"غاز الأعصاب" يشعل الأزمة بين موسكو ولندن.. وأمني: الجاسوس لم يكن حذرا

كتب: محمد علي حسن

"غاز الأعصاب" يشعل الأزمة بين موسكو ولندن.. وأمني: الجاسوس لم يكن حذرا

"غاز الأعصاب" يشعل الأزمة بين موسكو ولندن.. وأمني: الجاسوس لم يكن حذرا

تصاعدت حدة المواجهة بين لندن وموسكو منذ تسميم الجاسوس الروسي المزدوج سيرجي سكريبال وابنته بغاز الأعصاب بمدينة سالزبري جنوب إنجلترا الاثنين الماضي، في محاولة لاغتياله بغاز الأعصاب.

وغاز الأعصاب يوقف استقبال العضلات للرسائل من الأعصاب مما يؤدي لانهيار العديد من وظائف الجسم، ويعمل خلال ثوانٍ أو دقائق إذا تم استنشاقه وبدرجة أبطأ إذا تعرض الإنسان له من خلال الجلد، حيث تشمل الأعراض تحول العين للون الأبيض والتشنجات وسيلان اللعاب والغيبوبة وصعوبة التنفس والموت. 

"الوطن" تواصلت مع اللواء محمد رشاد، الوكيل السابق لجهاز المخابرات العامة، الذي قال إن أي جاسوس تابع لجهاز استخبارات يتلقى تدريبات مكثفة حتى لا يورط نفسه في أماكن معروفة ومزدحمة بالعامة.

وأضاف رشاد في تصريحات خاصة لـ"الوطن": "من المفترض ألا يكون للجاسوس روتين ثابت في حياته ونشاطاته حتى لا يسهل رصده باستمرار، فالجواسيس والعملاء يقومون بتغيير أماكنهم والأطباق التي يتناولونها في المطاعم".

وكانت السلطات البريطانية نصحت المئات ممن ترددوا على المطعم الإيطالي أو حانة "ميل" في المدينة بغسل ملابسهم بعد العثور على آثار غاز الأعصاب الذي استخدم في تسميم سكريبال وابنته في المكانين، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية.

وأوضح وكيل المخابرات العامة السابق، أن استخدام غاز الأعصاب لمحاولة اغتياله، يؤكد كثرة تردده على المكان التي وقع فيه الحادث، وهذا ما يتم تسميته في علوم الاستخبارات "الهدف أصبح في مجال الراصد"، وكان عليه تغيير المكان.

وأكد رشاد أن جهاز الاستخبارات الروسي لم يكن يتابع الجاسوس سيرجي سكريبل، بل العملية تمت من خلال أشخاص جندتهم في الأماكن التي يتردد عليها، مشيرا إلى أنه من المفترض أن يكون دارسا للمنطقة التي يذهب إليها ومن أهم الشروط التي تتوافر بها عدم معرفة أي شخص له.

وعن الاغتيال باستخدام غاز الأعصاب، أوضح رشاد، أنها ليست الوسيلة الأبرز في التخلص من الجواسيس، لكن الأجهزة تلجأ إلى الوسيلة الأسرع وهي القتل بواسطة مسدس مزود بكاتم للصوت وهذا يرجع إلى التعامل المباشر بين القاتل والجاسوس. 

وتعود نشأة غازات الأعصاب وصناعتها إلى ثلاثينيات القرن الماضي، حيث تم تحضيرها بواسطة مجموعة "باير" الصناعية الألمانية، ومن أهم هذه الغازات السارين والتابون والسومان ونوفي تشوك أما أشهرها فهو غاز VX، وبدأت الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا تجارب غاز الأعصاب بعد الحرب العالمية الثانية.

ويعتبر غاز VX أخطر أنواع السموم التي تم اكتشافها إلى حد الآن، وانفرد بلقب "غاز الأعصاب " لخطورته البالغة، ولا يصنع من مواد يمكن عملها بالبيت فمستويات السمية به لا تسمح إلا لمؤسسات متخصصة مثل جامعة أو معمل صناعي بإنتاجه.

ويوجد حل وحيد لمواجهة غاز الأعصاب، فهناك ترياق يساعد على عكس آثاره  ولكن كلما تم تقديم الترياق بسرعة كلما كانت فرص الشفاء أفضل، وحسب دراسة بهذا الشأن لجامعة ليدز البريطانية فأنه يمكن علاج المصابين بالأتروبين وتظهر المشكلة إذا لم يتم تقديم العلاج بسرعة.

 

 

 

 

 


مواضيع متعلقة