لماذا حصلت ريهام سعيد على البراءة؟

طارق عباس

طارق عباس

كاتب صحفي

لم تكن براءة ريهام سعيد، مقدمة برنامج «صبايا الخير»، مفاجأة للمتابعين لملف قضيتها، خاصة فى ظل وجود مؤشرات لعدم ثبوت الاتهامات الموجهة لها ولطاقم برنامجها، إلا أن سرعة المحكمة فى الفصل فى القضية هى العامل الوحيد الذى لم يكن متوقعاً أن يتم بهذا الشكل، ففى الجلسة الثانية استمرت المحكمة عدة ساعات تستمع للمرافعات، حتى أصدرت حكمها فى العاشرة والنصف مساء الأربعاء، وهو ما لا يحدث كثيراً فى محاكم الجنايات.

مبدئياً؛ فإن اتهام النيابة العامة لـ«ريهام» ومعدة البرنامج والمصور والمنتج الفنى بالتحريض على الخطف والاتجار بالبشر كان سيتم التصديق عليه من المحكمة فى حالة عدم تأكيد دفاعها على قيامها بطلبها من فريق البرنامج بإبلاغ الشرطة، وذلك من خلال المكالمات المسجلة على هاتفها، وهو ما ينفى اشتراكهم فى جريمة وطلبهم فى نفس الوقت الإبلاغ عنها، وهو ما حدث بالفعل، حيث تواصل المنتج الفنى للبرنامج مع أحد ضباط الشرطة وأخطره بالواقعة، لذلك كان الطلب الأول من دفاع الإعلامية للمحكمة بعد طلب إخلاء سبيلها هو تفريغ محتويات هاتفها من مكالمات ورسائل حتى يصل لتلك النقطة ويثبتها للمحكمة.

النقطة الثانية هى اتهامها بنشر أخبار كاذبة من شأنها إثارة الذعر فى المجتمع، وهى التهمة التى كانت متوقفة على قيام المتهمين الرئيسيين باختطاف الطفلين من عدمه، خاصة أنهما لا علاقة لهما بالإعلامية من قريب أو بعيد، وهو ما يعنى أنه فى حالة حصول المتهمين الرئيسيين على البراءة من اختطاف الطفلين؛ كانت تهمة نشر أخبار كاذبة ستبقى قائمة فى حق ريهام سعيد، لأنها فى ذلك التوقيت ستكون قد نشرت تفاصيل جريمة لم تحدث، ما يؤكد أن إدانة المتهمين والحكم عليهما بالسجن المشدد قد أثبتت أنها نشرت تفاصيل واقعة حقيقية وليست مصطنعة، إضافة إلى أن القصد الجنائى بإثارة الذعر والرعب لدى المواطنين لم يثبت توافره فى حقها.

أما عن تفاصيل القضية، فمن واقع التحقيقات فإن فريق البرنامج قرر تصوير حلقة عن خطف الأطفال، فقامت المعدة «غرام» بالتواصل مع شخص يُدعى «إسلام» وسألته عن أى حالات خطف، فأخبرها -على غير الحقيقة- أنه يعرف مكان شخص معه أطفال مخطوفون، فاتفقت معه على مقابلته على أنها من عائلة أردنية وتريد تبنّى الطفلين مقابل 300 ألف جنيه للطفل، فقام «إسلام» بدوره بالاتفاق مع المتهمين الآخرين على اختطاف الطفلين خصيصاً للحصول على المبلغ المالى.

فى هذه الأثناء كانت المعدة قد أبلغت المنتج الفنى وتم إبلاغ ريهام سعيد، وكان الاتفاق على إبلاغ الشرطة للقبض على المتهمين وتصوير الحلقة على هذا التصور، ولم يكن أحد يعلم أن الطفلين تم اختطافهما بعد اتفاق المعدة مع المتهم، وهى الجريمة التى أدانت المحكمة المتهمين بها وعاقبتهم بالسجن، وكان قيام المنتج بالاتصال برئيس مباحث أحد الأقسام وإبلاغه بالأمر هو مفتاح براءة ريهام سعيد وباقى فريق البرنامج من تهمتَى التحريض على الخطف ونشر أخبار كاذبة، بينما تم الحكم على المعدة بسنة مع وقف التنفيذ بسبب قيامها بالاتفاق مع المتهم على شراء الطفلين مع علمها بأنهما مختطفان، ولم تبلغ الشرطة مباشرة بالجريمة، واستعملت المحكمة حقها فى وقف تنفيذ العقوبة لمدة 3 سنوات، وهو ما يعنى خروج المعدة وحرصها على ألا ترتكب أى فعل يعاقب عليه القانون خلال السنوات الثلاث وإلا ستلغى المحكمة وقف تنفيذ العقوبة وتنفذ الحكم عليها.