«شلبى»: الشعب المصرى ملّ من المقاطعة والسلبية ويسعى لتأكيد أنه رقم أساسى فى المعادلة السياسية

كتب: سلمان إسماعيل

«شلبى»: الشعب المصرى ملّ من المقاطعة والسلبية ويسعى لتأكيد أنه رقم أساسى فى المعادلة السياسية

«شلبى»: الشعب المصرى ملّ من المقاطعة والسلبية ويسعى لتأكيد أنه رقم أساسى فى المعادلة السياسية

أكد علاء شلبى، الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، إحدى المنظمات الأجنبية الحاصلة على تصريح الهيئة الوطنية للانتخابات بمتابعة الماراثون الانتخابى المقرر آخر مارس الحالى، أن كثافة الإقبال على التصويت فى الخارج شكلت رسالة وجّهها الناخبون المصريون تعبيراً عن الاحتجاج على تسويق صور ذهنية سلبية غير صحيحة أو مبالغ فيها عن مصر فى الخارج، وقال «شلبى» فى حواره مع «الوطن»: إن هذا الإقبال يعد احتجاجاً على شعور الشعب المصرى باستهانة الإعلام الدولى بالناس فى مصر كرقم فاعل ومؤثر لا يجوز التغافل عنه وعن كونه مصدر الشرعية وصاحب القرار.. وإلى الحوار..

{long_qoute_1}

* كمنظمة أجنبية.. هل واجهتكم أى تعقيدات للحصول على تصريح بمتابعة الانتخابات؟

- لا، فى الحقيقة وجدنا تعاوناً تاماً من الهيئة الوطنية للانتخابات، ويبدو أن الهيئة حديثة التشكيل لم تدخر جهداً للاستفادة من مختلف التجارب السابقة لوضع منظومة عمل ممتازة تستجيب لكل الاحتياجات والتحديات وتتوافق مع المعايير الدولية للانتخابات.

* كيف تابعت عملية تصويت المصريين فى الخارج؟

- كلفنا أعضاء فريق المنظمة لمتابعة الانتخابات من خارج مصر بالمتابعة فى بلدان إقامتهم.. كما تلقينا إفادات متنوعة من أعضاء المنظمة الأفراد فى نحو 30 دولة ومن فروع المنظمة فى 18 دولة عربية وأوروبية.. تضمّن غالبيتها تأكيد سلاسة إجراءات العملية التصويتية وحُسن اختيار أيام التصويت الثلاثة التى تضمّنت يومى عطلة أسبوعية (الجمعة والسبت فى الدول العربية والإسلامية، والسبت والأحد فى الدول الأخرى)، وهو ما مكّن الناخبين من ترتيب المشاركة خصوصاً المقيمين فى الأقاليم الجغرافية البعيدة عن مراكز التصويت فى السفارات والقنصليات التى تقع بطبيعتها فى العواصم والمدن الرئيسية، وكان ملحوظاً أن الكيانات المؤسساتية كالجاليات والاتحادات الخاصة بالمصريين لعبت دوراً إيجابياً فى تيسير الانتقالات والتحركات الجماعية للناخبين، كما كان ملحوظاً أن البعثات الدبلوماسية أخذت بعين الاعتبار الاستعداد الكافى لاستقبال أعداد كبيرة من الناخبين، بما يتناسب مع حجم الجاليات والناخبين.

* وما تفسيرك للإقبال الملحوظ على التصويت، خصوصاً فى دول الخليج؟

- كثافة الإقبال فى الخارج شكلت رسالة وجهها الناخبون المصريون تعبيراً عن الاحتجاج على تسويق صور ذهنية سلبية غير صحيحة أو مبالغ فيها عن مصر فى الخارج، بأنه إقبال احتجاجى لتفنيد الصورة الذهنية غير الصحيحة، وهو أكثر من ذلك بإقبال احتجاجى على شعور الشعب المصرى باستهانة الإعلام الدولى بالناس فى مصر كرقم فاعل ومؤثر لا يجوز التغافل عنه وعن كونه مصدر الشرعية وصاحب القرار، وليس أحد آخر، سواء كان هذا الآخر رأياً عاماً عالمياً معرض الأهواء والتأثيرات، أو كان أقلية محلية ليس لها ثقل شعبى يذكر.

