بعد 60 عاما من حكم "آل كاسترو".. هل تغير انتخابات أبريل تاريخ كوبا؟

بعد 60 عاما من حكم "آل كاسترو".. هل تغير انتخابات أبريل تاريخ كوبا؟
- انتخابات
- كوبا
- كاسترو
- عائلة كاسترو
- الانتخابات الكوبية
- انتخابات
- كوبا
- كاسترو
- عائلة كاسترو
- الانتخابات الكوبية
بعد شهر من الآن، من الممكن أن يتغير مستقبل "لؤلؤة الأنتيل" في منطقة الكاريبي، التي ثارت بها العائلة الحاكمة حاليًا ضد الديكتاتورية بخمسينات القرن الماضي، لتكتب تاريخًا جديدًا في "كوبا"، حيث تولى قائدها فيدل كاسترو حكم البلاد، ولمدة تقرب من 50 عامًا، ثم خلفه شقيقه راؤول كاسترو، الذي أعلن أنه لن يترشح بالانتخابات الرئاسية في أبريل 2018.
عائلة "كاسترو" لديها تاريخ زاخر في حكم البلاد، حيث صمد "فيدل" لـ49 عامًا، أمام الحصار الاقتصادي الذي فرضته أمريكا على كوبا، بينما تعاقب على الولايات المتحدة أكثر من 9 رؤساء، كما أنه في الوقت الذي كانت تسقط به الأنظمة الشيوعية في العالم، نجح الزعيم الكوبي في الحفاظ على أن ترفرف الأعلام الحمراء، وإرساء قواعده كرئيس للحزب الشيوعي الكوبي، رغم تعرضه للعديد من محاولات الاغتيال، وهو ما حوله إلى رمز وطني ضخم.
{long_qoute_1}
يعدّ 21 مارس 2016، تاريخًا مميزًا في تاريخ كوبًا وأمريكا، حيث أنهى الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عقودًا من العداء بين البلدين، لكونه أول رئيس للولايات المتحدة تطأ قدماه أراضي كوبا، منذ ثورتها في 1959، قبل أن يقرر الرئيس الحالي دونالد ترامب إلغاء الاتفاق الأحادي الجانب الذي وقعته بلاده مع كوبا في عهد سلفه، إلا أنه على الرغم من ذلك استمرت العلاقات بين البلدين والمساعدات في المواقف المختلفة.
لذلك تتمتع الانتخابات المقبلة المقرر عقدها في 19 إبريل 2018، بأهمية ضخمة لدى الشعب الكوبي، لتأكيد الرئيس راؤول كاسترو، 84 عامًا، ورئيس الحزب الشيوعي، في 6 نوفمبر الماضي، أنه عازم على الاستقالة من منصبه في 24 فبراير 2018، وتولى حكم كوبا في 24 فبراير 2008، وأمضى عامين كرئيس لمجلس الدولة عقب استقالة شقيقه الأكبر فيدل كاسترو الذي حكم البلاد لمدة 49 عامًا، حيث تبلغ الفترة الرئاسة فيها 5 أعوام.
وفي 22 فبراير الماضي، أقرت الجمعية الوطنية الكوبية تعديلاً للجدول الزمني للانتخابات العامة وأرجأت بذلك تعيين خلف للرئيس راؤول كاسترو إلى إبريل 2018، إثر تأجيل الانتخابات المحلية بعد الإعصار "إرما" الذي ضرب الجزيرة في سبتمبر 2017، ليتصدر التساؤل الأكبر بالبلاد عن "من سيخلف كاسترو".
{long_qoute_2}
ورغم ضبابية المشهد السياسي حتى الآن، وإعلان "راؤول" عدم استمراره في المنصب الرئاسي، إلا أنه من المتوقع أن ينتهي حكم الجيل الأول من عائلة كاسترو بذلك، ليتولى الجيل الثاني زمام البلاد، المتمثل في "أنطونيو فيدل كاسترو" أو "أليخاندرو راؤول كاسترو"، بحسب الدكتور عاطف سعداوي، أستاذ السياسات العامة بمعهد ودرور ويلسون الدولي للباحثين بواشنطن سابقًا، والخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.
