مهرجان "تدريب قرابين الفصح".. آخر مساعي الاحتلال لتهويد القدس

كتب: محمد علي حسن

مهرجان "تدريب قرابين الفصح".. آخر مساعي الاحتلال لتهويد القدس

مهرجان "تدريب قرابين الفصح".. آخر مساعي الاحتلال لتهويد القدس

حذر مجلس الأوقاف والشؤون الإسلامية في مدينة القدس المحتلة من التحضيرات التي تجريها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإقامة مهرجان "تدريب قرابين الفصح"، بمشاركة كبار حاخامات الهيكل ومطربين صهاينة وقنوات تليفزيونية، والذي سيقام في منطقة القصور الأموية الملاصقة لمسجد الأقصى المبارك من جهته الجنوبية.

وينظم المهرجان الذي أعلنت عنه منظمة "جبل الهيكل" في موقعها على الإنترنت، يوم الاثنين المقبل، بينما ستبدأ التحضيرات له يوم الأحد.

من جهته، قال الدكتور حسن خاطر، مؤسس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، إن هذا المهرجان أحد أبرز الإجراءات الخطيرة التي تهدد المدينة المقدسة من جانب المحتل، مشيرًا إلى أن القرابين هي من تؤخر بناء الهيكل المزعوم، حسب معتقداتهم.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، إن المستوطنين اليهود - بحسب اعتقادهم - ينتظرون الآن البقرة الحمراء التي يربونها في مزارعهم الخاصة التي أعدتها لهذا الغرض، لكن كلما أوشكت تجربتهم على النجاح يظهر في الأبقار شعر أبيض، وهذا يعني بالنسبة لهم أن طهارتهم ليست كافية لبناء هيكلهم المزعوم، مشيرًا إلى أن "القرابين موضوع خطير جدا وبالأساس يدفع نحو تهويد المدينة المقدسة".

قبر النبي يوسف أيضًا لم يسلم من محاولات التهويد، حيث قال خاطر: "يبعد القبر عن مدينة القدس 30 كيلومترا شمالا، وهو من الأماكن التي يسعى المستوطنون إضفاء صفة القداسة عليها واستخدامها في تأجيج الدوافع الدينية لدى المستوطنين، لاسيما بخصوص القرابين".

وأوضح أن المستوطنين حاولوا إدخال قطعان الماشية والأغنام إلى المسجد الأقصى، خلال السنوات الماضية وفشلوا، لكن محاولاتهم مستمرة، لأن كل خطوة لهم في الأمام يواجهها المرابطون في ساحات المسجد الأقصى، وهذا يعني أن الخطر قادم ومستمر.

وحول مهرجان "تدريب قرابين الفصح"، قال "ننتظر تفاصيل جديدة لمنع تحقيق أهداف التهويد، فالمهرجان ضمن عدة مهرجانات دينية تقام في ساحة المسجد الأقصى وحائط البراق والقصور الأموية، وتُعد قرعا لطبول الحرب من الجانب الإسرائيلي".

ووجه خاطر رسالة عبر حديثه لـ"الوطن" جاء فيها "أقول للمسلمين في جميع أرجاء العالم، إن المستوطنين أدخلوا طقوسا للمسجد الأقصى وأقاموا العديد من الصلوات، لكنهم لم يستطيعوا ذبح القرابين أو إقامة الطقوس الكبرى، وإذا نجحوا في ذلك فلن تكون هناك انتفاضة، لكن ردة فعل لا يستطيع أحد التنبؤ بها لأنها انتهاك صارخ لحرمة الأقصى".

وتُعد منطقة جنوب المسجد الأقصى والقصور الأموية منطقة هامة جدا في عقلية الاحتلال الداعية إلى بناء مدينة داود المزعومة وإقامة الهيكل المزعوم، حيث بدأت الحفريات في هذه المنطقة منذ عام 1868 حين حفر تشارلز وارن مجموعة من الحفريات عند الزاوية الجنوبية الشرقية من المسجد الأقصى المبارك، بطول على بعد 34 مترًا من الزاوية المذكورة، عند الباب المنفرد بالجدار الغربي للمسجد الأقصى، وأجرى كذلك عدة حفريات عند منطقة البوابة الثلاثية التي تطل على المصلى المرواني داخل الأقصى.

ولم يقتنع الصهاينة بنتائج وارن وكينون، فعمدوا إلى خلق المزاعم والأكاذيب، وبدأ عالم الآثار القديم، بنيامين مزار، حملة للترويج للحفريات في المنطقة عام 1968 واستمرت ستُ سنوات، ادعى فيها أن البوابة الثلاثية التي يبلغ عرضها قرابة 15 مترًا هي أحد بوابات الهيكل الثاني المزعوم، وأن الدرجات الأثرية الموجودة أمامها من بقايا فترة الهيكل الثاني.

واستمرت الحفريات في هذه المنطقة حتى قامت دائرة الآثار التابعة للاحتلال الإسرائيلي ببناء درج تهويدي بمزاعم توراتية بثلاثين درجة وعلى امتداد 64 متراً، وذلك في عام 1999 تمهيدًا للسيطرة على البوابة الثلاثية.

وفي عام 2001 افتتحت إسرائيل متحفا في المنطقة الجنوبية الغربية من القصور الأموية، وأصبحت الساحة تعرف بـ "ساحة الاحتفالات" وحديقة أثرية تعرف بـ "حديقة المطاهر".


مواضيع متعلقة