عهد التميمي تتذيل قائمة أطفال فلسطين داخل السجون الإسرائيلية

06:26 م | الخميس 22 مارس 2018

أصدرت محكمة عسكرية إسرائيلية، أمس الأربعاء، حكمًا بحبس الطفلة الفلسطينية عهد التميمي لمدة 8 أشهر في اتهامها بصفع جندي إسرائيلي في ديسمبر من العام الماضي، لتنضم الطفلة الفلسطينية إلى سلسلة من الأطفال المحبوسين داخل السجون الإسرائيلية.

ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن ممثل الادعاء الإسرائيلي قوله إن الادعاء العسكري عرض اتفاقًا قضائيًا بشأن الواقعة التي حدثت في ديسمبر الماضي، وحولت عهد، البالغة من العمر 17 عامًا، إلى بطلة في أعين الفلسطينيين، بحسب الوكالة.

وانتشر مقطع فيديو، في ديسمبر الماضي، لـ"عهد التميمي"، ابنة قرية النبي الصالح، وهي تصفع جنديًا إسرائيليًا على وجهه بعد محاولته التعدي عليها بالضرب، ما دفع قوات الأمن الإسرائيلية لمهاجمة منزلها واعتقالها.

وتزايدت ظاهرة اعتقال السلطات الإسرائيلية للأطفال الفلسطينيين خلال العامين الأخيرين، حيث ذكرت وكالة "رويترز"، الإخبارية، أن الإحصاءات الفلسطينية تشير إلى ارتفاع عدد الأطفال المعتقلين في السجون الإسرائيلية حيث بلغ المعدل الشهري احتجاز 420 طفلاً خلال عام2016‭ ‬ مقارنة مع 220 طفلاً في عام 2015.

وتشير إحصائية رسمية إسرائيلية إلى أن عدد المعتقلين من الأطفال في 2015 بلغ 190 قاصرًا وارتفع العدد إلى 226 قاصرًا في 2016.

وعبرت الأمم المتحدة في نوفمبر من العام الماضي، عن القلق البالغ إزاء أوضاع الأطفال الفلسطينيين القابعين في السجون الإسرائيلية، التي قالت أن عدد أصبح 500 طفل، وهو نفس ما أيده أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، في نوفمبر من العام الماضي، بتأكيده أن السلطات الإسرائيلية تنتهك حقوق الطفل الفلسطيني، وتضرب عرض الحائط بالاتفاقيات والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان ومن بينها اتفاقية حقوق الطفل، وهي أكثر اتفاقيات حقوق الإنسان الدولية من حيث عدد التصديقات عليها.

وفي أول ردة فعل له على الحكم بحبس "التميمي"، نقلت وكالة "فرانس برس" الإخبارية عن مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان انتقاده سلطات إسرائيل وإجراءاتها في هذه القضية، في حين عبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه من اعتقال قصر بينهم "التميمي"، بحسب الوكالة.

واعتبرت الناشطة الفلسطينية في مجال حقوق الإنسان، الدكتورة نعيمة أبو مصطفى، الحكم الصادر بحبس الطفلة الفلسطينية عهد التميمي انتهاك واضح لحقوق الإنسان، مؤكدةً أن محاكمة الأطفال والقصّر تعد جريمة بشعة بحق الإنسانية، خاصةً إذا صدر الحكم عن محكمة غير قانونية لدولة محتلة، على حد تعبيرها.

وأضافت أبو مصطفى، لـ"الوطن"، أن عهد لم ترتكب أي جريمة تستوجب معاقبتها لأنها كانت في حالة دفاع عن النفس أمام الجنود الإسرائيليين الذين اقتحموا منزلها وحاولوا الاعتداء عليها.

وأكدت أنه لا بد أن تتعاون السلطة الفلسطينية مع كافة المنظمات الدولية لحقوق الإنسان، وتوثّق كافة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الأطفال الفلسطينيين، وتقديمها إلى المحاكم الدولية والمطالبة بمحاكمة إسرائيل في كل واقعة على حدة، مشددةً على أن ذلك الحل الوحيد، هو الحل للحد من جرائم الاحتلال ضد الأطفال الفلسطينيين.

وشرعت السلطة الفلسطينية في تحرك دولي ضد انتهاكات إسرائيل بحق الأطفال الفلسطينيين، حيث نقل موقع "العربية نت" عن الدكتور عماد عوض الله، رئيس دائرة الأمم المتحدة في وزارة الخارجية الفلسطينية، قوله إن الفلسطينيين قدموا، في يناير الماضي، بلاغًا إلى المدعي العام في محكمة الجنايات الدولية، حول استهداف بالاعتقال أو القتل للأطفال الفلسطينيين، بمن فيهم الطفلة عهد التميمي، واعتبار تلك الأفعال جزء من المنظمة الاستعمارية الكاملة في أرض دولة فلسطين، معتبرًا أن استهداف الاحتلال لأطفال فلسطين هو استهداف لمستقبل الشعب الفلسطيني على أرضه.