظمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي خلال الفترة من 24- 25 مارس الجاري، برعاية رئيس الجمهورية تحت عنوان "دور البحث العلمي في مجابهة التطرف والإرهاب"، وذلك بحضور مساعد رئيس الجمهورية للأمن والإرهاب والدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبرئاسة كلا من الدكتورة نادية زخاري وزير البحث العلمي الأسبق، والدكتور جمال الدين أبو المجد رئيس جامعة المنيا والدكتورة نوال الدجوي رئيس مجلس أمناء جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، لواء أسامة ياسين نائب رئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، بمركز المؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس بالقاهرة.

وخلال الجلسة أكد الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة، على أن البحث العلمي له دور كبير في مواجهة ودراسة ظاهرة التطرف والإهارب، مشيرًا إلى التحديات التي تواجهها مصر سواء في معركتها في مجال التنمية أو الإرهاب والتطرف، موضحًا أهمية دراسة ظاهرة الإرهاب من كافة النواحي الاجتماعية والنفسية من خلال دراسات متعمقة ودقيقة توقفنا على الحلول الجذرية للتصدي لهذه المشكلة الخطيرة.

وأضاف رئيس جامعة القاهرة أن مصر بحاجة إلى خطاب ديني متجدد يواكب المتغيرات العصرية الحالية، موضحًا أن كافة المحاولات التي تمت بهدف تجديد الخطاب الديني بعدت عن هدفها الأساسي ولجأت إلى المنظومة التفسيرية التي أنتجتها العصور القديمة وجعلوها مرجعية دينية، لافتًا إلى أن أحد الأسباب التي أسهمت في نمو ظاهرة التطرف هو الخلط بين الإسلام والموروثات الاجتماعية والخلط بين الإسلام والتراث، والخلط بين قطعي الدلالة وظني الدلالة.

وأكد رئيس جامعة القاهرة على أهمية تبني أسلوب جديد في التفكير لمواجهة ظاهرة التطرف والإرهاب يعتمد على تفكيك هذه الظاهرة من خلال نقد العقل المغلق ونقد العقل النقدي والتمييز بين المقدس والبشري، بالإضافة إلى نقد الرؤية الأحادية للإسلام وإزاحة كل المرجعيات الوهمية والعناصر الميتة، مشيرًا إلى أهمية تأسيس خطاب ديني يعتمد على تغيير طرق تفكير المسلمين وتطوير علوم الدين وتغيير رؤية العالم.

ومن جانبه استعرض الدكتور هشام مخلوف ممثل أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا مفهوم التطرف، وتجارب ودراسات الدول في مواجهة هذه الظاهرة، وحاجة مصر إلى إستراتيجية واضحة المعالم والأهداف في مواجهة التطرف والإهارب.

وأكد مخلوف أن ظاهرة التطرف والإرهاب أصبحت الآن تشغل كافة المجتمعات في العالم، مرجعًا نشأة هذه الظاهرة إلى أيدلوجيات وعوامل نفسية واجتماعية وتاريخية واقتصادية يتعرض لها كل مجتمع، فضلا عن غياب دور المدارس في توعية النشء، وضعف دور الأسرة في تربية ومتابعة الأطفال، وضعف الدور الإعلامي في توعية النش وإظهار الصورة الصحيحة للدين، وانتشار الفقر والأمية والمناطق العشوائية، وقلة الدراسات التي ترصد مستوى التطرف الفكري للشباب.

وأشار مخلوف إلى أن العالم يقدر خطورة الإرهاب خاصة في الوقت الراهن، مشيرًا إلى أن هناك إرادة قوية لدى المجتمع الدولى لمواجهة الإرهاب تتجلى في الخطط والإستراتيجيات التي دائما ما تنادي الأمم المتحدة بضرورة تنفيذها.

وطالب مخلوف بضرورة وضع إستراتيجية تتبنى رؤية واضحة تقوم على إعلاء قيم التقدم ونبذ العنف والتطرف بكافة صوره، ونشر قيم التسامح واحترام الآخر، داعيًا إلى ضرورة تبني سياسات ثقافية ليبرابية والعمل على مواجهة العوامل والأسباب المادية التي تسهم في ظهور التطرف، وإصلاح الفكر الديني، وتفعيل الإستراتيجية العربية لمواجهة التطرف، وإعادة تشكيل المناخ التعليمي.

ومن جانبه أكد الدكتور عدلي أنيس سليمان أستاذ الجغرافية بكلية الآداب جامعة القاهرة على أن الإرهاب ظاهرة عالمية تستنزف القدرات الاقتصادية والبشرية للمجتمعات، مشيرًا الى أن سنة 2017 شهدت وحدها تنفيذ 1231 عملية إرهابية خلفت وراءها ما يقرب من 8000 شخص ما بين قتيل وشهيد، موضحًا أن مصر تقود حربا شاملة على الإرهاب وأهله.

وأشار عدلي إلى دور الجغرافية الهام في مواجهة الإرهاب من خلال استخدام التقنيات الجغرافية الحديثة التي توضح أماكن ارتكاز وتجمعات الإرهاب، مشيرًا إلى أن هذه المعلومات تسهم في دعم الخطط الأمنية للقوات المسلحة والشرطة خلال حربها على الإرهاب.

وأكد عدلي على أهمية وجود فريق لإدارة الازمات سواء على المستوى الإعلامي أو التسويقي، مشيرًا إلى أهمية قيام الإعلام بمراقبة الإعلام العالمي والرد على كافة الحقائق أو الادعاءات التي يدعيها البعض بهدف تضخيم الأحداث في مصر، وكذا تقديم النصح لوسائل الإعلام الداخلية، فضلا عن أهمية عرض الأفلام السياحية عن مصر من خلال القنوات الأجنبية.

ومن جانبها أكدت رئيسة مجلة نور للأطفال على دور الأعمال الكرتونية التي تسهم في تقديم الثقافة العلمية للطفل، مشيرة إلى صور التعاون الناجحة بين الأزهر الشريف وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا من خلال إنتاج مسلسل الأزهر الذي قدم تاريخ إنشاء هذه المؤسسة الدينية العريقة، وعلماؤه ومنهجه الوسطي، فضلا عن إنتاج مسلسل نور وبوابة التاريخ، مؤكدة أهمية استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم ونشر الثقافة ومحاربة الفكر المتطرف والأفكار المتشددة، مطالبة بضرورة إنشاء العديد من القنوات التي تخاطب الأطفال وتقدم لهم المعلومة الصحيحة عن مصر ودينها الوسطي، موضحة أن عدد قنوات الأطفال في أوروبا يفوق ما هو موجود في العالم العربي.

ومن جانبه أكد الدكتور فتحي الشرقاوي نائب رئيس جامعة عين شمس، على أهمية التفريق بين كافة أنواع التطرف وصوره، مشيرًا إلى أن كل نوع يحتاج منا إلى مواجهة خاصة سواء على المستوى الفكري أو الأمني، مؤكدا على ضرورة الاهتمام بطلاب الجامعات وتحصينهم ضد جذبهم واستغلالهم لصالح الجهات التي تتبنى الأفكار المتطرفة والإرهابية، وذلك من خلال حث الطلاب على المشاركة في كافة الأنشطة الفنية والرياضية التي تقدمها الجامعات لطلابها، موضحًا أن هذه الأنشطة تسهم بوضوح في بناء شخصية الطلاب المتكاملة.


مواضيع متعلقة