سكان وسط البلد: «موسى راجل طيب.. بس صوتنا للسيسى لأننا عارفينه كويس»

كتب: سارة سعيد وعبدالله عويس

سكان وسط البلد: «موسى راجل طيب.. بس صوتنا للسيسى لأننا عارفينه كويس»

سكان وسط البلد: «موسى راجل طيب.. بس صوتنا للسيسى لأننا عارفينه كويس»

يبدو المشهد طبيعياً، لافتات لدعم السيسى فى كل مكان، على ناصية شارع أو حارة، وعلى واجهة محل أو كشك، على عمود نور أو بوابة خشبية أقيمت خصيصاً لحمل صورته، لكن الأمر الذى بدا غير طبيعى فى تصور محمود سمير، أن الشارع الذى يمتلئ بصور السيسى عن آخره، تقع به حملة المرشح الرئاسى، موسى مصطفى موسى، الذى يتخذ من مقر حزب الغد مكاناً لحملته، غير أن الشاب ومعه كثيرون لم يعرفوا بأن حملة المرشح تقع فى ذلك الشارع الذى ربما مروا من خلاله أكثر من مرة، وعاش فيه آخرون لسنوات طويلة، ويعمل فيه البعض فى شتى المجالات.

منذ أن علم محمود ذو الـ34 عاماً، بترشح المهندس موسى مصطفى موسى فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، والشاب يبحث عبر مواقع التواصل والأخبار عن معلومات بشأن الرجل، الذى ظهر فى اللحظات الأخيرة من إغلاق باب الترشح، وباتت الأنباء تتوالى عن حملته والمسيرات التى خرجت من المقر الخاص به، ورغم ذلك فإن الشاب الذى يسكن على مقربة من شارع صبرى أبوعلم الذى يقع فيه مقر حزب الغد المؤقت، وتنطلق منه كل الفعاليات الداعمة لموسى، لم يكن يعلم عن أمره شيئاً: «أنا عرفته من خلال النت، بس ماكنتش أعرف عنه أى حاجة ولا حتى شكله لحد ما شفت صورته» يحكى الشاب الذى ظل يشير إلى صور السيسى المنتشرة فى كل مكان حوله: «طب على الأقل يبقى فيه صور ليه فى الشارع اللى فيه مقر حملته».

{long_qoute_1}

تتعالى أصوات محمد قنديل بالضحك، وهو ينظر إلى صورة السيسى التى تعلو عموداً ملتصقاً بكشكه تماماً، فالشاب الذى قرر دعم موسى فى الانتخابات المقبلة، لم يجد أمام محبة جيرانه للسيسى سوى الانصياع لرغبتهم: «أنا كنت عايز أحط صورة موسى، بس الناس هنا زعلوا منى، وقالوا لى لأ هنحط صورة السيسى، فقلت خلاص كده كده السيسى ناجح وكلنا معاه»، قالها وهو يشير إلى ورقة صغيرة داخل الكشك سبق أن وزعها عليه بعض أفراد حملة موسى أثناء الدعاية له فى أحد الأيام: «أنا عارف من زمان إن حزب الغد هنا، بس مكنتش أعرف إنه لما يترشح المكان هنا هيبقى مقر لحملته، وبصراحة مش حاسس بوجودهم قوى هنا». لم يشارك ذو الـ33 عاماً فى أى انتخابات رئاسية ماضية، لكنه عقد العزم على خوض التجربة تلك المرة: «هنتخب موسى مصطفى موسى، بس أنا عارف إن شعبية السيسى كبيرة وهو اللى هيكسب» ثم يستدرك الشاب حديثه بعد أن أخرج لأحد زبائنه علبة معسل: «السيسى راجل تمام برضه، ومفيش مشكلة لو نجح، هيكمل الشغل اللى بدأه ونشوف الخير إن شاء الله».

حتى لحظة إعلانه خوض الانتخابات الرئاسية، لم يكن يعرف محمود بكر الذى يعمل بالشارع الذى تقع فيه حملة موسى مصطفى موسى عن الرجل شيئاً، ولا عن مقر الحزب، لكنه علم بعد ذلك من خلال لافتة كانت أمام المقر: «استغربت إن فى الشارع صورة ليه، فبسأل الناس، قالوا لى أصل ده مقر موسى»، على ناصية شارع الفلكى 4 بنرات لدعم موسى مصطفى موسى، هى أبرز لافتات الرجل فى الشارع كله، ومن أمامها كانت لافتة لدعم السيسى على أحد الأعمدة، وفى مواجهة العقار الذى وضعت عليه صورة طويلة على لافتة لدعم موسى، قلبها الهواء فأصبحت مطموسة الملامح، كانت مجموعة كبيرة من الصور للرئيس السيسى فى مواجهتها: «الناس هنا كلها بتتكلم عن السيسى، واللى بيجيب سيرة موسى بيقول عنه إنه راجل كويس ومحترم وطيب بس فى الآخر صوته للسيسى» قالها أحد الشباب الذين يبيعون الشاى بالقرب من مقر الحملة.