"أنطونيو كاسترو"، من المعروف عنه دعمه للنظام الرأسمالي، وحبه لحياة البذخ، إذ يقضي حياته على اليخت الخاص به خارج البلاد، وقال عن نفسه إنه ورث شيئين فقط عن والده "حبه للسيجار وللنساء الجميلات"، بينما "أليخاندرو كاسترو" الذي يمثل امتدادًا للعائلة الحاكمة ودعمه للنظام الشيوعي، وضد السوق المفتوح، لذلك فهو محبوبًا لدى العسكريين القدامى، وهو ما يجعله أوفر حظًا عن "أنطونيو".
بينما أكد سعداوي، لـ"الوطن"، أنه بحسب وسائل الإعلام الكوبية، فإن المرشح الأقرب لحكم الجزيرة هو "ميجيل دياز كانيل" نائب رئيس البلاد، الذي يعتبر أول مسؤول حكومي في البلاد يصل لهذا المنصب الرفيع دون أن يكون من الحرس القديم أو من المنتمين لجيل الثورة الكوبية، موضحًا أنه يحمل نفس توجهات الأسرة الحاكمة.
وفي حال تولي "كانيل"، لن يحدث تغيير فوري وضخم بالبلاد، لكونه إرث شيوعي ضخم يمتد لأكثر من نصف قرن، ولكن من المرجح أن يوجد تغيير تدريجي، يمتد من 5 إلى 10 أعوام، وفقًا لسعداوي، على أن يكون أبرزها في العلاقات الخارجية، خاصةً مع أمريكا، حيث تشهد العلاقات بين البلدين حاليًا انتعاشًا ملموسًا، يجاوره تطورًا بالشؤون الداخلية للبلاد، المتمثل في الانفتاح النوعي على العالم وتقليص سيطرة الحزب الشيوعي على كوبا، وظهور دور المعارضة بها.
وأكد الخبير بمركز الأهرام أن عائلة كاسترو تمتلك شعبية ضخمة ومكانة رمزية لا مثيل لها، حيث يعتبرهم أفراد الشعب مؤسسين لكوبا الحديثة، لتغييرهم مصير البلاد، ومقاومة "فيدل" للحصار الأمريكي للبلاد بقوة.
{long_qoute_3}
ومن تلك المكانة والشعبية المشهود للعائلة الحاكمة بكوبا، يتوقع السفير عاطف سالم، سفير مصر بكوبا السابق، أن يطالب الحزب الشيوعي الرئيس الحالي بالاستمرار في منصبه، أو أن يتولى نجله "أليخاندرو"، لكون "كاسترو" رمزًا مرتبطًا بعلاقة وثيقة في نفوس الكوبيين، حيث ينظر الشعب لـ"فيدل" بكونه أهم زعيم بالقرن العشرين في العالم، مرجحًا عدم فوز "كانيل" مقارنة بأفراد العائلة ولسيطرة الجيل العسكري الثوري على الجزيرة، لافتًا إلى أن الشعب الكوبي يتميز بأنه مكافح ومناضل وهادئ.
وأرجع تلك المكانة إلى حسن إدارة عائلة "كاسترو" للبلاد، حيث يتمتع الاقتصاد الكوبي بتماسك قوي، حيث تعتبر من أكثر الدول المنتجة للسيجار والزنك والأخشاب، كما أنها تمتلك سجلاً سياحيًا ضخمًا، حيث يقبل إليها ملايين السائحين من أوربا سنويًا، فضلاً عن التقدم الملحوظ بها في مجال الطب والأدوية، حيث ينتشر لها حول العالم أكثر من 65 ألف طبيب، وهو ما يوفر للشعب نظامًا طبيًا وعلاجيًا بالمجان.
كما نجح فيدل كاسترو في محو الأمية بالبلاد من خلال تجربة فريدة، لمشروعه "مدرسة من أجل الريف"، حيث كان يقيم الطالب الجامعي في إحدى القرى ليعلم الأطفال والكبار فيها، تحت إشراف آلاف من المختصين والأكاديميين، وحصدت كوبا عدة جوائز عالمية بعد تصنيف تجربتها كواحدة من أنجح التجارب في محو الأمية.