"زلابطة" عقوبة التحرش بالفتيات أمام المدارس في الأردن

03:55 م | السبت 17 مارس 2018

"على النواصى" يقف الشباب العاطل أو "المزوغ" فى انتظار لحظة خروج الفتيات من المدرسة، للتحرش بهن سواء لفظيا أو جسديا، مشهد متكرر لم تجد له الحكومات في بعض البلدان العربية عقوبة حازمة للقضاء عليه، لكن السلطات الأردنية قررت محاربة تلك الظاهرة بحلق رأس 30 شاب "على الزيرو" كخطوة أولية قد تتطور إلى كتابة التعهدات والحبس لعدة ساعات.

تأديب "الأحداث"، كان السبب وراء قرار الحاكم الإداري للواء "القويسمة" التابع للعاصمة الأردنية بحلق رأس الشباب المتحرشين "زلابطة" كعقوبة معاكسة الفتيات في عمان، إلى جانب تسيير دوريات أمنية متحركة وثابتة أمام العديد من المدارس في مختلف المراحل بتنسيق مع وزارة التربية والتعليم للإمساك بهم، حسبما ذكرت وكالة "الأناضول" التركية.

ووفقا للأناضول، قال مصدر مطّلع في وزارة الداخلية الأردنية – لم يذكر اسمه - إن حكام المناطق الإداريين وضعوا تلك الإجراءات "لتأديب الشباب الذين لم يبلغوا سن الرشد القانوني"، موضحا أن تلك الاجراءات تتمثل فى كتابة تعهدات في حضور أولياء أمورهم، والتوقيف لساعات داخل الأقسام بالإضافة إلى حلق رؤوسهم. فيما أكد المتحدث الإعلامي بمديرية الأمن العام، المقدم عامر السرطاوي، أنه فى حالة تطور الأمر إلى التلفظ بعبارات مخلة للآداب سيتم تحويل الشاب إلى المحكمة ليواجه العقوبة الأمنية اللازمة.

وقال الكاتب الأردني جهاد الرنتيسي لـ"الوطن"، أن العقوبة خطوة "إيجابية" وتعد طريقة ردع اجتماعية أكثر من كونها أمنية، حيث تضع الشاب في موضع حرج وسط أفراد عائلته ومحيطه الاجتماعي مما قد يجعله يعيد النظر فى تصرفه "غير اللائق"، مشيرا إلى أن عمان ليست الدولة الوحيدة التى طبقت تلك العقوبة التى وصفها بأنها "ليست قاسية" ولن تأتى بنتائج عكسية، حيث سبقهم إليها "وديا" بعض الدول العربية مثل: الكويت ومصر.

وأوضح "الرنتيسي" أن تحرش بالطالبات أمام المدارس يعود إلى تراجع الدور التربوي للأسر إلى جانب اختفاء دور مؤسسات التوعية والأحزاب السياسة التى لم تعد حريصة على صورتها وصورة أنصارها بالإضافة إلى الإفراط فى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي التى ساهمت فى خلق فجوة بين الجيلين والانفتاح على العالم الخارجي بلا رقابة.