{long_qoute_2}

أمام صالون الحلاقة الصغير، جلس عادل أحمد ذو الـ40 عاماً، ينتظر زبائنه، وعن يمينه صور لدعم السيسى وعن يساره كذلك، ولولا حضور بعض الزبائن من أفراد حملة موسى إلى محله لما علم الرجل من أمر مقر الحملة شيئاً: «هو على عينى والله، بس فى الآخر أنا هنتخب السيسى عشان عارفينه أكتر وبيبنى البلد وعمل إنجازات، بس لما موسى اترشح قلت عليه إنه قلبه جامد، لأن دى مسئولية كبيرة برضه إنك تنزل قدام حد ليه شعبية كبيرة فى الشارع».

على ناصية الشارع الذى يوجد به مقر حملة موسى، وقفت «ندى» تبيع العيش على مدار 18 عاماً بعد أن أتت من المنيا للعاصمة، تحدثت عن مدى حبها واحترامها للمرشح الرئاسى «جارها»، «راجل ممتاز، بيساعد ناس غلابة كتير، لما بلجأله فى أى حاجة عمره ما ردنى مكسورة الخاطر، غير إنه عامل شهريات لناس غلابة كتير، اللى محتاج حاجة بييجى للباشمهندس موسى على طول، وبيساعد الكل هو ورجالته فى الحزب».

ورغم فرحتها بترشح جارها للرئاسة ونيتها التصويت له، إلا أنها أشارت لصورة السيسى المعلقة على أول شارعها لتقول مبتسمة «فى الأول والآخر.. السبع هو اللى هيكسب، الريس عمل حاجات كتير للبلد، بس إحنا عايزينهم ينجدوا الناس الغلابة، سواء الباشمهندس موسى أو سيادة الريس، عايزينهم يبصوا للغلابة عشان فيه ناس مش لاقية تاكل».

داخل العمارة التى يقع بها بعض الجهات التابعة لوزارات، وشركة سياحة ومكتبة وبعض السكان، يجلس جابر بسيونى، الذى يلمع الأحذية لرواد المكان، والذى سبق له التعامل مع موسى أكثر من مرة، ويعتبره رجلاً طيباً ويقدم الخدمات للمحتاجين، لكن الرجل الستينى وقع فى حيرة حين أعلن الرجل ترشحه للانتخابات الرئاسية: «أنا بحب السيسى جداً، بس برضه بحب الباشمهندس موسى، ولحد دلوقتى مش عارف أعمل إيه» قالها وهو يجلس على دكة وإلى جوارها عدته التى يعمل بها: «الباشمهندس موسى عامل شهريات لناس غلابة، ولما بيشوف حد محتاج بيديله حاجة من جيبه، وبيعيد علينا وفى رمضان بيجيبلى فطار كل يوم»، ثم يصمت الرجل للحظات قبل أن يعاود حديثه: «بس برضه أنا بحب السيسى وشكلى هنتخبه، زى ما أغلب الناس هتعمل».

بابتسامة عريضة يجلس «بواب الريس» كما يفتخر أن يصف نفسه طوال حديثه، على الأريكة فى مدخل العمارة التى يوجد بها مقر حملة موسى، يتحدث عنه بحماس قائلاً «الباشمهندس راجل مية مية، راجل محترم فوق ما تتخيل».

الباشمهندس فى نظر عم نشأت الذى يعمل حارساً لهذا العقار منذ 12 عاماً، ليس مجرد رئيس لحزب الغد أو مرشح للرئاسة الآن، بل إنه على المستوى الشخصى رجل يقدره ويحترمه ويحبه، اجتمعت عليه الآراء من كل الذين تعاملوا عن قرب معه، رغم عدم شهرته وشعبيته، يقول: «الراجل ده بيقف مع الغلابة وبيخلص لهم مصالحهم، محدش بيجيله غير وهو عارف إنه هيساعده»، ليس هذا فقط، بل اعتبره عم نشأت «كبير العمارة» فهو يحل مشاكلها ومشاكل جيرانها، الذين يقصدونه فى أى أمور تخصهم وتخص العمارة ليحلها لهم «كبيرنا وكبير العمارة، مفيش مشكلة فيها إلا ويحلها لنا هو».

عم نشأت الذى يعلق صور موسى فى غرفته بالعمارة، وفى منزله برمسيس، يفرح عندما يصادف أحداً يعبر له عن تأييده لموسى: «بس الباشمهندس راجل جدع وطيب واللى يعرفه عن قرب يشوف ده».


مواضيع متعلقة