نبيل زكى: مصر ليست أفغانستان أو الصومال وتطبيق الحدود لن يتم

نبيل زكى: مصر ليست أفغانستان أو الصومال وتطبيق الحدود لن يتم
قال نبيل زكى، نائب رئيس حزب التجمع، فى حواره لـ«الوطن»، إن تصريحات البعض عن «تطبيق الحدود فى مصر» غير منطقية، ولن يحدث ذلك؛ لأن مصر ليست أفغانستان أو الصومال، وإن التيارات التى تتحدث عن تطبيق الحدود كانت تابعة لأنظمة سابقة تحاول المتاجرة باسم الدين. ورأى أن الإخوان والسلفيين أكثر الناس ثرثرة على الفضائيات واتهاماتهم للتيار الليبرالى بأن لا وجود له كلام فارغ؛ لأن التيار الليبرالى انحاز إلى حمدين صباحى وعمرو موسى، وهو يمثل أغلبية.
* أحد قيادات التيار السلفى صرح لـ«الوطن» بأن تطبيق الحدود بات قريباً، ما رأيك؟
- لن تطبق الحدود فى مصر؛ لأنها ليست الصومال أو أفغانستان، ومن الصعب تقبل تيار كان تابعاً للأنظمة السابقة ويعرض نفسه الآن على المجتمع، مستظلاً بمظلة الدين ومتاجراً به؛ فضلاً عن أن أغلبية المجتمع المصرى لا تؤيده ولن يستطيع أحد أن يفرض رأيه عليه.
* لكن ذلك القيادى يقول: إن المجتمع يؤيدهم ويرغب فى تطبيق الحدود؟
- هؤلاء سوف يصطدمون بالمجتمع، ويقابلون من المصريين بمقاومة شرسة وكذلك من المؤسسات القائمة والمفكرين وكل القوى المستنيرة، وكلامهم عن تطبيق الحدود لا معنى له ولا قيمة ولا وزن له، هو أشبه بحديثهم السابق ضد الإبداع والأدب والفكر، وضد نجيب محفوظ وتصريحاتهم أيضاً المنتقدة لشيخ الأزهر، وكل هذه التصريحات ما هى إلا دخان فى الهواء لا وزن لها ولا قيمة.
* والانتقاد أيضاً للتيار الليبرالى بأنه ليس له وجود فى الشارع؟
- الأرقام الرسمية تفيد بأن التيار الليبرالى حصل على الأغلبية فى الانتخابات الرئاسية، والدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، لم يحصل إلا على الثلث؛ لأن الليبراليين أعطوا أصواتهم لعمرو موسى وحمدين صباحى وأحمد شفيق، هذه قوة التيار الليبرالى فى الشارع، ومن أعطوا أصواتهم لمرسى؛ ليس إعجاباً به أو بتياره وإنما هو رفض لانتخاب الفريق أحمد شفيق الذى ينتمى إلى النظام السابق.
* يعنى ذلك أنك راضٍ عن الأداء السياسى للتيار الليبرالى؟
- التيار الليبرالى يحتاج إلى توحيد الصفوف، والعمل الجماهيرى وإعادة التنظيم، والانتشار فى جميع المحافظات ومشاركة الناس همومهم.
* ما حقيقة أن الليبراليين والعلمانيين لا يجيدون الحديث والظهور إلا خلال شاشات التليفزيون؟
- غير صحيح؛ لأن التيار الذى ينتمى إليه الإخوان والسلفيون، هم الأكثر ظهوراً وبمجرد حضورك فى أى برنامج تجد على يمينك السلفى وعلى يسارك الإخوانى؛ هم من يثرثرون فى الإعلام المرئى بشكل مغال فيه.
* القيادى السلفى يقول إن «التجمع» لن يجرؤ على التصريح بأنه ضد الشريعة الإسلامية؟
- هذا كلام غير مهذب؛ لا يأتى إلا من شخص عدائى لا يؤمن بحرية الفكر والتغيير؛ فـ«التجمع» يرى أن لا خلاف على المادة الثانية ويوافق على كل ما يوافق عليه شيخ الأزهر، هم من يريدون تغيير المادة الثانية، فى حين أن شيخ الأزهر عرض عليهم أن تكون المبادئ الكلية للتشريع، وطالبوا بنص فى الدستور يؤكد أن مصر ليست دولة علمانية، ويريدون الاستيلاء على الأزهر، وافتعال خلافات.
* ما موقف حزب التجمع من المادة الثانية؟
- نحن مع بقاء المادة الثانية كما هى؛ مع إضافة عبارة حق أصحاب الديانات الأخرى الاحتكام إلى شرائعهم فيما يتعلق بالأحوال الشخصية، نحن نقبل بما يقبل به شيخ الأزهر وعكس ذلك يعيدنا إلى مجتمع البداوة، ولن يستطيعوا فعل شىء لأنهم يقفون وحدهم بمعزل عن القطاعات الرئيسية فى المجتمع ويفتعلون قضايا لا علاقة لها بالدين.
* وماذا تعنى تلك التصريحات التى تخرج من عضو بلجنة تأسيس الدستور، ألا ينعكس ذلك على الدستور الجديد كون من يكتبونه أكثر تشدداً؟
- «التجمع» يرفض هذه الجمعية التأسيسية للدستور ولا يعترف بها كونها تمثل الأغلبية لطائفة بعينها ولا تتسم بالتوافق، وبالتالى نرفض ما يصدر عنها.
* إلى أى حد تنذر تلك التصريحات بمخاطر على تغيير هوية الدولة؟
- السعى نحو تغيير هوية الدولة من بعض التيارات يسير دون شك على قدم وساق، وهى رغبة موجودة لديهم تنتظر الوقت من أجل تغيير معالم الدولة، لكن الشعب يقظ ولن يسمح بذلك؛ لأن أغلبه ينتمى إلى التيار الإسلامى الوسطى ولن يقبل بأية حال اختطاف البلاد وجرها إلى عصور الظلام.