{long_qoute_2}

* فى تقديرك.. لماذا لم يلتفت هؤلاء إلى دعوات المقاطعة التى أطلقتها جهات سياسية؟

- الشعب المصرى ملّ من المقاطعة والسلبية، ويسعى للتأكيد أنه رقم أساسى فى المعادلة السياسية، والمقاطعة لا تتفق مع نزعة الناس للمشاركة وامتلاك ناصية القرار، أخذاً فى الاعتبار أن الانتخابات الرئاسية لها طابع خاص، فالرئيس عند المصريين هو مناط القرار السياسى، بينما يمكن أن يتراجع الإقبال فى سياق انتخابات نيابية أو بلدية، فلا يزال الذهن الجمعى للمصريين يدور حول الإيمان بدور الرئيس فى قيادة سفينة البلاد، على الأقل فى هذه المرحلة التى لا تزال صعبة فى المجالين الاقتصادى والأمنى، فى سياق واقع البلاد وحالة الاضطراب الإقليمى ومنافسات المحاور الدولية والإقليمية.

* وما رأيك فى التقارير الحقوقية التى وصفت الانتخابات بغير النزيهة حتى قبل بدايتها؟

- بينما لا يمكن الطعن فى المسار الانتخابى الراهن، فلا يمكن القول أيضاً إن السياق الديمقراطى الراهن هو السياق النموذجى، فلا يزال السياق الراهن محكوماً بعوامل متنافرة، أهمها التحديات الأمنية والأوضاع الاجتماعية، ووضع الأحزاب الراهن التى تعانى من تجربة ما بعد يناير 2011، التى فقد معها الشعب ثقته فى النخب السياسية، ومنها كذلك تخبّط الفعل والخطاب والتوجهات بين المؤسسات الرسمية على نحو لا يُرسى رؤية واضحة بشأن الإرادة السياسية على صعيد الحريات، فعلى سبيل المثال ومنذ تعديل قانون التظاهر عقب حكم المحكمة الدستورية العليا، لم يتم طوال عام كامل تسجيل طلب واحد للتصريح بتجمّع أو تظاهرة من أى نوع، لاختبار القانون بعد تعديله، وبعد إزالة أهم أسباب الاحتجاج عليه.

{long_qoute_3}

* هل اعتمدت تلك المنظمات على أساليب فنية متعارف عليها فى عمل المنظمات غير الحكومية؟

- تحديات حقوق الإنسان فى مصر تحديات كبيرة تحتاج إلى جهود وتدابير متعدّدة لمعالجتها، وهى معالجات سهلة وممكنة إذا ما تم الاعتراف بالتحديات وإدراك سُبل علاجها، غير أن بعض المنظمات الحقوقية تقع تحت وطأة المعلومات غير الدقيقة والمسيسة، وكثير من التقارير الشائعة فى الإعلام صادرة عن منظمات غير مهنية تلبى بالأساس احتياجات أطراف سياسية واحتياجات بعض وسائل الإعلام، وللأسف يقع بعض صناع القرار تحت وطأة بعض التقارير غير المهنية ويتّخذ مواقف سلبية تؤدى بدورها لتعطيل المعالجات المنشودة، وتتطلع منظمتنا بحكم ما لها من خبرة خاصة فى مجال متابعة ورصد أحوال حقوق الإنسان طوال الخمسة وثلاثين عاماً الماضية لجسر الفجوة بين المنظمات المهنية وصناع القرار، سواء فى مصر أو فى عموم المنطقة العربية.


مواضيع متعلقة