"نارويل".. حوت يمتلك قدرات خرافية نادرة

"نارويل".. حوت يمتلك قدرات خرافية نادرة
العالم مليء بالغرائب، على الرغم من اعتقاد كثير من الاشخاص أن زمن العجائب انتهى، ومن تلك الغرائب المذهلة، حوت "نارويل"، الذي ربما تعتقده خرافة، ولكنه موجود بالفعل.
"نارويل"، هو حوت يعيش في القطب الشمالي، ويمتلك ذكوره قرن حلزوني كبير، وهذا القرن، في الواقع، سن معدّل، يمكن أن ينمو لأطوال تصل إلى 2.7 متر، ويستخدمه في مجموعة متنوعة من الأغراض، مثل اختبار التركيز الكيميائية لمياه البحر الذي يعيش فيه، بالإضافة إلى أن الذكور يستخدمون القرن في الكشف عن حجم خصيتهم للإناث من أجل التزاوج، وفقا لموقع "howstaffworks".
ربما يبدو كل ما سبق ليس غريبا بالقدر المثير للدهشة، ولكن وجدت دراسة جديدة، نشرت في مجلة "PLOS One" المتخصصة في العلوم والطب، أن "نارويل" يمتلك أقوى "سونار" طبيعي على الأرض.
تستخدم الكثير من الثدييات البحرية تحديد الموقع بالصدى للعثور على طريقها في أعماق المحيط الغامضة، ولكن هذه القدرة على استخدام الصوت لتحديد مكان وجود الأجسام في الفضاء أمر حاسم بشكل خاص بالنسبة لـ "نارويل".
يعيش "نارويل" في أعماق بعيدة، وهو واحد من نوعين فقط من الحيتان التي تعيش على مدار السنة بالكامل في مياه القطب الشمالي، قبالة سواحل كندا وجرينلاند، وغالبًا ما تغطى البحار بالجليد تماما، لذا يعيش "نارويل" في ظلام دامس معظم أيام السنة، ويجب أن يصل إلى سطح الماء، كل خمس دقائق، للاستنشاق الهواء، لذا لا بد أن يكون قادراً على اكتشاف الثقوب والتشققات الصغيرة بسرعة في الجليد.
وقالت الدكتورة كريستين ليدري، عالمة البيئة في جامعة "واشنطن" الأمريكية: "تساءلت دائمًا كيف تتنقل هذه الحيوانات تحت الماء، وكيف تجد هذه الفتحات الصغيرة للتنفس؟".
ولمعرفة ذلك، وضعت ليدري وفريقها البحثي ميكروفونات تحت الماء في خليج "بافن" قبالة الساحل الجنوبي لجرينلاند، وصادف أن 80 % من المهور في العالم يقضي الشتاء، واكتشفوا أن تحديد الموقع بالصدى عند "نارويل" دقيق جدا.
وأيضا تقول الدراسة إنه تبث الحيتان الأخرى أصواتها في جميع الاتجاهات، وهو أمر مفيد لتلقي البيانات من مسافات بعيدة، واتضح أن "نارويل" يمكن أن يفعل ذلك أيضًا، والحيوانات الأخرى مثل الخفافيش والدلافين تستخدم تحديد الموقع بالصدى أيضا، ولكن قدرة "نارويل" هي الأفضل بين الجميع.
وتوضح الدراسة أنه يمكن لـ "نارويل" أن يوسع انتشار حزمة أشعة السونار في منطقة كبيرة، وبهذه الطريقة، يمكنه الحصول على إحساس بمحيطه بدقة أكثر من أي حيوان على سطح الكوكب.