حاكم القرم: الناخبون سيصوتون في الانتخابات الروسية "ليشكروا" بوتين

كتب: أ ف ب

حاكم القرم: الناخبون سيصوتون في الانتخابات الروسية "ليشكروا" بوتين

حاكم القرم: الناخبون سيصوتون في الانتخابات الروسية "ليشكروا" بوتين

في شوارع القرم، تطلق من مكبرات الصوت هتافات "اختاروا رئيسا! اختاروا المستقبل"، لتشجيع الناخبين على التصويت في أول انتخابات رئاسية منذ أن ضمت روسيا شبه الجزيرة في 2014، في اقتراع تأمل السلطات أن يشكل برهانا على ولاء المنطقة للكرملين.

وقال الكسندر فورمانتشوك أحد مستشاري حاكم القرم المعين من قبل موسكو سيرجي اكسيونوف "نرى في هذه الانتخابات استفتاء ثانيا وفرصة للتعبير عن شكرنا لبوتين على ما فعله في 2014".

ومع انتخابات تبدو نتائجها محسومة سلفا في غياب معارضة حقيقية لفلاديمير بوتين، ضاعف الكرملين الاجراءات والتوجيهات الى المناطق لتشجيع الروس على التوجه إلى مراكز الاقتراع وتجنب نسبة امتناع مرتفعة تؤثر على شرعية نتيجة التصويت.

وشهدت القرم حملة كثيفة مع انتشار لوحات اعلانية في وسائل النقل المشترك ونشر مكبرات للصوت في كل الاماكن العامة تدعو السكان الى التوجه الى مراكز التصويت الأحد.

ويعد فورمانتشوك من جهته بنسبة مشاركة مرتفعة لناخبي القرم على الرغم من نتيجة يعترف بانها "متوقعة" لهذا الاقتراع الذي سيجري في الذكرى الرابعة لضم القرم.

- "عدالة تاريخية" -

كان فلاديسلاف غانجارا صبيا في السابعة من العمر عندما وصل فلاديمير بوتين الى السلطة في روسيا للمرة الاولى في نهاية 1999، وهو اليوم نائب مؤيد للكرملين في برلمان القرم المحلي.

وقال "اذا كنت تشجع فريقا، فانت تحضر المباراة وان كنت تعرف انه سيفوز لانه الافضل".

وزار بوتين الاربعاء القرم ورحب "باحقاق العدالة التاريخية" التي شكلها في نظره الحاق شبه الجزيرة بروسيا بعدما كانت تخضع اداريا لاوكرانيا في عهد الاتحاد السوفياتي.

ووصل بوتين متأخرا الى تجمع نظمه انصاره وتحدث لاقل من دقيقتين، مؤكدا ان سكان القرم "برهنوا للعالم أجمع ما هي الديموقراطية الحقيقية" عندما ايدوا في 2014 في استفتاء لم تعترف الاسرة الدولية بنتائجه، ضمهم الى روسيا.

وزار الرئيس الروسي ايضا الورشة الهائلة لبناء الجسر الذي سيربط شبه الجزيرة بالبر الروسي، ودشن مطارا دوليا جديدا مع ان الشركات الاجنبية تمتنع عن تنظيم رحلات الى القرم منذ فرض العقوبات.

- "في المهد" -

تهدف هذه الاجراءات الى تخفيف عزلة شبه الجزيرة التي فرضت عليها عقوبات اقتصادية من قبل الغربيين الذين يعتبرون ضم القرم غير شرعي.

وتصل معظم المنتجات الغذائية على متن عبارات من روسيا، وهذه الطريقة تعتمد على احوال جوية جيدة ما يؤدي الى نقص في المحلات التجارية في اغلب الاحيان.

وقالت اناستازيا ارسلانوفا المحامية البالغة من العمر 35 عاما من سيباستوبول في القرم "نحن روس ونشعر بالراحة في روسيا"، مشيرة الى ان غلاء المعيشة منذ ضم القرم هو "الثمن الذي يترتب دفعه" للعيش في روسيا.

وفي اغلب الاحيان، يحمل أنصار بوتين في القرم البيروقرطيين المحليين مسؤولية الصعوبات الاقتصادية وليس الكرملين او الرئيس.

لكن سكان القرم المعارضين للسيطرة الروسية على شبه الجزيرة يؤكدون ان ضغط السلطات كان متواصلا منذ اربع سنوات.

وتدين المنظمات الدولية باستمرار الضغط على التتار المجموعة المسلمة المعارضة بشكل واسع لضم القرم الى روسيا واوقف عدد من ممثليها من قبل السلطات.

وقد الغى عدد منهم مقابلات كانت مقررة مع وكالة فرانس برس خوفا من اجراءات انتقامية لقوات الامن.

وافرج عن اليكسي شيستاكوفيتش (37 عاما) مؤخرا بعد عشرة ايام على توقيفه بسبب رسالة وضعها على شبكات التواصل الاجتماعي بشأن محكمة ناشط فوضوي محلي. وهو يؤكد انه تعرض للتعذيب من قبل ملثمين في مركز للاعتقال.

ويقول "خنقوني بوضع كيس على رأسي، وكسروا اصبعي ووثقوا يدي وراء ظهري وهددوا باغتصابي". وقال انه مقتنع بان عمليات الترهيب هذه مرتبطة بالانتخابات الرئاسية.

وقال النشاط المعارض اليكسي ايفريموف ان "السلطات المحلية تريد (...) ان تظهر انها تسيطر على كل شىء في القرم وان الجميع مؤيدون لبوتين وليست هناك اي معارضة".

غادر كثيرون من معارضي الرئيس الروسي القرم متوجهين الى كييف او موسكو والذين بقوا مشتتين كما يعترف ايفريموف.

وقال "نحاول تنظيم صفوفنا والبحث عن محامين عندما يتم توقيفنا لكن لا احد يدعمنا".


مواضيع متعلقة